غوركوف… أعد حساباتك

يعود، هذا الأسبوع، المنتخب الوطني الجزائري إلى جو المنافسة، حتى وإن كانت ودية، بالمشاركة في دورة قطر بإجراء مقابلتين تحضيريتين: الأولى أمام المنتخب القطري والثانية أمام المنتخب العماني. مباراتان ستكون فيهما الفرصة للمدرب الوطني كريستيان غوركوف لتجريب لاعبين جدد، خاصة المحليين منهم، لمعرفة مدى جاهزيتهم وقدراتهم على اللعب في المنتخب الأول، الذي تنتظره بعد أشهر منافسة كأس إفريقيا القادمة، التي من المقرر الكشف عن البلد الذي سينظمها في الثامن من أفريل القادم بالقاهرة.

المدرب الوطني كريستيان غوركوف، المتعارف عليه أنه مدرب محنك، ومكون كبير، وله تجربة كبيرة في الميادين الكروية، أصبح يضرب عرض الحائط  كل القوانين والنماذج الكروية.. كيف لا وهو يوجه الدعوة إلى لاعب يجلس على كرسي الاحتياط منذ بداية الموسم، وحتى اللاعب نفسه (زفان لاعب ليون الفرنسي) تفاجأ لدعوته إلى المنتخب. وقال، في تصريحات صحفية: “الأمر غريب، فكيف يتم استدعائي وأنا لا ألعب بانتظام مع فريقي!” سياسة سبق للناخب الوطني الأسبق وحيد خاليلوزيتش أن طبقها، حيث كان يجلب لاعبين حتى من دون فريق، ويشركهم في المنافسات القارية على حساب آخرين يستطعون إعطاء الكثير.

لا أعرف إن كان المدرب الوطني غوركوف مقتنعا بسياسة جلب لاعب لا ينشط مع فريقه؟ أم أصبح لا يهمه سوى البقاء في منصبه على حساب الثوابت الكروية والدوس على ما تعلمه طيلة مشواره الكروي…؟ فكيف به أيضا ازاحة لاعبا مثل جابو من التشكيلة الوطنية وهو الذي سجل هدفين في المونديال الأخير، وجعل مدربه يومها يعتذر له، فالذي يتألق ويسجل للألمان ولأحسن حارس في العالم بإمكانه اللعب بسهولة في الخضر، فكم من لاعبين عالميين خرجوا عن النطاق الرياضي، لكن لمصلحة منتخبهم كانوا يعتمدون عليهم، لأنهم يصنعون فارقا لا يمكن لأي كان صنعه.

ما يحدث هذه الأيام في منتخبنا الوطني يثير نوعا من الدهشة والتساؤل، فكيف بالمدرب الوطني إبعاد عدد كبير من اللاعبين بحجة أن مستواهم متواضع أو لا يدخلون في مخططاته، غير أن الحقيقة غير ذلك، فمنهم من وضع في خانة القائمة السوداء بسبب تصريحاته النارية، أو عدم قبوله الجلوس على كرسي الاحتياط.. فهل يعقل من غوركوف وطاقمه الفني التخلي عن لاعبين بإمكانهم تقديم الكثير للمنتخب الوطني، لاعبين مثل جابو، بودبوز،غيلاس عبدون، بونجاح، وآخرين، تم الاستغناء عنهم دون أي استفسار يذكر.. ولا أظن أن المدرب الوطني لوحده قرر إبعاد هؤلاء اللاعبين، لأنه يعرف أن أي فريق في العالم لكي ينجح لا بد من اعتماده على أحسن اللاعبين.

تدعيم التشكيلة الوطنية بعدد من اللاعبين المحليين يبدو لنا  في الوهلة الأولى أن المدرب الوطني راجع سياسته تجاه لاعبي بطولتنا المنحرفة، ولكن الحقيقة أنه يستغني عنهم في التربصات القادمة بحجة ضعف مستواهم… جلبه لهؤلاء المحليين في هذا الوقت بالذات سببه واحد  وهو معاينتهم سلبيا وإبعادهم في التربصات القادمة، لا داعي لفرملة لاعبينا المحايين لكن الحقيقة واضحة… على المدرب الوطني إعادة حساباته قبل فوات الأوان..