-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مصنعون يقترحون حلولا لمجابهة كوارث القاتل الصامت

غياب الصيانة وراء 80 بالمائة من حوادث الاختناق

وهيبة سليماني
  • 262
  • 0
غياب الصيانة وراء 80 بالمائة من حوادث الاختناق
أرشيف

لا يزال غاز أحادي الكربون أو ما يسمى بالقاتل الصامت، يحصد عائلات جزائرية بأكملها، ويطوي دفترهم العائلي، رغم كل التحذيرات والحملات التحسيسية التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية وبعض الجمعيات والجهات المسؤولة، حيث أن تجاهل ابسط الإجراءات الخاصة بالصيانة والتهوية، من شأنها أن تحدث الكارثة.. أصحاب شركات صيانة وموادها وصناعة أجهزة التدفئة والسخانات، يؤكدون لـ”الشروق”، أن أغلب الجزائريين لا يتفقدون هذه الأخيرة إلا بعد حصول عطب، وأنهم لا يأخذون الجانب الوقائي الخاص بالتهوية محمل الجد.
وخلال المعرض الدولي للتهوية والكهرباء والتدفئة “سيفيك” في طبعته الثالثة بقصر المعارض الصنوبر البحري “صافكس”، التقت “الشروق”، بمسيري بعض الشركات الخاصة بصيانة السخانات والمدفآت، ومنتجين محليين وأجانب لهذه الأجهزة التي أصبحت مؤخرا تشكل خطرا على العائلات، خاصة في ظل موجة البرد الأخيرة.
وأوضح، عبود المصري، صاحب أكبر شركة خاصة بصيانة أجهزة التدفئة والسخانات، والمبردات التي تملك فرعا لها في الجزائر المسماة “ماجيك كلينر”، أن مخاطر عدم الصيانة الدورية لمثل هذه الأجهزة وراء 80 بالمائة من حوادث الموت بغاز أحادي الكربون في الجزائر، وقال إن التهوية ضرورية في البيوت ولكن هناك حسبه، بعض المدن تكون فيها الحرارة خلال الشتاء تحت الصفر، فلا يضطر هؤلاء إلى التهوية وتسرب البرد إليهم، في حال وجود أجهزة تدفئة وسخانات موصولة جيدا بمعدات تسريب الغاز المحترق.

الصيانة الدورية تكلف القليل وتجنب كوارث
وأكد عبود المصري، أن هناك الكثير من المواد الخاصة بصيانة المدفآت والسخانات، وتنظيفها وهي موجودة في الجزائر، حيث أن الصيانة الدورية حسبه، وبالاعتماد على تقنيين وأصحاب الاختصاص في الصيانة، قد يكلف القليل من المال، لكنه يجنب الحوادث الأليمة التي أبادت عائلات بأكملها بسبب غاز أحادي الكربون.
وأفاد محدثنا، أن شعلة الغاز المحروق أثناء اشتعال السخانات أو المدفآت يتميز بخصائص معينة، ويعمل بطريقة طبيعية في وجود الشروط الخاصة باشتعاله، وفي أثناء ظهور احمرار يشير إلى وجود مشكل.
وقال عبود المصري، إن الأمر لا يتعلق فقط بالصيانة وتصليح العطب، حيث أن الكثير من العائلات التي تملك مدفآت وسخانات وتتعطل عندهم هذه الأجهزة يعاودن تشغيلها بتصليحات عشوائية لمسببات العطب، في حين حسبه، أن هناك قطع غيار تحتاج لتغييرها تماما.

احذروا مدفآت قابلة للانفجار في أي لحظة بسبب التهاون
ويرى عبود المصري، أن المجرى الهوائي لتسريب الغازات المحترقة يجنب حوادث الاختناق وانفجار الأجهزة أيضا، موضحة أن أجهزة التدفئة المركزية والغاز قد تنفجر في حال عدم صيانتها، وإيصالها بمسربات الغاز المحترق.
وحذر من شراء أجهزة التدفئة والسخانات غير المزودة بوسائل الأمان، كما أكد على ضرورة اختيار الأماكن المناسبة لوضع مثل هذه الأجهزة وتفادي تسببها في بقاء غاز أحادي الكربون داخل مساحة ضيقة مثل المطبخ.

شركات جزائرية تبحث عن الاعتراف بالمنتج المحلي للمدفآت والسخانات
في هذا السياق، أكد رياض بورزة، صاحب شركة محلية لصناعة المبردات والتكيف الهوائي، وأجهزة التدفئة، إن الكثير من هذه الأجهزة التي تستورد من دول آسيوية أو لشركات أجنبية غير معروفة دوليا، مغشوشة، أو لا تتوفر على وسائل آمان كافية، وتبقى تلك الأجهزة للشركات الكبرى فقط مضمونة، لكنها تباع بأسعار قد لا تكون في متناول الكثير من الجزائريين، الأمر الذي يجعلهم يهربون إلى شراء المدافئ والسخانات من أسواق الخردة أو تلك التي لا تتمتع بالجودة.
وقال رياض بورزة لـ”الشروق”، إن مؤسسته كغيرها من بعض المؤسسات الجزائرية المختصة في صناعة أجهزة التدفئة والسخانات والمبردات، تعاني من مشكل عدم حصولها على شهادة الاعتماد والاعتراف بها كمؤسسات قادرة على تعويض المنتج المستورد.
وأكد أن منتج مؤسسته حاصل على شهادة “ايزو”، والخبرة، إلا أنها تنتظر شهادة الاعتراف بالتأهيل، ومكاتب حكومية، مثل ما هو موجود في فرنسا، للاستعانة بخبراء وتقنيي مراقبة، قصد تحسين المنتج.
وأشار المتحدث، إلى أن الثقة في المنتج المحلي، مطلوبة اليوم، لكي تتوفر للمستهلك سلع بأسعار في متناولهم من جهة، ولشد الاهتمام أكثر حول مراقبة وتحسين جودة هذا المنتج، خاصة بعد الحوادث التي وقعت مؤخرا بسبب الاختناق بغاز أحادي الكربون.

لأجهزة الإنذار الخاصة بتسربات الغاز شروط!
وحول الإجراءات اللازمة للوقاية من غاز آحادي الكربون المتسرب من المدفآت والسخانات، أوضح الملازم الأول حكيم بن عبدة مكلف بالإعلام لدى المديرية العامة للحماية المدنية، في لقاء مع “الشروق”، على هامش المعرض الدولي للتهوية والكهرباء والتدفئة “سيفيك”، أن ابسط حل لتفادي حالات الاختناق من هذا الغاز، هو تهوية المنازل لمدة 15 دقيقة صباحا، و15 دقيقة مساء، مشيرا أن الإشكال الرئيسي في الجزائر والذي هو وراء الكوارث التي تسبب فيها غاز أحادي الكربون، هو نقص الوعي.
وأكد ذات المصدر، أن شروط وكيفية تركيب أجهزة الإنذار الخاصة بتسربات غاز أحادي الكربون، تحتاج هي أيضا لحملات توعية، حيث لا يكفي حسبه، وضع هذه الأجهزة بدون آليات تضمن الحماية، قائلا إن مكان وضعها يجب أن يكون بعيدا بمسافة تتراوح بين متر و4 متر عن أجهزة التدفئة والسخانات، وعن فرن المطبخ، وأن لا تغلف بكيس بلاستيكي، كما يجب الحذر فيما يخص البطاريات التي تشغل الجهاز، مع تغييرها والحرص على تواجد جهاز الإنذار بعيدا عن الحرارة وان يكون على علو يفوق 2 متر من أرضية الغرفة أو الرواق.
وحذر محدثنا من استعمال قنوات تصريف الغاز المحترق للمدفآت المصنوعة من الألمنيوم، خاصة أن بعض هذه الأجهزة تصل درجة حرارتها إلى 1000 درجة مئوية، وقد تتسبب في تلف الأنبوب وإحداث تسربات لغاز آحادي الكربون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!