رياضة

غياب مبهم لمبولحي وفيغولي؟؟

ياسين معلومي
  • 2749
  • 4

مرة أخرى، أصبحنا لا نعرف المقاييس التي يعتمد عليها الطاقم الفني الوطني، في اختياره قائمة اللاعبين الذين يتقمصون ألوان المنتخب الوطني، في الاستحقاقات القادمة، فمنذ سنوات داس كل التقنيين الذين أشرفوا على الخضر على المعايير الحقيقية في جلب اللاعبين إلى المنتخب، فكم من مرة تقمص لاعب الزي الوطني وهو دون فريق، وكم من مرة أيضا استدعي لاعبون وهم بعيدون كل البعد عن مستواهم الحقيقي، وكم من مرة أيضا جلبنا لاعبين إلى المنتخب، وهم في الحقيقة، لا يستحقون حتى اللعب في الأقسام الدنيا… هذه هي حقيقة المنتخب الجزائري، الذي أصبح في السنوات الأخيرة، حقلا للتجارب على طريقة المنعكس الشرطي لبافلوف، ولا أحد من الذين يملكون سلطة القرار استطاع في السنوات الأخيرة أن يوقف هؤلاء المدربين عند حدهم، ومطالبتهم باستدعاء اللاعبين الذين يملكون المستوى الدولي لتمثيل الجزائر أحسن تمثيل.
أصبت بالذهول، لعدم استدعاء الثنائي مبولحي وفيغولي إلى المقابلتين الوديتين للخضر، أمام تنزانيا، والمنتخب الإيراني، وحاولت أن أجد جوابا مقنعا لهذا القرار المجحف في حق هذا الثنائي المتميز، خاصة أنهما يؤديان موسما رائعا واستثنائيا، فمبولحي الذي لم نفهم إلى حد الآن سبب إبعاده، فكل التبريرات التي سيعطيها الطاقم الفني غير مقنعة، وهو الذي أصبح ركيزة من ركائز فريقه “الاتفاق” في السعودي.
كل المتتبعين اعتبروا قرار التخلي عن الحارس الجزائري ما هو إلا تصفية حسابات ضيقة المراد منها إزالة ومحو كل ما له علاقة بالمنتخب الجزائري الذي تأهل للدور الثاني في المونديال البرازيلي، وحقق نتائج إيجابية في السنوات الأخيرة.
أما فيغولي الذي يلعب في “غالاتاسراي” أحد أحسن الأندية التركية، ومردوده ربما أحسن من أغلبية الذين استدعاهم الطاقم الفني الوطني، فإن إبعاده يطرح مئات الأسئلة التي لن يتمكن أي عضو من الطاقم الفني الإجابة عنها، لأنهم متيقنون من أن لاعبا من مستواه لا ينكر جاحد أنه بإمكانه مساعدة التشكيلة الوطنية في هذه المرحلة الانتقالية، وتحضير المنتخب للاستحقاقات القادمة، بداية من تصفيات كأس إفريقيا بالكاميرون 2019، وتصفيات كأس العالم القادمة بقطر 2022.
أنا متيقن من أن فيغولي أصبح لاعبا غير مرغوب فيه، قد نندم عليه كثيرا في الأيام القادمة، اللهم إلا إذا تراجع الطاقم الفني عن رأيه وهو أمر مستبعد في الوقت الحالي، ما لم تتعال أصوات أنصار المنتخب مطالبين بعودتهما إلى المنتخب، وهو الأمر الذي قد يحدث لا محالة جراء المستوى المتدني لمنتخبنا الأول وجل المنتخبات الأخرى.
وكغيري من المتتبعين، لم أجد بعد تفسيرا لهروب المدرب الوطني رابح ماجر من مواجهة رجال الإعلام بعقد ندوة صحفية للإجابة على بعض الأسئلة الغامضة، منها عدم استدعاء الثنائي فيغولي وبراهيمي، وجلب لاعبين كانوا متوقفين من مزاولة أي نشاط كروي على غرار لاعب شبيبة القبائل سعيد بلكالام الذي يطرح استدعاؤه أكثر من سؤال، يجعلني متأكدا من أن الخضر يسيرون نحو طريق خاطئ وملتو، قد يعصف بنا إلى أزمات يصعب الخروج منها، وتتشابه بتلك التي عشناها في العشرية السوداء.
أمنيتي أن خارطة طريق ماجر تكون ناجحة ويستطيع رفع بالتحدي، لكني في قرارة نفسي أعرف أن الكرة الجزائرية لن تتطور ما دام هناك من يعيثون فيها فسادا… وكم هم كثير.

مقالات ذات صلة