غيبوبة شارون تحصد فاكهة دموية
يظهر أن السفاح الإسرائيلي آرييل شارون الذي يرقد على فراش المرض والغيبوبة منذ سنوات طويلة لن تصعد روحه إلى السماء حتى تَزهق ( برفع التاء) أرواح كثير من المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال والقائمة طويلة وطويلة جدا..
-
وشارون هذا الذي يرقد في غيبوبة طويلة، لمن لا يعرفه، كان بطلا في النصف الثاني من القرن المنصرم للكثير من المجازر الجماعية التي ارتكبها الكيان الصهيوني في حق العزل والأبرياء من أبناء فلسطين..، وكان أيضا من أبرز مهندسي مجازر صبرا وشاتيلا التي كانت وستبقى وصمة عار في جبين الكيان الصهيوني إلى يوم الدين..
-
ولمن شاء أن يعرف أكثر عن هذا السفاح الدموي ما عليه سوى أن يطّلع على مذكراته التي كتبها بخط يده، والتي يروي فيها كيف كان يتلذذ بتقتيل وتشريد الفلسطينيين أيام كان في أوج قوته، بطريقة توحي وكأنه نسخة طبق الأصل عن شخصية »دراكولا« السينمائية…
-
خلال اليومين الأخيرين، حصدت آلة العنف في العراق وحده أرواح أكثر من 150 شخص، وما تفتأ هذه الآلة تهدأ، حتى تعود أكثر دموية فتحصد أرواح المئات من الآدميين، وكأنّ قدر المسلمين أن يموتوا شظايا، وأن يعودوا إلى رحم الأرض كالخرق البالية، وألاّ ينعموا بالطمأنينة والسلام، وتظلّ أرضهم وخيراتهم نهبا لقوى أجنبية تعيد تشكيل الأرض العربية والإسلامية وفق مصالحها وأهوائها، وهو السيناريو الذي يعاد تنفيذه، ولكن بطرق تختلف نوعا ما عن السيناريوهات التي نفّذها الغرب لاستغلال ونهب خيرات المسلمين في بدايات القرن الماضي، من حيث كونها طرقا أكثر همجية ودهاء، فالاستعمار اليوم لم يعد مباشرا، وإنما صار يعمل وينفذ مخططاته من وراء مهماز، ما جعل التصدّي له يتطلب وعيا حقيقيا لكشفه..
-
في الأزمة العراقية، يبدو أن إسرائيل المتخفية دائما، هي المستفيد الأكبر من عدم استقرار هذا البلد العربي الكبير، وإن كانت القوى المساهمة في تغذية العنف الطائفي في العراق متعددة ومتنوعة، ولذلك لا يستبعد أن تكون دولة الكيان الصهيوني هي المستفيد من محصول هذا الصراع الدموي الأليم الذي يحدث على أرض الرافدين، وهي التي ستقطف فاكهة الدم العراقي المراق.
-
أما الذي يحدث داخل الحرم القدسي، فإنّ العرب والمسلمين هم من سيحصدون نتائج ما يحاك ضده من مؤامرات هوانا وضياعا وتشريدا، لأنه مهد الرسالات السماوية وأولى القبلتين، ولذلك فإن ضياعه، أو بالأحرى تضييعه، بالطريقة التي يعرفها الجميع، لن يكون إلاّ إيذانا بهوان كبير لن تقوم بعده للمسلمين قائمة، حتى يحرّروه ويعظّموه ويرفعوه مثلما رفعه الله وأعزّ ذكره..