-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رغم التقارب المسجل بين باريس والرباط... كزافيي دريانكور:

فرنسا ستحرص على التوازن في علاقاتها مع الجزائر والمغرب

محمد مسلم
  • 3198
  • 0
فرنسا ستحرص على التوازن في علاقاتها مع الجزائر والمغرب
أرشيف
كزافيي دريانكور

يتوجّس الكثير من المختصين في العلاقات الجزائرية الفرنسية، من التقارب الملاحظ على العلاقات بين باريس والرباط، وأثرها على العلاقات مع الجزائر، ومن بين هؤلاء السفير الفرنسي الأسبق في الجزائر على مرتين، كزافيي دريانكور، الذي يتحدث عن حرص باريس على الوصول إلى حالة من التوازن تحول دون انهيار العلاقات مع أحد البلدين اللدودين.
وبالنسبة للدبلوماسي الفرنسي المتقاعد، فإنه وعلى الرغم من وجود مصالح اقتصادية فرنسية كبيرة في المغرب، وتعدد زيارات المسؤولين الفرنسيين إلى هذا البلد خلال الأشهر القليلة الأخيرة، إلا أن ذلك لا يعني أن باريس ستضع جميع بيضها في السلة المغربية، لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تدمير العلاقات مع الجزائر.
يقول دريانكور في حوار بُث الأربعاء 24 أفريل 2024 على الموقع الإلكتروني لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن “علاقات بلادنا مع هذين البلدين تتعدى البعد الاقتصادي، وإن كان لفرنسا استثمارات كبيرة في المغرب، فهناك أيضا مسألة الأمن في البحر المتوسط وحتى الأمن داخل التراب الفرنسي، بالإضافة إلى قضية الهجرة وملف الذاكرة بالنسبة للجزائر، وهناك أيضا قضية الساحل، وبالطبع هناك المسائل الاقتصادية ولكنها ليست كل شيء”.
ويعتبر الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، هو “الرئيس الأول الذي نجح في إقامة توازن في علاقاته مع الجزائر ومع المغرب، كان قريبا من الرباط ولكنه كان مقبولا في الجزائر. حاليا لقد تخاصمنا مع البلدين معا. الآن إذا اقتربنا أكثر من المغرب كيف سيكون الوضع مع الجزائر؟ قد تتأثر العلاقة بشكل كبير مع الجزائر، ولاسيما إذا اعترفت فرنسا بمغربية الصحراء، أما الاحتمال الثاني فيبقى مواصلة التقارب مع النظام المغربي، يقابله إعطاء تعهدات إضافية للجزائر. إنه توازن جد صعب”، يقول دريانكور.
وعن إمكانية تكرار تجربة شيراك الناجحة في إحداث توازن في علاقات باريس مع مستعمرتيها السابقتين في المنطقة المغاربية، يعتقد الدبلوماسي المتقاعد أن “إعادة تكرار تجربة جاك شيراك في إقامة توازن في العلاقات مع البلدين المغاربيين، باتت صعبة، لأن المعوقات والتحديات كثرت، مثل قضية الهجرة، وكذا منطقة الساحل التي عاشت على وقع ظروف صعبة في الآونة الأخيرة”.
واللافت في كلام دريانكور هو أنه وعلى الرغم من قرب الجزائر من روسيا والصين، ووجود علاقات اقتصادية كبيرة مع كل من تركيا وألمانيا على حساب فرنسا، إلا أن ذلك سوف لن يؤثر على التقارب مع فرنسا، لأن هذا المعطى قديم ولم يحصل هناك أزمة في العلاقات بين الجزائر وباريس، فالزيارات متواصلة، فهناك موعد في سبتمبر أو أكتوبر لزيارة الرئيس الجزائري إلى فرنسا، كما زار الرئيس الفرنسي الجزائر في أوت 2022.
أما المشكلة التي تبقى تضغط على العلاقات بين الجزائر وباريس فتبقى قضية الذاكرة، وبرأيه فإن الرئيس الفرنسي قدم الكثير من التنازلات على هذا الصعيد منذ سنة 2017، ولكن لم يقابل ذلك ما يمكن أن يعتد به من الجانب الآخر، الجزائر. قد يكون الأمر مغضبا بعض الشيء للطرف الفرنسي، ولكن لا يرى الدبلوماسي الفرنسي أن الأمر سيصل إلى الأزمة بين البلدين بسبب قضية الذاكرة، طالما أن باريس تقوم من حين إلى آخر بمبادرات، على غرار ما حصل مؤخرا بخصوص مجزرة 17 أكتوبر 1961، على مستوى الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة الثانية للبرلمان).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!