-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مقاولون عابثون.. مسؤولون متواطئون وأشغال لم تنته منذ 20 سنة

فقدان سائقين يعيد قضية “طريق الموت” بأدرار إلى الواجهة

الجزولي محمد
  • 837
  • 0
فقدان سائقين يعيد قضية “طريق الموت” بأدرار إلى الواجهة
ح.م

أعادت حادثة فقدان رجلين في صحراء تنزروفت بأدرار، إلى الواجهة المشكل المزمن الذي يشهده طريق الوئام الوطني العابر لصحراء تانزروفت الموحشة بين رقان وبرج باجي مختار على مسافة 650 كلم والذي أصبح نقطة سوداء، في قطاع الأشغال العمومية بالولاية، حيث ما يزال منذ عقود زمنية طويلة عبارة عن ورشة مفتوحة غير مكتملة الأشغال، بسبب التسيب الذي تشهده أشغال انجاز هذا الطريق والتأخر المتكرر في انطلاق وأشغال انجاز أشطره، وتقاعس مؤسسات الإنجاز، مستغلة ضعف إجراءات الرقابة والمحاسبة، وكذا ممارسة المحسوبية لصالح بعض المقاولات العابثة بهذا المشروع، من خلال نوعية الإنجاز الرديئة، على حساب أرواح الضحايا من المسافرين، الذين يقطعون رحلة نحو المجهول في سبيل وصولهم إلى منطقة برح باجي مختار الحدودية.

وكانت فرقة الدرك الوطني تمكنت رفقة متطوعين من العثور على السائقين التائهين في صحراء تنزروفت، في صحة جيدة. وفور إبلاغ المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بأدرار، بفقدان سائقين تابعين للشركة الوطنية لنقل الوقود كان على متن شاحنتين مقطورتين، فتشكلت قوة من الدرك الوطني رفقة مواطنين متطوعين لهم دراية بصحراء تنزروفت، وبعد الاتصال بسدود الدرك الوطني المقامة طول طريق رقان ـ برج باجي مختار، تبين مرور السائقين بالنقطة الكليمترية 200، لتباشر عناصر الدرك حملة بحث واسعة، مع اقحام حوامتين للجيش الوطني الشعبي في العملية، ليتم العثور عليهما بعد 10 ايام من التيه وسط صحراء قاحلة.

ويشهد الطريق المذكور، حوادث سير متكررة، وهو طريق غير معبد ويخضع للأشغال منذ 1999، وهي أشغال متعثرة لم تحقق تقدما يذكر لحد اليوم، ما دفع سكان المنطقة إلى طلب إنهاء هذه المعضلة، ووضع حد لمتاعبهم عند قطعهم “طريق الموت” كما يسمونه، نسبة لما سجل على مستواه من وفيات، من بينها حالات لمرضى وحوامل، ولن يتأتي حل المشكل حسب السكان، إلا بالصرامة حيال مؤسسات الإنجاز، ومحاسبة المقاولين والمسؤولين المتواطئين معهم، والمتغاضين عن تجاوزاتهم ومن بينها عيوب الإنجاز، من بينها تلك المسجلة على مستوى الشطر الرابط بين برج باجي مختار وتيمياوين على مسافة 150 كلم. ودعا المواطنون إلى إلزام المقاولات بدعم ورشاتها بالوسائل المادية والبشرية اللازمة.

ويشار إلى أن طبيعة المنطقة الجيولوجية والتضاريسية غير معيقة للأشغال، إذ أن مسار الطريق يمر في أراض منبسطة خالية من العوائق كالجبال ومجاري الأودية، ما يتيح إنجاز الطريق في ظرف قياسي لو توفرت إرادة حقيقية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!