-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فساد قف!!

‬فوزي أوصديق
  • 4955
  • 0
فساد قف!!

يبدو أن ثقافة الشكارة والفساد هي مرآة حقيقية لما يعيشه المجتمع الجزائري من القمة إلى القاعدة، وقد تزداد النسبة والهف والسرقة المقننة كلما صعدنا لأعلى الهرم.

  • والحقيقة أن الفساد أصبح ظاهرة وحقيقة لا مفر منها، فأصبحت المعاملة اليومية لكي تنجز يجب دفع التذكرة أو “التيكتي” -على حد التعبير الشعبي- وهذه الظاهرة إن لم تجد لها بيئة لما عشعشت ونمت؟؟.. إن لم تجد عجزا في القوانين والسلطات العامة في محاربتها لما نمت بهذه السرعة؟؟
  • فالإشكالية ليست في الفساد ومحاربته بقدر ما هي في السكوت واللا مبالاة، فلا عجب أن تكون رتبة الجزائر في مراكز متأخرة لدى منظمة ترنسبارنسي أو الشفافية…
  • وأحيانا لما يقبض السارق ويده في مكان الجرم يحاول إيجاد له تبريرات عادة بالتشويه، وتارة بالتشويش، ومرة بمحاولة الإضعاف والإذلال وإدخاله في الصف في إطار تجاذب العملية السياسية وقواعد اللعبة…
  • فهذه التبريرات تكون جزءا من الحقيقة وليست الحقيقة كلها!!.. ففقدان القدوة واستعمال المنصب للخدمة الشخصية وليس لخدمة الصالح العام، والأزمة المتعددة الجوانب، وتماطل السلطة العامة مؤثرات مساعدة لوجود هذه النماذج الفذة..
  • فالفساد هو نتاج وإفراز منطقي لعقلية الجهوية والتبذير وتسخين الكراسي والاستهتار بالمرافق العمومية، فكم من “مير” يستعمل سيارة البلدية لأغراض شخصية!! وكم من وزير ونائب سابق ما زال يحتكر سيارة المؤسسة التي كان ينتمي إليها!! وكم من وزير وحاشيتة وعائلته تستخدم حظيرة الوزارة وتسخرها لأفرادها.. هذا على الأقل الفساد العيني الواضح.. وفي المقابل يقبل التصرف سكوت مطبق بدون ردة فعل، بل أحيانا نحاول تبريرها من خلال مقتضيات المنصب وما يتطلبه من بحبوحة بدلا من تضحية لخدمة الدولة والمجتمع!!!
  • فكم أعجبني أحد الوزراء الأفارقة، ولما دخلت عنده لاحظت الصالون الخاص باستقبال الضيوف قديما، فنصحته بضرورة استبداله بما يليق بمقامه كوزير سيادة، فأجابني أنه من يريد أن يتمتع فليتمتع بصالونه الخاص وليس بأموال الدولة؟؟؟ فالصورة لدينا معكوسة، بل المسؤولون أحيانا قد يكثرون في الزيارات الميدانية وتدشين المصانع والمعارض، والأيام الثقافية لسبب أحيانا خفي، وهو إملاء مؤخرة السيارة بالهدايا، ونوعية الإنتاج، وبعض السلع المعروضة، وتلك قصة أخرى… فسياسة اللهف ونفسي نفسي هي صورة أخرى من الفساد!!
  • والفساد قد لا يعالج بمفرقعات إعلامية أو حملات موسمية، أو بيانات مقتضبة، بقدر ما يعالج من خلال ارساء الشفافية نوعا وكما، ومن خلال اختيار الرجال، رجال يحملون هموم الامة بقدر ما يحملون هموم الاكتناز والغناء الفاحش، فالقوانين الردعية والبعض من ساستنا قد يستعمل الفساد كقميص يوسف، أو للمناورة، أو للتخويف من اجل التموقع، وأحيانا قد ينقلب السحر على الساحر فلا تنفع الرقية ولا ينفع الترقيع… وهذه أحد فصول من سياسة الفساد الإعلامي؟
  • فمنذ الاستقلال إلى يومنا سمعنا وقرأنا الكثير ثم الكثير عن حمالات الأيدى البيضاء، والقفزات الحديدية، ولكن النوايا والخطابات والشعارات لا تأتي بالربيع ولا تغني أو تسمن قضية!! بقدر ما تدخل اليأس والحيرة وتفقد الثقة إن لم تتبعها بإجراءات ملموسة ظاهرة على العيان بعيدا عن كل انتقاسية أو حسابات سياسية ضيقة أو متسعة!!!
  • كم من لجان برلمانية وحكومية شكلت!! وكم من جهاز رقابي شعبي أو سياسي موجود!! وكم من خطابات رنانة ألقيت!!! وكم من اتهامات وزعت يمينا ويسارا؟! ولكن بدون مفعول أو أثار.. والأدهى والأمرّ أنه في العديد من الدول لو اكتشف تورط مسؤولين في الفساد أو إهدار المال العام لقدم المسؤول المباشر استقالته من باب المسؤولية الأخلاقية وما تقتضية المسؤولية من واجبات… ولكن لا ننسى اننا بلد المعجزات فلا غرابة ولا مفاجأة وكل عام وأنتم بخير!!!…
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!