-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الدراما السورية وائل شرف لمجلة الشروق العربي

غيابي تركيز وإعادة حسابات وأومن بمقولة إن الساحة تتسع للجميع

طارق معوش
  • 764
  • 0
غيابي تركيز وإعادة حسابات وأومن بمقولة إن الساحة تتسع للجميع
تصوير: سعد الشامي

هكذا هو كما آحببنـاه وتابعناه في مسلسل نقاب الروح، و”هوا أصفر”، وهو بالبيئة الشامية، بمسلسل طاحون الشر، أو شخصية ابن الحارة [ معتز ] ما في قلبه على لسانه كما يقولون، فما إن تتحدث إليه لبرهة حتى تتلمس طيبته وشهامته وعفويته، التي لا تخلو من الوضوح والجرأة الممزوجة بروح النكتة والمرح. شهامته ومروءته وشجاعته النادرة، إضافة إلى وسامته العربية بأغلب أدواره، أين استطاعت أن تجعل منه فارس أحلام الفتيات في الوطن العربي، بعدما باتت هذه الصفات مجتمعة بشخصية واحدة قد تكون نادرة الوجود.. إنه الممثل السوري وائل شرف.

إذا، أبواب الشهرة فُتحت على مصراعيها للعقيد معتز، الذي أبدع بمسلسل “باب الحارة”، حيث أضفى على العمل نكهة مميزة بشخصيته الفريدة وزاد تألقه بطاحون الشر، وتميز مؤخرا بمسلسل “هوا اصفر” مع سلاف فواخرجي في انتظار عرض مسلسل معاوية.

وائل شرف، هو ابن الممثل السوري الشهير صبحي الرفاعي، الذي رحل عام 2012 بعد 43 عاماً من التمثيل، واختار وائل اسما فنيا مغايرا لاسم عائلته، رغبة منه في النجاح دون مساعدة والده، وكي لا يربط الجمهور بينه وبين شهرة والده.

الشروق: طال غيابك هذه المرة.. حين قدمت آخر عمل منذ خمس سنوات مع المخرج علا الصحناوي وكان مسلسل نقاب الروح مع لجين إسماعيل وهيا مرعشلي، ما السبب؟

– لا أعتبره غيابا، ربما تركيز أو إعادة حسابات بأصح القول، ثم لا تنس أننا مررنا بسنوات كورونا وبحكم استقراري خارج الوطن تأجلت كل أعمالي، حتى جاءت فرصة مسلسل معاوية مع المخرج طارق العريان وللأسف تم تأجيله لأسباب تخصهم.

الشروق: ما دورك بالعمل؟

– أعتذر عن الإجابة.. كل ما أقوله، هو مسلسل يدور في إطار درامي تاريخي، أحداث الفتنة الكبرى، وهي فترة ما بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، مرورًا بتولي علي بن أبي طالب الحُكم، ثم مقتل علي، وتولّي الحسَن، ثم تنازل الحسن، وتولي معاوية، وتولّي يزيد، حتى استشهاد الحسين في كربلاء.

الشروق: برأيك، وسط زحمة الممثلين والأعمال، كيف يتمكن الممثل الحقيقي من إثبات نفسه، لاسيما أن الكثير من المخرجين باتوا يحتكرون ممثلين معينين لبطولات أعمالهم؟

– لأني أؤمن بمقولة إن الساحة تتسع للجميع، كما أن الفنان الموهوب والمجتهد قادر على أن يحجز لنفسه مكانا على الساحة الفنية، بل إن أي إنسان قادر بشكل عام على تحقيق الإنجازات والوصول إلى كل ما يرغب فيه إن كان موهوبا في مجاله..

الشروق: إذا عاد بك الزمن سنوات إلى الوراء، على ماذا تندم وما هو الشيء الذي ستحب تغييره في حياتك؟

– لن أندم على شيء أبدا، ولن أغير شيئا في حياتي، وإن رجع بي الزمن سنوات إلى الوراء، فسأختار أن أعيش التجارب نفسها التي مررت بها.. ولايهمني أحد.

لا أؤمن بالحظ لكني مقتنع بأن النجاح ثمرة للكفاح

رسالة المرأة الفلسطينية سبب استمراري بالأجزاء الأولى من باب الحارة

الشروق: لماذا يراك الجمهور في صورة مغايرة لأبناء جيلك؟ 

تميزت لأني تعمدت تجسيد الأدوار الصعبة، فمنذ كنت طالبا في المعهد العالي للفنون المسرحية تتلمذت على يدي عمالقة المسرح السوري ومنهم كانت بدايتي. الشروق: لعب الحظ دورا كبيرا في صنع نجوميتك..

بم ترد؟

– أنا لا أؤمن بالحظ، لكني مقتنع بأن النجاح ثمرة للكفاح، فعندما بدأت العمل في التلفزيون، وقفت خائفا مرتبكا أمام منى واصف، إلا أنها طمأنتني وتنبأت لي بأنني سأكون أحد أهم الفنانين السوريين، وإذا اعتمدنا نظرية الحظ هذه ستجدني الأسوأ حظا بين زملائي، فأنا لم أحقق شهرة سريعة مثل بقية أبناء دفعتي في المعهد أو الدفعات اللاحقة

الشروق: أول ما ينطق اسم وائل شرف يكون الحديث عن مسلسل باب الحارة الذي مازال يصنع الحدث كل سنة رغم غيابك عنه..

– أنا أقدّر محبتكم ومتابعتكم لشخصية “معتز”، وفي الحقيقة هذه الشخصية مرت بمراحل، حيث كانت شخصية “قبضاي” بالجزأين الأول والثاني، وبعدها بدأت تتوسع الشخصية حضورًا، حيث كانت هذه الشخصية مؤهّلة لأن تكبر ويتوسع حضورها، رغم أني ضد الأعمال التي تحمل أكثر من جزء حتى أتفاجا بعد نهاية الجزء الثاني من المسلسل، تلقّيت رسالة من امرأة فلسطينية كبيرة بالسن، قالت فيها: الله يعيّشني لشوف معتز بالجزء الثالث والرابع، والخامس والسادس والعاشر”، وهكذا تمامًا وصلتني الرسالة حرفيًّا، وأحسست بمسؤولية كبيرة وأكملت عملي في باب الحارة. حتى وصلنا للجزء الرابع أين تعرض العمل لمطبات، وكان خلاف بيني وبين شركة الإنتاج، حيث تمّ احتواء الموضوع، وأنا من الأشخاص الذين لا يحبون المشاكل ولا يستهويني هذا الموضوع، حيث أسير على مبدأ “الحيط

الحيط ويا ربي الستر”. وفي الجزء الأخير بالنسبة لي، أي قبل انسحابي، كان هناك مشكلة النص، حيث إنّ النص كان يمر بمراحل أزمات حقيقية، وبالحقيقة هذه الأزمات تحدث في الأجزاء بشكل عام، ولكن ما حدث في باب الحارة، أنّ النص والشخصيات، أصبحت تُكتب بسرعة وعبر أكثر من كاتب، وهو ما دعاني لبذل جهد مضاعف لتقديم الشخصية بالسوية نفسها التي قُدّمت سابقًا حتى وصلنا لطريق مسدود ومن غير شك لكل بداية نهاية والعكس صحيح دون دخل في تفاصيل أكثر..

أدين بنجاحي لمسلسل (باب الحاره) ولكل الأعمال التي قدمتها مع جميع المخرجين

الشروق: صراحة القول وائل.. مرت سنوات على آخر جزء قدمته لمسلسل باب الحارة، هل تدين بشعبيتك اليوم لـهذا العمل؟

– بالطبع.. أدين بنجاحي لمسلسل (باب الحاره) ولكل الأعمال التي قدمتها مع جميع المخرجين، ولكن لا شك في أن باب الحاره تمكن من حجز تذكرة عبور له إلى كل بيوت العالم العربي وبعض بيوت العالم الغربي فحقق انتشاراً ونجاحا كبيرين.

الشروق: وهل تشعر اليوم بأنك عاجز عن تحقيق أي نجاحات بعيدا عن دور الشاب الشامي (القبضاي)؟

– على الإطلاق، لا يجدر بالممثل تقديم كل الشخصيات لكن الحقيقة هي أن الأعمال الشامية تحظى بجماهيرية واسعة النطاق وشعبيه كبيرة لدى الناس، وهذا ما يجعلها تتميز بنسبة متابعة مرتفعة، مقارنه بغيرها من الأعمال الدرامية، فتحظى شخصياتها بالتالي بالانتشار والإعجاب، ولكني في المقابل قدمت الكثير من الشخصيات الحياتية الحديثة، والحمد الله لاقت رواجا مقبولا لدى الناس، كمسلسل هوا اصفر، نقاب الروح، وورد اسود، علما بأن عدم انتشارها على نطاق واسع لا يُعزى إلى عدم أهمية العمل، إنما إلى عدم عرضه في أوقات مناسبة.

الشروق: هل صحيح برأيك أن الأعمال التي تتناول البيئة الشامية تحولت إلى ورقة رابحة بأيدي منتجيها ومخرجيها؟

– ربما عليك أن توجٌه هذا السؤال إلى المعنيين بالأمر. أما أنا، فأعتقد أن للدراما تأثيرا كبيرا على المجتمع، وبالتالي، فإن تكرار نوع معين منها يبقى رهنا بالانطباع الذي يخلفه أي عمل لدى الناس ومدى شوقهم لمثل هذه المسلسلات!

الشروق: وهل ينطبق الأمر أيضا على الممثل، بحيث يستثمر نجاحه في أحد الأعمال من خلال تقديم أدوار متشابهة؟

– بالطبع لا، فأنا شخصيا لا أفكر من هذا المنطلق.

الدراما السورية هي أكثر المسلسلات التصاقا بهموم الناس

الشروق: ولكن الكثير من يلاحظ أن كثرة الأعمال الشامية فقدت بريقها؟

– لم تفقد بريقها، ولكن بعض الأعمال كانت مكررة لبعضها وقد أثرت على العمل بذاته، ولكن هل أثرت على نوعية الأعمال الشامية، فأنا لا أعتقد ذلك، لأن الشام فيها الكثير من القصص، وأعتقد أن ألف مسلسل عن الشام لا يكفيها، ولكن ربما طريقة السيناريو وأسلوب الإخراج المكرر.. كما صرحت من قبل، أعطى شيئا من الملل لدى الجمهور السوري فقط، في حين إن الجمهور العربي ما زال يطلب المسلسلات الشامية.

الشروق: كيف ترى مستقبل الدراما السورية في ظل تنامي إنتاج الأعمال اللبنانية والمصرية التي تحمل أسماء سورية، التي تستقطبها العديد من المحطات؟

– للأسف، نحن لا ننتج لسوقنا المحلي بل ننتج أعمالاً لتُعرَض على الشاشات العربية أبو ظبي، دبي، MBC، على سبيل المثال، في حين إن بلداناً عربية أخرى كمصر تنتج أولاً لمحطاتها ليصبح السوق الخارجي بعد ذلك تحصيل حاصل، وبالتالي، فإن هذا الوضع يصبح خطيراً في حال تطور الدراما اللبنانية أيضا التي سيكون لها الحصة الأكبر على مساحات المحطات الفضائية التي تملكها أساساً، وهذا سيكون على حساب حصة الدراما السورية، وهذا ما نراه يحدث تدريجياً اليوم، لذلك، فإن المطلوب من لجنة صناعة السينما والتلفزيون ووزارة الإعلام ونقابة الفنانين البحث عن حلول. لأن الدراما التلفزيونية السورية أصبحت صناعة وطنية وبحاجة إلى حماية ورعاية.

الشروق: وهل أنت راض عن الفن السوري والعربي بشكل عام؟

– أنا أرى بأن الدراما السورية هي أكثر المسلسلات التصاقا بهموم الناس، وهذا الأهم.. أما المسلسلات المصرية التي وضعت للزركشة، والخليجية المضغوط عليها بمراقبة شديدة، هناك كم كبير من الإنتاج، ولكن الثمين منه قليل جدا.

الشروق: كل شخص له منبر يدافع من خلاله عن قضية ما.. هل تعتقد أن الفن أدى رسالته خلال هذه الفترة؟

الأمر لا يقتصر حتى على ألف عمل، والأمر ليس بعدد الأعمال، الفن لا ينتهي والقضايا الاجتماعية لا يمكن أن تنتهي، وليست لها حدود.. فهناك زوايا خفية ومخيفة تحصل في مجتمعنا، ونحن لا نعلم بها، وتحتاج رصداً، والفن بشكل عام لا يستطيع رصد جميع ظواهر المجتمع بشكل كامل، فمثلاً هو رصد جزء من حياة المرأة والطفل والرجل، ولكن لم يرصد كل تفاصيل حياتهم، الفن هو اجتهاد ومثابرة والبحث عن مواضيع وقضايا مهمة تتعلق بالمجتمع، هناك أعمال سلطت الضوء على قضايا اجتماعية مهمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!