رياضة

فغولي .. في انتظار براهيمي وسليماني ومحرز

ياسين معلومي
  • 9186
  • 4

منذ تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم مرتين متتاليتين، أصبحت الأندية الأوروبية تهتم باللاعبين الجزائريين، سواء الذين تكونوا في المدارس الفرنسية أو بعض المحظوظين من بطولتنا رغم قلتهم، وأصبحت الفرق الكبيرة “العالمية” تضع في أجنداتها بعض اللاعبين الجزائريين المتألقين، وتتابعهم طيلة موسم كامل، ربما تتمكن في آخر المطاف من الظفر بخدماتهم، وغالبا ما تدفع هذه الفرق أموال طائلة للاستفادة منهم.

وحسب رأيي، فالمستفيد الأول من صفقات تنقل اللاعبين الجزائريين إلى الفرق الكبيرة هو المنتخب الوطني، الذي أصبح يسيطر على القارة الإفريقية ويتأهل بدون عناء كبير إلى كأس العالم وكأس إفريقيا، ولم يبق سوى التتويج بالتاج القاري للتأكيد، وهو الهدف الذي يعمل المشرفون على الكرة في الجزائر لتحقيقه رغم صعوبته، لأن اللاعبين الجزائريين يجيدون اللعب في أوروبا، لكنهم غالبا ما يخرجون عن الإطار في أدغال الملاعب الإفريقية.

سوق تحويلات اللاعبين في أوروبا لم تخل من أسماء الدوليين الجزائريين، فإذا كان سفيان فغولي قد طار إلى انجلترا وانضم رسميا إلى نادي وستهام، الذي سيشارك في منافسة قارية الموسم القادم، فإن مصير ابراهيمي وسليماني ومحرز لم يتحدد بعد، فنجم بورتو مثله مثل هداف سبورتينغ سليماني وبطل الدوري الانجليزي محرز، مطلوبون بقوة في أكبر الأندية، وننتظر فقط ترسيم تنقلهم أو بقائهم في أنديتهم، وحتى دوليون آخرون ليسوا بنفس مستوى هذا الرباعي، هم بصدد البحث عن فرق أحسن من فرقهم، على غرار سوداني وبودبوز، في وقت يفضل فيه آخرون البقاء في أنديتهم ومواصلة المشوار مع أنديتهم..

حركية اللاعبين الجزائريين في سوق التحويلات تجعلنا نتأكد أننا نملك خزانا كبيرا من اللاعبين بإمكانهم تشريف الكرة الجزائرية على المستوى الدولي.

الحديث عن مستوى لاعبينا الدوليين الذين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية، يجعلنا نقف ولو في عجالة على بطولتنا المحلية التي أصبحت -منذ سنوات- رهينة مسؤولين لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصيةـ ويتلاعبون بالأموال أمام الملأ، ولا أحد تحرك لإيقاف المهازل التي تحدث أسبوعيا في مختلف بطولتنا، فهل يعقل أن تمنح أموال طائلة للاعبين لا يمثلون إلا أنفسهم، وهل يقبل العقل أن تباع وتشترى المباريات في وضح النهار، وبتواطؤ من مسؤولين في الكرة الجزائرية..

العيب والعار أن هذه البطولة التي تلعب طيلة موسم كامل، ويتابعها نصف الشعب الجزائري أو أقرب، وتبث في التلفزيون العمومي والخاص، وتمنحها الشركات العمومية والخاصة أموالا طائلة، لم تستطع تقديم لاعب واحد للمنتخب الوطني الأول، رغم  الملايير التي تتفق، ولم يستطع أي مسؤول أن يبني ملعبا أو  فندقا أو مرافقَ يستفيد منها الشباب الذي يعاني أثناء التدريبات، إلى درجة أن هناك ملاعبَ تتدرب فيها أكثر من سبعة أندية في وقت واحد.

فرحت كثيرا لما تمكن زين الدين فرحات لاعب اتحاد العاصمة من صنع الاستثناء، عندما أمضى لفريق لوهافر الفرنسي، وبالتالي حفظ ماء وجه بطولتنا العقيمة، فكان جزاؤه حرمانه من المنتخب الوطني إلى غاية نهاية السنة، ألم يكن من الأجدر تكريمه وتحفيزه لدخول الاحتراف الحقيقي بقوة، لأنه من العار أن يعاقب لاعب قيل إنه مستقبل الكرة الجزائرية، وكان مهندس التأهل إلى أولمبياد ريو دي جانيرو.. وماذا سنقول لو يتألق مثل محرز، الذي مر من نفس فريقه الحالي، يومها ستسقط الأقنعة وكل مسؤول سيقول إنه كان وراء تألقه… هذه هي جزائر”التعساء”.

مقالات ذات صلة