الجزائر
"صديقي" تقدم المعلم الشاب محمد علي ياشر للجمهور

فتى تلمساني يقتفي أثر محمد ديب والرعيل الأول

الشروق
  • 970
  • 5
ح.م

يعتبر المعرض الدولي للكتاب “سيلا” بوّابة مهمة جدّا في مسار الكتّاب الجزائريين، الساعين إلى طرق أبواب النجومية، جيل جديد يرفع التحدي، باحثا عن مكان تحت الشمس، بأحلام تناطح السحاب، وإرادة قوية يخطون أولى خطواتهم في عالم الرواية والكتابة الأدبية، ومن هؤلاء، نجد الشاب محمد علي ياشر، ابن ولاية تلمسان، الذي درس في جامعتها، وتحصّل على ماستر في البنوك والتأمينات.
غير أن دراساته لم تنسه خلفياته وميولاته الأدبية، وهو الذي يشتغل كمعلم في ابتدائية الشهيد علي بن حميدي بإيمامة، بلدية منصورة بمجمع تلمسان الكبرى، حول فناجين قهوة كان لقاؤنا مع الشاب الذي كشف للشروق اليومي يومياته مع الخربشات التي تحوّلت بمرور السنين إلى كتابات تمخض عنها المولود الأول رواية “صديقي” الصادرة عن دار النشر الأفق. محمد علي كانت له تجربة أولى مع النشر من خلال كتاب جماعي شارك فيه بقصة صغيرة، يؤكد بأنه دأب منذ الصغر على كتابة يومياته وخواطره، موازاة مع هوسه الشديد بالمطالعة، وبتشجيع أول من والدته القبائلية البجاوية، التي حلمت دوما أن تراه كاتبا، ومع تشجيع من الأصدقاء وكثير من الزملاء وحتى أساتذته، قرّر ياشر رفع التحدي وخوض التجربة.
محمد علي المعجب بمولود فرعون وكاتب ياسين ومالك حدّاد والعملاق محمد ديب ابن مدينته، يعتبر انحداره من مدينة تلمسان، وزخمها التاريخي الكبير، وهي التي قدّمت عمالقة للأدب الجزائري من لعرج إلى زاوي ولعوج وأسماء أخرى كثيرة وقامات يشهد لها، بمثابة التحفيز، موضحا بأن ثقل تلك الأسماء، لا يشكل على جيل اليوم ضغطا إضافيا، وإنّما يزيدهم تحفيزا على اقتفاء خطاهم. معتبرا أنه من المشجع جدّا أن تكون ولاية تلمسان حاضرة في سيلا بعشرة أسماء شابة، وهو ما يعتبر مؤشرا إيجابيا عن استعادة تلمسان لمكانتها، بعدما شهدت السنوات الأخيرة تألقا لافتا لشباب يمثلون ولاية الجلفة. ياشر أوضح أنهم في ولاية تلمسان، يلقون ترحيبا وتشجيعا من مختلف شرائح المجتمع، كيف لا وهي مدينة الثقافة والحضارة والأصالة، التي دأبت من قديم الزمان على احتضان واحترام العلم والعلماء بمختلف تخصصاتهم وشرائبهم.
محمد علي عاد ليتحدث عن مولوده الأول “صديقي”، موضحا بأنه من أنصار الواقعية، مضيفا عليها نكهاته الخاصة، ففي أول عمل له خرج من روتين الرومنسية، والكتابة عن علاقة الرجل بالمرأة، مفضلا معالجة علاقة صديقين، جمعتهما الأقدار بجامعة أبو بكر بلقايد بتلمسان، لتتوطد علاقتهما أكثر، رغم كل الاختلافات التي تميزهما، فبين عمر المتدين وحسين المتفتح، تبدأ علاقة جمعت المتضادين، فمن الدراسة إلى الهجرة التي اختار لها ياشر مدينة مارسيليا بكل ما تشكله بالنسبة للجزائريين، ومن لقائهما بالمجاهد الذي يعيدهما إلى زمن الثورة، مرورا بقساوة تجربة العشرية السوداء، يطرح محمد علي بجرأة كبيرة أغلب المواضيع الاجتماعية التي يعيشها مجتمعنا من الهجرة غير الشرعية، إلى الاندماج وسط المجتمعات الغربية إلى التضامن بين أبناء الجالية، معرجا على قضايا سياسية مثل التعريب ومواضيع شائكة يتركها محمد علي مفاجأة لقرائه. ياشر الذي أكد أن الكتابة ليست مجرد هوس بل يعتبرها قضية، وهو ما جعله يبتعد عن الرواية الخيالية، رغم أنها تلقى قبولا لدى الجمهور العربي، معتبرا أنها لا تترك أثرا على المجتمع. ياشر الذي يؤمن بجزائر جامعة، موضحا بأن الجزائر حرّرها الجميع وبناؤها يقع على عاتق الجميع كل من موقعه، موضحا بأن حلمه بجزائر تسع الكل من دون إقصاء لإيديولوجيات أو أي شيء سيبقى هاجسا يسعى إلى تجسيده عبر كتاباته، ليختم حديثه الشيق بالتعبير عن حلمه بالكتابة باللغة الإيطالية، مهديا عمله إلى والدته وكل من وثق به ضاربا موعدا لقرائه من أجل اكتشافه في معرض “سيلا”.

مقالات ذات صلة