-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تروج للجمال المثالي ونزع الحجاب وتأنيث الشباب

فلاتر تيك توك.. البلاء القادم من الصين

فاروق كداش
  • 2583
  • 0
فلاتر تيك توك.. البلاء القادم من الصين

حين توجس المجتمع من فايسبوك وأنستغرام وسناب شات، وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، لم يكن يضع في الحسبان أن هناك من قد يظهر هذه المواقع، وكأنها لعب أطفال لا تضر.. إنه تيك توك، الموقع العملاق، الذي يغير ويفصل العالم بحسب معاييره، يفسد ويهوي بالشباب في هاوية العقد والاضطرابات النفسية. الشروق العربي، تتسلل إلى فلاتر تيكتوك في جنح النهار لكشف حجم الكارثة.

الشباب الجزائري لم يفلت من قبضة تيك توك وفلاتره، فحين يبني لك الواقع الافتراضي واقعا ليس واقعك، فحتما ستسول لك نفسك خوض المغامرة، “فلاتر” تيك توك مستفزة للشباب. فهي تخفي العيوب وتطيل الشعر وتغير التعابير، وتضع لك لحية وتخبرك بما هو أجمل شيء فيك. فلتر الذكاء الاصطناعي، قد يكون من أكثر الفلاتر استعمالا عند الشباب، ويظهرك في مشاهد فانتازية وخيالية، وينقلك من عالمك الحقيقي إلى عالم مزيف. وبما أن شبابنا يحب التباهي، فما أروع الفلتر الذي يصورك أمام سيارة فارهة كاللونبورجيني، أو يلتقط لك فيديو وأنت رفقة فتاة حسناء، غير حقيقية. فلترات أخرى تحولك إلى أجنبي فتفتح القرية الصغيرة أبوابها لكل الأعراق والجنسيات… المحزن، أن الكثير من شبابنا يجربون هذه الفلاتر ويسارعون إلى استعمال أي فلتر جديد.

من الفلاتر التي أثارت الجدل على تيك توك، خاصة عند البنات، فلتر غلامور بولد، الذي يجمل الوجه بالذكاء الاصطناعي.. وقد كان محل جدل، لأنه يؤثر سلبا على الطريقة التي يرى ناس فيها أنفسهم، خاصة المراهقين والمراهقات، فينقص من ثقتهم في أنفسهم ويشعرهم بالدونية. في أحد الفيديوهات، كتبت صاحبته: إذا رغبت في عملية تجميل، أظهري لجراح التجميل هذا الفلتر وسيفهم ما تريدين تغييره.

بنات الفلاتر

من أشهر الفلاتر عند البنات، فلتر الماكياج الذي يلاقي إقبالا كبيرا منذ فترة طويلة. وقد يكون تأثيره ليس بالكبير، لكونه لا يغير ملامح الوجه، بل يجملها قليلا ببعض المساحيق وأحمر الشفاه. أما فلتر الغمازات، فحدث ولا حرج.. فالكل يريده، مهما كان، شبابا أو بنات.

هناك فلتر على تيك توك، يظهر البنات المتحجبات دون حجاب، وبشعر منسدل ومغر، ما قد يثير فيهن الأفكار الشيطانية، رغم أن هناك من مشاهير الفن أو السوشيال ميديا، من قد نزعت حجابها لأسباب واهية، لكن رؤية الفتاة لنفسها بلا خمار قد يكون أمرا أكثر خطورة.

فلتر آخر، يثير الفضول كثيرا، لكنه كغيره من الفلاتر التي تركز على المظهر، فلتر يريك أجمل شيء فيك، مثل العينين والشفاه، وحتى الشباب راحوا يجربونه، فيعجبون بالنتيجة أيما إعجاب.. أضف إليه فلتر الجاذبية، الذي قد يجعلك نرجسيا مغرورا أو معقدا هستيريا.

الفلاتر التراند، لا تنتهي عند الفتيات، لكن أكثرها طلبا فلتر يظهرك في فستان العرس. وهذا الفلتر دارج للغاية في الفترة الأخيرة، خاصة ونحن في موسم الأعراس.. قد نعتبر هذا الفلتر فألا سعيدا.

الفلترات ليست دائما جسدية، بل هناك فلاتر نفسية، تدور حول أحلام الشباب وآمالهم في مستقبل مليء بالمال والسيارات. هناك من يركز على الحالة النفسية، فيشير إلى أن مستعمله أعزب، ولكن سعيد للغاية، وأن آخر مغرم أو ينتظر الانفصال.. كلها رسائل مشفرة الهدف منها التحكم المطلق.

الفلاتر في تيك توك متحكمة أيضا في خصوصيات المستخدمين. فهي من قد يقرر ماكياجك وطلتك، وقد يقرر أيضا مزاجك ونفسيتك من غير أن تعي ذلك.

الراحلون يعودون على تيك توك

من الفلترات المحبطة بشدة، فلتر صور الراحلين من العائلة والأحباب، الذين يظهرون وكأنهم على قيد الحياة، تتحرك عيونهم ويبتسمون، فكم من مستخدم استعمل هذا الفلتر، فأجهش بالبكاء، وساءت حالته.. فهل أصبح التلاعب بالمشاعر لعبة.

العجيب في الفلترات الصينية، وتيك توك موقع تواصل “شنوي”، أنها متقنة الصنع، ولا يمكن كشفها بسهولة، وهي أحيانا لا تتحرك، أي لا تختفي مع تغيير المكان، فتشعرك بأن الصورة التي تراها أو كيف أنت ترى نفسك حقيقية للغاية، إلى حد زرع الريبة والشك.

في الأخير، لا يسعنا إلا أن نحذر من هذه الفلاتر المؤذية للعقل والنفس، التي تؤجج الإحساس بالديسمورفيا أو اضطراب تشوه الشكل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!