الرأي

غول ينصحكم؟

أخيرا قال السيد عمار غول جملة صحيحة بالكامل، لا يمكن لأي مواطن أن يختلف معه فيها، عندما تساءل كيف لمواطن جزائري من وهران مثلا، أن يقطع آلاف الكيلومترات، فيمر على شواطئ عنابة والقالة ولا يتوقف فيها، في رحلته إلى طبرقة وسوسة لدى الجارة التونسية، ورسم معاليه، خارطة صحيحة أيضا، وهو يقارن بين المناظر الطبيعية في تونس، ونظيرتها في الجزائر، ويمنح العلامة الكاملة لما تتمتع به الجزائر من وديان وسهول وشواطئ وواحات، ناهيك عن الآثار، وأبى إلا أن يكمل جمله الصحيحة والدقيقة إلى أبعد الحدود، عندما رمى الأندية الكروية الجزائرية نارا، لأنها تتسابق لإقامة التربصات لدى الجارة.

وواضح بأن الرجل الذي لم يتعد عمره الرابعة والخمسين، قضى منها ستة عشرة سنة في الوزارات، من الصيد البحري حيث يموت السمك عندنا بالشيخوخة، إلى الأشغال العمومية حيث صار طريقنا السيّار غير سيّار، إلى النقل الذي فضحنا في ليلة الشهر الكريم، إلى السياحة التي حمل حقيبتها والجزائر في المركز الأخير عالميا، واضح بأنه يدرك الوجع فعلا، فقال كلاما صحيحا بالكامل، ولكن المشكلة هي أن كل الجزائريين يعرفون ذلك، وهم أيضا يسألون أنفسهم، ولكن الفارق بين غول والمواطن البسيط، أن الإجابة متوفرة عند الثاني، ولا يجد حرجا في قولها، بينما سأل الأول ورفض البوح بالإجابة.

غول الذي رمى تصريحه من ولاية سكيكدة الساحلية، يعلم بالتأكيد بأن شواطئ القل بالكامل، استولى عليهاالسماسرة من منتخبين ورجال المال، فبنوا فيها السكنات وحتى الإسطبلات، ويعلم بأن شواطئ عنابة الساحرة، بها مقابر وثكنات وإقامات جامعية، وطبعا مساكن خاصة لكبار الدولة ولصغارها، ويعلم بأن قسنطينة التي أجمع زوارها من الأجانب على أنها مدينة لا مثيل لها في العالم، تنام وتصحو في جبال من القمامة، ويعلم بأن ثمن غرفة في أصغر فندق وبأدنى خدمة في العاصمة أو وهران، أغلى من أفخم غرفة في أكبر فندق وبخدمات راقية في تونس، ويعلم بأن الأندية الجزائرية، ومنها ثلاثة ستشارك في دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا، لا تمتلك نصف ملعب من العشب الاصطناعي أو الترابي لتحضر فيه لموسمها الكروي المعقد.

لن نضرب مثالا عن ساركوزي الذي يقضي عطلته في فرنسا، ولا عن بوش الصغير الذي يمضي سنوات تقاعده في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا عن الفنان عمر الشريف الذي يتفسح بين الأقصر وشرم الشيخ، ولا عن العداء سعيد عويطة الذي يعشق أغادير، أو السباح أسامة الملولي الذي يلتقيه الجزائريون دائما في سوسة، أو بن زيمة وناصري وفيغولي الذين يتفسحون بين المغرب وتونس، ولم يزوروا أبدا الجزائر للسياحة، الأمثلة كثيرة جدا، ولكن الوزير بإمكانه أن يحوّل سؤاله إلى كل رفقائه من الوزراء الذين لميتورّطولميخطئ، أي منهم ولو مرة واحدة ودخل فندقا جزائريا رفقة عائلته للسياحة، وجملته الصحيحة بالكامل، يمكن إدراجها في خانة جمل السيد وزير الصحة عبد المالك بوضياف، الذي نصح الجزائريين بأن يتداووا في المستشفيات الجزائرية!!!؟

مقالات ذات صلة