منوعات
مهنيون يقيمون الشبكة الرمضانية ويدعون إلى ضبط الميدان

غياب القوانين والأطر المهنية فتح المجال أمام الدخلاء

زهية منصر
  • 461
  • 3
أرشيف

  انتهى شهر رمضان، وانتهي معه موسم درامي، وصف بالسيء، نظرا إلى هزال الشبكة البرامجية وضعف الأعمال المقدمة على جميع الأصعدة، سواء كانت سلاسل فكاهية أم كاميرا خفية أم حتى المسلسل الوحيد الذي نجح في الإفلات من تداعيات كورونا التي أوقفت جل الأعمال لم يسلم من الانتقادات التي طالت باقي الأعمال.

يرى المهنيون أن جزءا من سقوط الشبكة البرامجية يعود إلى انعدام احترام المعايير المهنية المتعارف عليها في إنتاج الأعمال واحترام المقاييس الفنية والتقنية لأي عمل موجه إلى العرض التلفزيوني، وهذا يعود حسبهم إلى كون المجال غزاه اليوم من لا علاقة لهم بالقطاع أساسا.

ترى المخرجة المنتجة باية الهاشمي أن القنوات الجزائرية تفتقر إلى التقاليد المعمول بها عالميا، المتعلقة بكون العمل يستند إلى سيناريو مكتوب يعرض على لجان قراءة قبل تقرير إنتاجه من عدمه.

وأضافت الهاشمي أن أغلب المنتجين عندنا يفتقرون إلى الخبرة والتجربة في الإنتاج. واقترحت أن تستحدث مستقبلا لجنة اختيار البرامج يمر عليها سيناريو العمل قبل التوجه إلى تحقيقه مع المنتج المنفذ.

ودعت الهامشي إلى إيجاد إطار قانوني سبق أن طالب به المهنيون في وقت حكومة حمروش، وهذا من أجل تنظيم قطاع السمعي البصري، ووضع حد لتسيير الهواة لمجال الإنتاج التلفزيوني عموما. كما اعتبرت الهاشمي أن ثقافة الريع التي أرساها النظام السابق كان لها آثر في نشر الرداءة ومنح المشاريع وفق قواعد ومعايير الوساطة والعروشية بعيدا عن المهنية. هذا، في ظل غياب نقابة للمنتجين التي اعتبرتها المتحدثة ضرورية في الوقت الحالي، من أجل فرض إطار قانوني ينظم العلاقات بين مختلف الأقسام والهياكل والهيئات التي لها علاقة بالإنتاج.

من جهة أخرى، قال المنتج ناصر ياحمي إنه غائب منذ ثلاث سنوات لم ينتج فيها أي عمل، لأنه يفضل تقديم عمل محترف يحترم ذوق الجهور ومعايير الإنتاج. وأضاف ياحمي في اتصال معه أنه عندما يعرض مشروعه على التلفزيون فإن هذا الأخير يتأخر في الرد بالقبول قبل شهر أو شهرين عن حلول رمضان. ويضيف قائلا وفي الغالب أرفض لعلمي أنه لا يمكن تحضير عمل محترم في ظرف شهرين.

ويعتقد ياحمي أن تردي الإنتاج التلفزيوني عندنا مسؤولية نتقاسمها كلنا وخاصة القنوات المنتجة، التي تقبل بعرض أي شيء ولا تضع ضوابط صارمة للمنتجين المنفذين، فهي تصرف أموالا طائلة، وفي الغالب لا توجد مراقبة أو متابعة، وهذا أيضا ربما ناتج عن نقص الخبر، فهي لا تتابع المنتجين المنفذين في طريقة صرفهم للأموال، لذا، فعادة لا تأتي الأعمال في مستوى المبالغ الطائلة التي يتم صرفها.

ويؤكد ياحمي أنه من الخطإ الاستعانة بنجوم اليوتوب والأنستغرام في الأعمال التلفزيونية، لأن جمهور التلفزيون يختلف عن جمهور اليوتوب، فجمهور التلفزيون عائلي لديه رسالة اجتماعية. وعليه لا يسمح ببث أي شيء، وهذا على خلاف جهور اليوتوب الذي يتكون من الشباب في الغالب، هم لا يتابعون التلفزيون بل ينعزلون برفقة هواتفهم.

بالنسبة إلى الفنانة نضال، فإنه من الصعب الحديث عن إنتاج فني في المستوى في ظل انعدام إطار قانوني يحمي الفنان. واعتبرت نضال أن القيمة الاجتماعية للفنان اليوم غير معترف بها حتى لدى الهيئات الوصية فهو مجرد “عجاجبي” يستدعى في رمضان لإضحاك الناس وتمضية الوقت. وأضافت نضال أن إعادة ترتيب البيت بداية من إقرار قانون للفنان وإطلاق تنظيمات مهنية ونقابية وصولا إلى تثمين التكوين والتركيز على الاستفادة من الطاقات وتطويرها هو السبيل الوحيد إلى تقديم إنتاج تلفزيوني محترم يكون في مستوى تاريخ الجزائر ورموزها الفنية.

واعتبرت نضال أنه من العيب والعار أن يكون بلد في حجم الجزائر في ذيل ترتيب العربية في الإنتاج التلفزيوني بما في ذلك الدول الشقيقة، التي تعرف أزمات وصعوبات، لكنها قدمت أعمالا محترمة، بينما الجزائر التي تلمك كافة الإمكانيات تبقي عاجزة عن الخروج من الرداءة التي نراها سنويا على الشاشات.

مقالات ذات صلة