جواهر
اقتنعن أنه الأفضل

فتيات أقبلن على الحجاب الشرعي دفعا للتحرش!

سمية سعادة
  • 4601
  • 12
ح.م

عندما تعتزم الكثير من الفتيات ارتداء الحجاب إما تحقيقا لرغبة الأسرة، أو استجابة للمحيط الاجتماعي والمدرسي، أو ربما لقناعة شخصية بعيدة عن أي تأثيرات خارجية، تكون قد كونت فكرة عن الحجاب الذي ستلبسه، وفي الغالب لن يخرج عن الشكل العصري الذي يبتعد به عن المغزى الحقيقي من ارتدائه ويضعه في منطقة بين الحجاب واللاحجاب.

ونتيجة لتغير القناعات، تأبى بعض الفتيات أن تستمر في ارتداء حجاب لا يخضع لشروط الشرع وتقتنع صاحبته مع الوقت أنها ارتكبت إثما عظيما ربما هو أكبر من تركها الحجاب من الأساس، لأنها على الأقل لن تكون في هذه الحالة قد أساءت له، لذلك تتخذ قرارا بارتداء حجاب شرعي يشعرها بالتصالح مع نفسها ومع ربها.

 وسيلة، هي واحدة من هؤلاء الجزائريات اللواتي قررن أن يغيرن مسار حياتهن، ليس على مستوى الحجاب وحسب، بل على مستوى علاقتهن مع الله، حيث تقول في هذا الموضوع: ارتديت الحجاب وأنا لا أزال ادرس في المتوسطة، وأذكر أنني اتبعت الموجة السائدة في تلك الأيام، حيث كنت ألبس سروالا أو تنورة ومعها قميص طويل”ليكات”وبعد أن بلغت العشرين، طورت في حجابي على حسب الموضة المنتشرة آنذاك، وصرت لا أتخلى عن الماكياج، وكل ما يزيدني جمالا وأناقة رغبة في جلب الانتباه والإعجاب، ولكن ما إن بلغت الأربعين حتى قررت قرارا نهائيا أن أتخلى عن هذا الحجاب، لقد اكتفيت، والآن قمت باقتناء حجابات شرعية واسعة وبسيطة في شكلها، وألوانها غير ملفتة وركزت على الخمارات العادية ذات الحجم الكبير حتى يسعني أن أغطي صدري جيدا.

وعن رأيها في هذا الموضوع، قالت بسمة، إنها ارتدت الحجاب اتقاء لكلام الناس الذين توقعت أنهم سينتقدونها لأن أباها كان في ذلك الوقت في البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة، وهي لا ترتدي الحجاب، ولكنها بعد سنوات، قررت أن تلبس الجلباب بعد أن استمعت إلى محاضرة للداعية عمرو خالد تحدث فيها عن “رحلة للدار الآخرة” رغم أن أسرتها عارضتها في هذا الأمر بشدة، معتقدة أنها ” خزنت” نفسها في هذه القطعة من القماش، ولكنها تحدت الجميع وظلت متمسكة باختيارها، حيث تقول إن حياتها تغيرت جذريا.

 أما أميرة، فلم تجد طريقة لمواجهة مضايقات الشباب وتحرشاتهم سوى ارتداء الحجاب الشرعي والجلباب، حيث تقول إنها كانت في طريقها إلى البيت من المسجد مع ابنة خالتها، حين شاهدت شبابا يضايقون فتى صغيرا ويحاولون إجباره على الذهاب معهم بينما هو يصرخ، وفجأة التفتوا إليها وأشار أحدهم لصديقه عليها، ففهمت الأمر وأخذت تركض، ومر الموقف بسلام، وذات مرة كانت عائدة من المسجد حيث تدرس أحكام التجويد ليتم ملاحقتها من طرف شابين بسيارتهما وحاولا إغرائها بالكلام المعسول، ومن حسن حظها أنها كانت قريبة من البيت الذي كان بابه مفتوحا، ومر هذا الموقف أيضا بسلام، لتتعرض مرة ثالثة لموقف مشابه الأمر الذي جعلها تنتبه إلى أن ملابسها الضيقة هي التي حرضت عليها الشباب، فقررت أن ترتدي الجلباب، رغم ما وجدته من معارضة كبيرة من عائلتها، حتى أن أمها قالت لها إنها ارتدته غيرة من صديقتيها المتجلببتين، بينما وافق والدها احتراما لرغبتها، وليس هناك في أسرتها من يعلم حجم المضايقات التي تعرضت لها في الشارع.

غريب أمر هذه العائلات التي تعارض بناتها على ستر أنفسهن، ولو علمت ما تلاقين من تحرشات ومضايقات لشجعنهن على ارتداء الحجاب الشرعي الذي هو شرف للمرأة المسلمة وعزة لها.

مقالات ذات صلة