-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انتقل من مجلة "لوبوان" إلى صحيفة "لوموند"

فرانكوفيلي مغربي يحترف مهاجمة الجزائر من فرنسا

محمد مسلم
  • 23598
  • 0
فرانكوفيلي مغربي يحترف مهاجمة الجزائر من فرنسا
أرشيف

يعتقد الكثيرون أن حملة الاستعداء التي تتعرض لها الجزائر تقتصر على الرعاع والدهماء من “عياشة” نظام المخزن و”ذبابه” المتغلغل في شبكات التواصل الاجتماعي، غير أن العملية العدائية في الواقع تدار على أعلى مستوى، بمشاركة “كبار النخبة” التي تتقلب في بلاط المخزن، من قبيل الفرانكوفيلي والمثقف العضوي الطاهر بن جلون ومن هم على شاكلته.
وبينما اعتاد هذا “المثقف” المأجور بث سمومه تجاه الجزائر عبر أعمدة مجلة “لوبوان” الفرنسية اليمينية، خرج هذه المرة عبر صحيفة “لوموند”، التي لا تؤمن بالقيم اليمينية، ليركب موجة الاستعداء المخزنية، من خلال الترويج لمعلومات مغلوطة، من قبيل منع السلطات الجزائرية لوسائل الإعلام من تغطية أخبار كأس العالم الجارية بقطر، في شقها المتعلق بـ”فريق الشعب المغربي”، هكذا يتطاول بوقاحة على الجزائر، لكنه يحاول إبراز مشاعر الذوبان في فرنسا، التي لا يستطيع أن يميز بينها وبين نظام المخزن.
وعلى الرغم من أن القضية التي دفعت مثقف المخزن ليكتب في صحيفة “لوموند”، هي نتائج “فريق الشعب المغربي” الأخيرة في قطر، إلا أن عمالة هذا المثقف لنظام باع العرض والشرف، دفعته ليخرج من صلب الموضوع وهي رياضة كرة القدم، إلى السياسة، وبالضبط إلى العلاقات الجزائرية الفرنسية، التي يبدو أن تحسنها خلال الأشهر الأخيرة، قض مضاجع صاحب جائزة “الغونكور” الفرنسية، التي لا تمنح إلا لمن أثبت بالدليل، عمالته لفرنسا وانسلخ من قيم شعبه وتقاليده.
يكتب بن جلول معلقا على مباراة المغرب ضد فرنسا: “أنا لا أقول مقابلة فرنسا ضد المغرب. لكن فرنسا والمغرب يلعبان نصف النهائي. العلاقات بين البلدين تقليدية، تقوم على الصداقة والاحترام. كان المغرب محمية فرنسية من عام 1912 إلى 1956. لا علاقة له باستعمار الجزائر المجاورة. المغرب ليس لديه ضغينة ضد فرنسا، ولا (ريع للذاكرة) يمكن استغلاله”.
والسؤال الذي يطرح هنا هو: ما محل العلاقات بين الجزائر وفرنسا هنا من الإعراب؟ ولماذا يستحضر مثقف المخزن ملف الذاكرة في هذا الظرف بالذات؟ ومن أين أتى بحكمه القاضي بوجود ضغينة بين الجزائر وفرنسا؟ وهل يحق له كمثقف محسوب على نظام عدو للشعب الجزائري وهو المخزن، أن يتهم الجزائر باستغلال ملف الذاكرة كـ”ريع” يوظفه من أجل الضغط على المستعمِرة السابقة؟ ثم ما علاقة استعمار الجزائر باستعمار المغرب؟
سعى بن جلول من خلال مقاله هذا الذي جاء تحت الطلب، إلى بذل كل ما بوسعه متملقا، من أجل إقناع صناع القرار في باريس بأن نظام المخزن لم يؤذ فرنسا، ومع ذلك عاقبته هذه الأخيرة، بتجاهل تواجد الملك محمد السادس في باريس لأكثر من ثلاثة أشهر، من دون أن يستقبل من قبل الرئيس ماكرون أو يطمئن على صحته، أو يوجه له حتى، تهنئة بمناسبة شفائه من جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، ولا تزال العلاقات بين باريس والرباط تعيش حالة من القطيعة، بسبب تجرؤ نظام المخزن على التجسس ببرمجيات صهيونية، على هاتف الرئيس الفرنسي وكبار معاونيه، فيما عرف بفضيحة “بيغاسوس”.
ليست المرة الأولى التي حاول فيها بن جلون الإيقاع بالعلاقات الجزائرية الفرنسية على أمل تحويل المغرب إلى عشيقة لباريس كما قال أحد الدبلوماسيين الفرنسيين، فقد سبق له أن مارس المهمة ذاتها عبر أعمدة مجلة “لوبوان”، لكنه لم يحقق ما كان يصبو إليه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!