-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إيميلي بوسكان ولوسات حاج علي وإيلين مختفي

فرنسيات حاربن الاستعمار الفرنسي باسم الحب والحرية

فاروق كداش
  • 2792
  • 2
فرنسيات حاربن الاستعمار الفرنسي باسم الحب والحرية
ح.م

عشقن الجزائر منذ أن وطأت أقدامهن ترابها، وأصبح مصيرهن مرتبطا بهذا البلد، رغم اختلاف العادات والتقاليد والدين.. وعلى اختلاف مشاربهن، تبنين قضية بلد بأسره، غير واجفات بل مرابطات على تخوم الحرية… الشروق العربي، تروي قصص نساء فرنسيات، ساندن بلد المليون الشهيد، ضد ديغول وبيجار، وأمثالهما من حثالة التاريخ.

إيميلي… رحلة حب وحرب

من الشخصيات الفرنسية المثيرة للجدل في كتب التاريخ، شخصية إيميلي بوسكان، زوجة مصالي الحاج، زعيم الحركة الوطنية، مؤسس حزب الشعب. هذه الفرنسية، المولودة في منطقة اللورين الفرنسية، سنة 1901، عاشت في ربيعها الثاني والعشرين قصة حب جارفة مع المناضل مصالي الحاج.. ويضرب الحب مرتين قلبها، فتغرم بالقضية الجزائرية وتقرر تبنيها… بعد سنة من لقائهما، تساعد إيميلي رفيقها في الحب والنضال في تأسيس حزب نجم شمال إفريقيا…

وتؤكد ابنتها “جانينا الحاج”، بدعم من بعض المؤرخين، على رأسهم بنجامين ستورا، أن أمها إيميلي هي أول من حاك العلم الجزائري بشكله الأخير في بيتهما في الشارع العشرين بباريس، وهو الشكل الذي ظهر به لأول مرة في مظاهرات بلكور في 14 جويلية 1937… وتبقى هذه مجرد رواية فقط لا أساس لها من الصحة للكثير من الجزائريين، من بينهم شوقي مصطفاي، الذي صرح: “كلفت إدارة حزب الشعب حسين أصلاح للعثور على نسخة من العلم الذي صنعته إيميلي بوسكان، الذي تظاهر به مصالي عام 1937، ولكن بعد أسبوع أخبرنا أنه لا وجود لهذا العلم وأخبرنا أن مناضلا تذكر ألوانه الثلاثة فقط”.

وبعيدا عن جدل العلم، ظلّت “إيميلي” تساند الكفاح التحرري في الجزائر، وتشدّ أزر مصالي، حتى رحلت في 2 أكتوبر 1953، إثر مرض عضال أصابها بالشلل، سنة واحدة قبيل اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، وحظيت “إيميلي” بجنازة ضخمة، رافقها أزيد من عشرة آلاف مشيع، بينما سجي جثمانها بالعلم الذي خاطته بأناملها.

لوسات أو حكاية صحفية مناضلة

ولدت لوسات لاريبار في 9 ديسمبر سنة 1920 بوهران، بعد البكالوريا تسافر لوسات إلى السوربون لإكمال دراستها ثم تعود إلى الجزائر بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، لتعمل كصحفية في وكالة الأخبار الفرنسية… في 1952 تلتحق لوسات بجريدة “آلجي ريبوبليكان” المناهضة للاستعمار.. هنا تبدأ رحلة النضال الحقيقية للوسات، إلى جانب زوجها، بشير حاج علي، تقول لوسات في مذكراتها: “أمضيت طفولتي كمثل أي طفلة أوروربية في وهران معزولة عن الجزائريين، في الثانوية لم تكن تدرس معنا إلا جزائرية واحدة، أما في الجامعة فلا جزائريين في صفوف الدراسة… كان الأمر خياليا وكأن الشعب الجزائري كان يعيش في كوكب آخر”.

كثيرة هي الجميلات اللائي انخرطن في صفوف النضال باسم الحب وباسم القناعة، على غرار مارلين مين، التي انخرطت في صفوف جبهة التحرير، بعد زواجها من جزائري، وأصبحت عميلة اتصال، وحكمت عليها فرنسا بالإعدام… نجت مارلين من الموت وبقيت في الجزائر بعد الاستقلال تقطن في أعالي نوتر دام دافريك… “آني ستاينر”، قصة عشق فرنسية للقضية الجزائرية، التحقت بالثورة بعد شهر من اندلاعها، وعملت في مخبر صنع المتفجرات التابع إلى جيش التحرير، وعملت تحت قيادة ياسف سعدي، وكانت صديقة لحسيبة بن بوعلي، وانضمت معها إلى قائمة “حاملات القنابل”، وألقي عليها القبض في 1956، وأودعت في سجن بربروس… تحدت آني التعسف الفرنسي وأضربت عن الطعام لمدة ثلاثة أيام، ما أجبر المستعمر على عزلها في زنزانة منفردة مدة ثلاثة شهور، وهكذا أصبحت لورين بنتا للجزائر.

يوميات مدرسة مجاهدة

قصة جاكلين كروج، هي نمودج للمرأة القوية المدافعة عن الحريات… حكاية هذه المدرسة بدأت سنة 1956 حين التحقت بصفوف الثورة المجيدة، كعنصر اتصال ضمن الكومندوس، إلى جانب زوجها المجاهد، عبد القادر المدعو جيلالي، وألقي القبض عليها سنة 1957، وحكم عليها بالإعدام، إلا أنه لم يتم تنفيذ الحكم… عاشت بعد استقلال الجزائر حرة بين أحضان بلد تبناها روحا وقلبا إلى غاية 2015 عن عمر يناهز 95 سنة أمضته في عشق الجزائر.

أمريكية تعشق الجزائر

هي الاستثناء في هذه القائمة الفرنسية، إنها الكاتبة الأمريكية إيلين كلاين، المولودة في نيويورك سنة 1928 التي غيرت اسمها إلى “مختفي” بعد زواجها من المناضل الجزائري مختار مختفي… كان أول احتكاك لها بصفوف الثورة سنة 1958 بعد لقائها بفرانس فانون وحسين آيت أحمد ومحمد سحنون… وتعود إيلين إلى نيويورك كممثلة رسمية لمكتب جبهة التحرير في الأمم المتحدة، وبعد الاستقلال استقرت إيلين في الجزائر مدة 12 سنة، وكلفت سنة 1969 بتحضير أول مهرجان بان-إفريقي في الجزائر… وبعد غياب طويل، عادت إيلين إلى الجزائر في 2019، لتقديم كتاب جديد عن عشق الجزائر تحت عنوان “الجزائر عاصمة الثورة من فرانس فانون إلى البلاك بانترز”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • محمد☪Mohamed

    المغني مغربي Douzi دوزي , يعتبر نفسه مغربي لأن ليس له S12 لأن الجزائر بعد إستقلال لم تكن عادلة ورفضت تعطي وثائق للأبناء المرأة الجزائرية المتزوجة بأجنبي وهو حال Douzi أمه جزائرية كما محرز وبن ناصر , القوانين تبدلت لكن كثير من الجزائرين في عالم يجهلون أن لهم اليوم الحق في S12 .
    نفس شيء لما يسمى فرنسي ,تلقو نوع من العنصورية لما غاذر الجزائر ألى فرنسا 1962 لأنهم جزائريين بالنسبة للفرنسيين.

  • محمد☪Mohamed

    المقال هذا خاطء لما تقول فرنسيات حاربن الاستعمار الفرنسي باسم الحب والحرية .
    ما جزائريات من أصل فرنسي فقط , كما محرز وزيدان وبن زيمة , بعض أحيان الصحافة تطلق عليهم إسم فرنسي وهذا خطء ,أو فرنسي من أصل جزائري .
    الفرنسيين في وقت 1954 كان جده ولد في جزائر , إذن يعتبر جزائري , كل واحد موجود في جزائر ممكن يكون أصل أجداده من خليج من ثركيا من إفريقيا سوداء إلخ
    لذلك ايميلي بيسكان زوجة الزعيم مصالي الحاج، أول من قامت بخياطة العلم الجزائري الحالي، من مواليد الجزائر العاصمة، ومن عائلة أصلها فرنسا فقط .
    أي إنسان له علاقة مع جزائر فهو جزائري .