-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فزاعة ربيع دموي في الجزائر

حسين لقرع
  • 4969
  • 0
فزاعة ربيع دموي في الجزائر

يحق للوزير عمار غول أن يحذّر الجزائريين من الانزلاق إلى “ربيع دموي ثان”، يُراد لبلدهم، قصد تدميره وتفتيته، كما حدث في بلدان عربية أخرى خلال “الربيع الدموي الأول”، وأن يدعوهم إلى الحفاظ على استقراره. فما حدث في العشرية الدموية، ينبغي أن يكون درسا يحول دون أي انزلاق جديد باتجاه العودة إلى تلك المأساة.

 لكن ليس من حق الوزير أن يحمّل المعارضة مسؤولية غليان الشارع بعد المصادقة على قانون المالية 2016؛ فليس نواب المعارضة من صادق على هذا المشروع الخطير الذي يفتح الباب لارتفاع مجمل الأسعار، ولخصخصةٍ متوحّشة تمنح لرجال المال المشبوه إمكانية امتلاك أي مؤسسة عمومية بعد 5 سنوات من فتح رأسمالها، وتترك الباب موارَبًا حتى للأجانب لامتلاكها تحت غطاء الجنسية المزدوجة.

نواب الموالاة هم الذين مرّروا هذا القانون غير الشعبي، وأثاروا سخط الموطنين فأقدموا على وضع صورهم في فايسبوك والتشهير بهم على طريقة المطلوبين للعدالة، ما يعني أن الشعب ينظر إلى تمرير بعض مواد قانون المالية المتعلقة برفع أسعار بعض المواد وبيع الشركات العمومية دون خطوط حمراء إلى ذوي المال المشبوه، جريمة في حق الوطن والشعب لا يمكنه السكوتُ عنها.

لو كانت السلطة تعقِل لراجعت المادة المتعلقة برفع أسعار الوقود والكهرباء قبل عرضها للتصويت، ولما عرضت أصلاً المادة 66 على التصويت حفاظاً على الاستقرار الاجتماعي في هذا الظرف العصيب، ولكنها ركبت رأسها واستسلمت لرغبات رجال الأعمال المتعطشين إلى امتلاك المؤسسات الكبرى بأي طريقة. فهم يريدون الحصول عليها بأثمان بخسة، عوض استثمار أموال ضخمة في إنشاء شركاتٍ مرموقة مُنتِجة للثروة ولمناصب الشغل معا. وقد رأينا في التسعينيات كيف كان بعضهم يقدّم عروضا مالية هزيلة لشراء شركات عمومية متوسطة، فمُنيت الخصخصة بفشل ذريع، واليوم يُراد إحياؤُها في زمنِ تغوّل رجال المال وبداية زحفهم على مراكز القرار السياسي. وللأسف، فقد قبل أغلب نواب الموالاة الاستسلام لهم عوض أن يكونوا في صفوف الشعب، غير مبالين بعواقب ذلك على الاقتصاد الوطني والاستقرار الاجتماعي.

إذا كان غول حريصا فعلاً على استقرار البلد، فليكفّ عن إشهار فزاعة “الربيع العربي” لتخويف الجزائريين، ولينصح هذه السلطة بالكفّ عن تبنّي سياساتٍ خطيرة، وتمرير قوانين غير شعبية بالاعتماد على أغلبية برلمانية مصطَنعة. فالجميع يعلم كيف وصلت هذه “الأغلبية” المزعومة إلى البرلمان بغرفتيه، وظروف إجراء الانتخابات منذ نوفمبر 1995 إلى الآن. غليانُ الشارع تسبّبه هذه السياساتُ الاستبدادية في تسيير الشأن العام، وليس تأليب المعارضة كما يزعم غول والمتمركزون في حواشي السلطة.

وإذا كانت المادة المتعلقة برفع أسعار بعض المواد والرسوم والضرائب قد أصبحت أمرا واقعا، فإنه يمكن الامتناع عن تنفيذ المادة 66 على الأقل في انتظار قانون المالية التكميلي لإلغائها، أو بإعادة صياغتها باتجاه فتح جزئي لرأسمال بعض المؤسسات المتوسّطة. ونأمل أن يفعلها الرئيس بوتفليقة ويجمّد هذه المادة، كما فعلها من قبل حينما ألغى قانونَ شكيب، المتعلق بالتنازل عن 75 بالمائة من أرباح بعض حقولنا النفطية للشركات الأجنبية. ويبقى بصيص الأمل قائماً.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • سنبلة

    و يبقى الربيع العربي بالرغم من هذه النواقص كلها هو الغول الذي يلتهم الجميع اذا اتى، يأتي على الحرث و النسل و الاخضر و اليابس و تُهتك فيه الاعراض...الجزائر امانة في الاعناق نحافظ عليها في السلم و الرخاء و ندعو لها ان يحفظها الله من كل سوء و ان يهدي ضالها و يرد كيد كل كائد لها في نحره آمين

  • بدون اسم

    مد يدك نتسامو ا الى بقات شي ايام راه تقاضات احسراه ملي كنا خو اليوم اتخلط الماء بالطين ما يصلح لشريب .الربيع العربي ولد جثة هامدة لان هناك من يغير برنامجها عن بعد كالتلفاز ماهي الا نقرة صغيرة على التلكموند ها انت تشاهد البرنامج الذي حبون رئيته غصبا عنك ,الدول العربية بمثابة صندوق فئران اذا فتحته كل واحد يهرب في اتجاه يصعب جمعهم ,

  • حميد

    لا فض فوك يا أستاذ.....هذا هو حب الوطن من الأعماق....... فعلا أصبح الدولة تُسيَّر من أصحاب رؤوس الأموال... وكما قلت بعد 5 سنوات يمكن التنازل عن المؤسسة وفي نفس الوقت 5 سنوات كافية للأجنبي أن يحصل على الجنسية الجزائرية ويشتري المؤسسة على أنه جزائري .... ونطلب الله أن يهدي مسئولينا لتصحيح المادة66 بالخصوص قبل فوات الأوان أما ارتفاع السعار فأمرنا لله

  • أبو حمزة

    إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
    و الشعب المسكين المغلوب على أمره لم يرد حياتهم الرغيدة وزخرفها ولكنه كان مستأنسا بالخزينة آملا أن
    ترشه ولو برذاذ ، حتى هذا الحلم تبخر مع مطلع سنة 2016 ليجد نفسه مرغما على تحمل معضلة كانو هم السبب فيها ، فدع عنك التطبيل والتهويل يا عمار غول فنحن نعرف من أين تؤكل الكتف ؟

  • عبدالحميد

    على غول ان ينصح نفسه بارجاع اموال الشعب التي نهبها هو وحوالي الف من الوزراء الفاسدين ورجال الاعمال
    الفاسدين واعوان النظام وتابعيه في حزبه وفي الافالان والارندي والتحالف الجمهوري الذين يشكلون خطر
    على مستقبل الجزائر وامنها ووحدتها الترابيةفبقدرةقادر تحول اخوعمار غول الى مقاول كبير وكذلك ابن احمد
    اويحي على غول ان يحاسب على فضيحةالطريق السيار والفضيحةالاخيرة لوزيرالصناعةبوشوارب وحداد وزعيمهم
    سلال التي كشفهاالاعلام الامريكي باستثمارهم 260ملياردولار في امريكا ويكذبون ويقولون خطئ في
    الترجمة احشموا

  • شوشناق

    والله انهم لا ياخفون على الوطن او المواطن

    ياسيدى انهم خائفين على شركات ابناءهم و بناتهم و على مشاريعهم و الفيلات و العمارات و السيارات التى يملكونها داخل الجزائر وفى الخارج!!!!
    انت تعلم كل العلم ان تعيين الوزراء و استقالتهم غر بالتلفون و كيف تطلب منهم ان يقفو ضد من اشتراهم بالاموال الشعب??

  • مواطن

    اسمح لي أن أعرض كل ما جئت به لأنك مخطئ وساذج مثلي.أنت تتكلم بما توحي به الديمقراطية في البلدان الحرة والشعوب الواعية.لكن نسيت أو تناسيت أنك في الجزائر بلد"طاق على من طاق".شعب يصوت على من لا يعرف ويقبل نتيجة الانتخابات حتى ولو كانت مزورة ثم لا يهمه أن تنهب ممتلكته وتبذر خزائنه المهم أن يستلهم الموز(الموس) ويقضي سهراته في دهاليز المجون.أما الحاكم بأمره فراكب بساط الريح ولا يدري ما يفعل بي ولا بكم.أتركني من جماعة المعارضة التي لا تعرف سوى التظاهر طمعا في كرسي يضمن ربحا في سويسرا أو استيلاء على كنز.

  • الطيب

    غول الذي يتحدث عن " ربيع ! "عربي ( و هو استغلال و تحريف لكلمة " ربيع " الجميلة التي تفيض بالحياة ) متأكد أنّ القرارات الحكومية الأخيرة خطيرة جدًا على استقرار البلد فكأنه يقول قانون المالية لـ 2016 صعب و لكن حذار أيها الشعب من ربيع عربي !!!!إذا كان الأمر بهذا الشكل يا سعادة الوزير فلماذا نلهث وراء قانون يمكن أن يهلك الحرث و النسل و يدمر لنا بلدنا !!!؟ و يومذاك الذي تسميه ربيع بمفهومك ( الله لا يوصلنا إليه ) يومذاك يا وزير المسؤلية يتحملها الذي صنع و مرر القانون ..مشكلتكم أنكم تكررون نفس الأخطاء

  • صالح/الجزائر

    " الربيع العربي " ، الذي لم يزهر ولم يثمر ، تسببت فيه الأنظمة المتعفنة الحاكمة دون إرادة الشعوب ، ولم يأت من الفراغ أو تأت به الطبيعة .
    كان على الوزير غول ، لو كان صادقا مع الله ومع الشعب ، أن ينصح رؤسائه ويلح عليهم أن يستفيدوا من التجربة والنكسة التي مرت بها الجزائر في ثمانينيات القرن الماضي ، وهو الذي لا بد أنه يعرف أكثر من غيره أن المؤمن لا يجب أن يلدغ من جحر مرتين .
    لكن إسلام الشعب غير إسلامهم .

  • BESS MAD

    نحن مع رفع الأسعار لتساير التجارة العالمية كما فعل الأطباء و الخطوط الجوية الجزا.... و بائعي المفرقعات و ملابس المخنثين و المسترجلات اللائي أردن إلباس الرئيس القماش البرتقالي لأن الشعب الجزار ضادق دعرا من المعيشة الضنكة فصدق القول:(ربما جاع الكلب فأكل صاحبة) . نحن مع رفع الأسعار إدا كانت نفس المعايير المطبقة تمس كيفة احتساب أجور البسطاء وعديمي الدخل . حرروا القدرة الشرائية بتسوية أجورنا بأجور جيراننا لأن الدينار مسخ كما مسختم حب الوطن من الإيمان بإخراجنا من الملة بالفقر . ولقد تعود خير الخلق منه