-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بيان جديد للإليزيه يثير الشكوك بشأن الذاكرة

فرنسا تكرم ضحاياها وتتجاهل مجددا مطالب الجزائريين

محمد مسلم
  • 1134
  • 0
فرنسا تكرم ضحاياها وتتجاهل مجددا مطالب الجزائريين
أرشيف

تضمن بيان الرئاسة الفرنسية، الذي عممته الاثنين، بمناسبة “اليوم الوطني (الفرنسي) لتكريم الذين ماتوا من أجل فرنسا خلال الحرب في الجزائر والقتال في المغرب وتونس”، رسالة ملغمة قد لا تجد ترحيبا من قبل السلطات الجزائرية، في الوقت الذي يظهر فيه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حريصا من أجل مصالحة الذاكرة بين الجزائر وباريس.
وجاء في البيان: “في الخامس من ديسمبر من كل عام، تكرم فرنسا ذكرى أولئك الذين ماتوا من أجل فرنسا خلال الحرب في الجزائر والقتال في المغرب وتونس، من خلال تخصيص يوم وطني لهم. هذا العام، عندما احتفلنا للتو بالذكرى الستين لانتهاء الحرب الجزائرية، فإن هذا اليوم الوطني له صدى خاص”.
ويضيف بيان الرئاسة الفرنسية: “في الأشهر الأخيرة، تمكنت أمتنا من إلقاء نظرة على تاريخ الاستعمار والحرب في الجزائر، وانطلقت في رحلة اعتراف مستنيرة من خلال العمل الضروري والدائم للمؤرخين”، في إشارة إلى وضع بعض مقترحات التي تضمنها تقرير المؤرخ بنجامان ستورا، حول ذاكرة الاستعمار الفرنسي في الجزائر، والتي اقتصرت كما هو معلوم على الاعتراف بتصفية جيش الاحتلال للكل من المناضل والثائر من أجل القضية الجزائرية، موريس أودان، والمناضل ومحامي الثورة التحريرية، علي بومنجل، والتي تبقى برأي المؤرخين أقل بكثير مما ينتظره الشعب الجزائري.
وحمل البيان اعترافا من قبل الدولة الفرنسية لكل من ضحى من أجلها في حربها على الشعب الجزائري، لكن من دون إشارة إلى الطرف الرئيسي المتضرر من هذه الحرب التي أتت على الأخضر واليابس على مدار 132 سنة من الاحتلال والقتل والنهب والتدمير الممنهج لمقومات الجزائر ومقدرات شعبها.
وعبرت الرئاسة الفرنسية عن هذا في الفقرة التالية من البيان: “أولئك الذين مروا بهذه الأوقات الصعبة، ويحملون غالبًا ذكريات حية مؤلمة، يتم الاعتراف بهم جميعًا على هذا النحو من قبل الأمة، في تنوعهم. كلها تنبع من نفس التاريخ ومن ذاكرة مشتركة. الأمر متروك لنا لنعترف بجهودهم وأمجادهم وأحزانهم”، كما تحدثت الرئاسة الفرنسية عن وعد بـ”نقل ذاكرة مستنيرة ومسالمة هو علامة على حيوية أمتنا”.
الأخطر من كل هذا، هو ما تضمنته الفقرة الأخيرة من البيان وما حملته من رسائل غامضة ومشبوهة، قد لا تمر من دون أن تخلف جدلا في الجزائر بسبب حساسية ملف الذاكرة وتأثيراته المباشرة على العلاقات الثنائية، فقد جمع البيان بين أحداث مختلفة في الأهداف وقعت خلال حرب التحرير، وبعضها لا يزال يلفه الكثير من الغموض.
البيان تحدث عن تكريم الأمة الفرنسية لـ”الضحايا المدنيين الذين سقطوا في كل من مخمرة ميلك بار بشارع ديسلي سابقا والعربي بن مهيدي حاليا، وفي وهران..”. ومعلوم أن تفجير مخمرة “ميلك بار”، يعتبر في نظر الجزائريين عملا بطوليا قامت به المجاهدة زهرة ظريف، ضد فلول الاستعمار الفرنسي وغلاة المعمرين، وبتوجيهات من قيادة جبهة التحرير الوطني، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري في ذلك الوقت، وهو موقف سياسي في صورة فعل ثوري مشروع.
أما ربط هذا الحادث بحادث آخر وقع في الخامس من جويلية 1962 في وهران، فيعتبر في نظر الكثيرين، غير مفهوم، لأن حادث وهران لا يزال يلفه الكثير من الغموض، وإن حاول بعض الفرنسيين تحميل مسؤوليته إلى جبهة التحرير الوطني، في حين أن الدلائل غائبة، فضلا عن أن المنطق لا يصب في ذلك التوجه، لأن الجزائر يومها كانت تشهد انتقال السلطة من الفرنسيين إلى الدولة الفتية، وبالتالي فليس من مصلحتها خرق وقف إطلاق النار، الموثق في اتفاقيات إيفيان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!