الشروق العربي
تمرد بعض الفتيات في مجتمعنا:

فتيات ضحية التحرر المزعوم

صالح عزوز
  • 2566
  • 12
ح.م

أصبح من الصعب السيطرة على سلوك بعض الفتيات، اللواتي أصبحن يتقنّ فن التمرد على العرف والتقاليد وأخلاق المجتمع بكل الطرق، ضاربات بذلك التربية والأخلاق عرض الحائط. والغريب، أن أغلبهن يعتقدن أن هذا التجاوز في الممارسات هو وليد التحضر والانفتاح المزعوم، الذي يساوي بين الجنسين.. انسلخن بذلك من عفتهن وأنوثتهن، وهن لا يعلمن، بل تجرأت الكثير منهن في تخطي الحدود الحمراء في العديد من التصرفات، في غياب رقابة الآباء والمحيط، مادام يدخل في إطار الحرية الشخصية، التي ساوت بين الخير والشر، ووضعتهما في خانة واحدة.

الحديث عن سوء أخلاق بعض الفتيات، ليس من باب التجريح في سلوك الأنثى، وليس تهجما عليها، كما تروج له بعض النساء، لكن بعض تصرفاتهن تجاوزت الطبيعة والمنطق، بعيدا عن الشرع والدين، والأمثلة كثيرة عن هذه التجاوزات في عالمنا اليوم، منها فتيات عاريات يتراقصن أمام الكاميرات في شبكات التواصل الاجتماعي، تشاهدن من طرف الملايين في كل أقطار العالم. وهذا، من أجل الحصول على بعض الإعجاب والغزل، وهي تداعب خصرها وأنوثتها أمام الملايين.

 كما نقف اليوم على فتيات مسترجلات، يحملن السيوف والسكاكين، ويشهرنها في الأماكن العامة، يدخلن في شجارات لا تنتهي، بدعوى الدفاع عن الشرف والأخلاق، ويلحقن الضرر بالممتلكات الخاصة والعامة، ويلحقن أذى للكثير من الناس في الطرقات والأماكن العمومية، وهذا ما نلاحظه مؤخرا، على منصات التواصل الاجتماعي، من فتيات يحملن أدوات حادة، ويركضن وراء بعضهن في الطرقات أو وراء بعض الشباب، على مرأى من الناس، في حلقات للعنف من الجنس اللطيف، الذي أصبح عنيفا في ظل الكثير من الظروف، والتأثر بالكثير من السلوكات، تماشيا مع التحضر المزعوم.

كما أصبحت الكثير منهن كذلك، لا يبالين بالكلام البذيء والسب والشتم في الأماكن العامة، سواء في الهواتف النقالة أم على المباشر في الأماكن العمومية والطرقات، وهذا ما نحضره وحضرناه في الكثير من المواقف، سواء في الشجارات بينهن أم مع الرجال على المباشر في وسائل النقل، أو الأماكن العمومية، أو مع الغائب عبر الهاتف النقال، دون خوف ولا وجل، وأكثر من هذا دون خجل ولا حياء.

 التحرر الذي تنادي به الكثير من النساء اليوم، الذي أسقط عنهن لباس الحياء، دفع بالعديد منهن إلى ممارسة الكثير من الأخلاق السيئة التي يندى لها الجبين. والغريب، أنه في الطرقات وعلى مرأى من الناس، سواء في الكلام أم في التصرفات، ضاربات بذلك الأخلاق والعرف وحتى المنطق، عرض الحائط، لا يبالين بما يحيط بهن سواء من أهل أم أقارب.

 الحديث عن هذه التصرفات التي تقوم بها بعض فتياتنا، ليس الغرض منه تشويه صورة الأنثى العفيفة في مجتمعنا، وليس معناه الحديث عن ضرورة عودة الفتاة إلى قوقعتها والإغلاق عليها، فهي جزء من المجتمع تشارك فيه إلى جنب الرجل، في كل المجالات، الثقافية والسياسية والإعلامية وغيرها، لكن عن طريق أفكارها وأطروحاتها، وليس بالجسد العاري والخشونة في الكلام، والدوس على الأخلاق، بدعوى المساواة والتحرر، وأكثر من هذا تقبل كل شيء دون الاحتكام إلى العقل والفضيلة.

مقالات ذات صلة