-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اعتبرها الوحيدة من الفاءات الثلاث التي لم تخضع للتعديل

فارح مسرحي: “هذه أبرز عوائق تفعيل الدرس الفلسفي في الجزائر”

صالح سعودي
  • 4091
  • 0
فارح مسرحي: “هذه أبرز عوائق تفعيل الدرس الفلسفي في الجزائر”
ح.م
الدكتور فارح مسرحي

أكد الدكتور فارح مسرحي بأن الكثير من المبررات تستلزم طرح إشكالية الدرس الفلسفي في الجزائر، لعل أبرزها مرور أزيد من نصف قرن على تأسيس ثم تعريب قسم الفلسفة في الجامعة الجزائرية، وهذه مدة كافية للتقييم وإعادة النظر في بعض القضايا، مضيفا بأن هناك تحولات عميقة تشهدها الجزائر والعالم ككل تتطلب اهتماما فلسفيا، من ذلك مرور 10 سنوات على تطبيق النظام التعليمي الجديد (أل أم دي) في الجامعة.

أوضح الدكتور فارح مسرحي لـ”الشروق” بأن القضايا الحالية تطرح عديد الإشكاليات حول مدى فعالية الدرس الفلسفي وكذا النظام التعليمي، ومحاولة الكشف عن العوائق التي تحول دون بلوغ الفلسفة الآثار التي يفترض أن تتركها على خريجي أقسام الفلسفة كمرحلة أولى، ثم في المجتمع ككل، من باب تنمية الحس النقدي لدى الدارسين، وتغيير بعض التصورات والمفاهيم، ودعا فارح مسرحي إلى إعادة النظر في سنة تدريس الفلسفة، حيث قال في هذا الخصوص “في العالم يتحدثون عن تدريس الفلسفة للأطفال، فلماذا لا ندرجها على الأقل في السنة الأولى ثانوي كمفاهيم فلسفية، ثم مدارس فلسفية في السنة الثانية، وأخيرا قضايا أو إشكاليات فلسفية في النهائي”، معتبرا بأنه يمكن تغيير الوضع خاصة إذا توفرت الإرادة السياسية لذلك.

من جانب آخر، رصد الباحث فارح مسرحي الذي يشتغل في قسم الفلسفة بجامعة باتنة، العديد من العوائق التي تحول دون ترقية الدرس الفلسفي في الجزائر، منها عوائق متعلقة بالمتعلم (تلميذ، طالب) كضعف المستوى وعدم القدرة على مجاراة الدقة والإلمام وكل ما يتطلبه الدرس الفلسفي، مضيفا بأن غالبية التلاميذ والطلبة الذين يوجهون إلى الفروع الأدبية في الثانوي أو العلوم الاجتماعية (وبالتالي إلى الفلسفة في الجامعة) من ذوي المعدلات الدنيا، كما أن مادة الفلسفة لا يتعرف عليها التلميذ إلا في المرحلة النهائية للأقسام العلمية أو السنة الثانية ثانوي للأدبيين، وحينها يكون التلميذ تحت ضغط امتحان البكالوريا، وغير مستعد لاكتشاف مادة ثرية بحجم مادة الفلسفة، أما بالنسبة للعوائق المتعلقة بالأستاذ، فيرى الدكتور فارح مسرحي بأن أكبر عائق هو طريقة التقييم وصياغة الأسئلة ثم سلم التنقيط وتقييم الإجابات، فالطلبة حسب محدثنا يكتشفون في كل سنة طرقا في الامتحان والتقييم، وهذا نتيجة الطبيعة الحرة للتدريس وغياب أرضية منهجية مشتركة بين الأساتذة تحدد تقنيات وضع السؤال وتقييم الإجابات، وربط فارح مسرحي العوائق المتعلقة بالمؤسسة بالمكتبة التي يفترض أن تكون حسبه محور العملية التعليمية، منتقدا عدم توفرها على أهم المصادر والمراجع الضرورية وأحدثها طبعا.

ووصف الدكتور فارح مسرحي وضع الفلسفة في النظام التعليمي الجزائري بغير طبيعي، ما جعل الفلسفة الوحيدة من الفاءات الثلاث التي لم تخضع للتعديل والضبط، قياسا بمادتي الفيزياء والفرنسية، داعيا إلى فتح نقاش حول المسألة، وتشكيل لجان لإعادة تنظيم البرامج والمناهج، وبالمرة ردم الهوة بين التعليم الثانوي والجامعة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!