-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أمام تفاقم أزمة التخزين ووفرة الإنتاج

فلاحون يبيتون في العراء في عز الحجر لتسليم محصولهم من الحبوب بسطيف

سمير مخربش
  • 1049
  • 0
فلاحون يبيتون في العراء في عز الحجر لتسليم محصولهم من الحبوب بسطيف
ح.م

يواجه الفلاحون بولاية سطيف صعوبة كبيرة في تسليم محصولهم السنوي لتعاونية الحبوب، وانخرط أغلبيتهم في طوابير طويلة أمام المخازن التي عجزت عن تنظيم عملية جمع الحبوب وأرغمت الفلاحين على المبيت في العراء من أجل دفع المحصول بالرغم من إجراءات الحجر الصحي في الولاية.
هذه الطوابير انتشرت أمام العديد من النقاط عبر ولاية سطيف أين اعتاد الفلاحون على تسليم محصولهم من الحبوب للتعاونية، حيث تعرف العملية فوضى عارمة أرغمت الفلاحين على الاصطفاف بشاحناتهم وجراراتهم لمسافة تزيد عن 3 كيلومترات، وهو المشهد التي تكرر بسطيف وقجال وبيضاء برج وبالعديد من البلديات، وأمام صعوبة الوصول إلى مداخل المخازن أرغم العديد من الفلاحين على المبيت في الطابور لانتظار الدور لليوم الموالي ومنهم من قضى ليلتين في العراء قبل تسليم المحصول.
وحسب الفلاحين الذين التقيناهم، فإن الأزمة مسّت كل البلديات ولم يعد الفلاح يجد مكانا يسلم فيه الحبوب بأريحية، وكل المخازن تعرف ضغطا رهيبا أرهق الفلاحين والعاملين بالتعاونية على حد سواء.
وحسب مصادرنا، فإن الأزمة تفاقمت بعد غلق مخزن العلمة الذي ظل لأربع سنوات خاويا على عروشه رغم كبر حجمه وطاقة استيعابه فهو حاليا مهجور من دون عمل، والسبب حسب مسؤولي التعاونية راجع إلى طبيعة البناية التي أضحت مهددة بالانهيار مع وجود حشرة أو ما يعرف محليا بالسوسة التي من شأنها أن تفسد المحصول، لكن في رأي العارفين بالميدان كل هذه العوائق يمكن حلها والتحكم فيها غير أن بعض الجهات استسلمت إلى قاعدة الإهمال والحلول السهلة بتحويل الفلاحين إلى مخازن أخرى صغيرة، وتفاقمت الكارثة ببعض المخازن التي لازالت تعمل بطريقة تقليدية كما هو الحال بمخزن بيضاء برج أين يعتمد عمال التعاونية على ميزان صغير خاص بالخضر والفواكه بعد توقف الميزان الخاص بالشاحنات.
كما انتهجت مصالح التعاونية عبر ولاية سطيف سياسة الترقيع باللجوء إلى القطاع الخاص واستغلال مخازن بعض المطاحن الخاصة وسط عدة تساؤلات ترغم الفلاح على نقل محصول إلى مؤسسة خاصة والتي تعرف هي الأخرى ضغطا رهيبا وطوابير لا متناهية.
وبالنسبة للفلاحين، فإن أزمة التخزين تحولت إلى هاجس أرهق كاهلهم وجاء بعد جهد كبير مع عملية الحصاد ليجدوا أنفسهم أمام معاناة من نوع آخر.
وحسب الفلاحين فإن ولاية سطيف شهدت نفس الأزمة العام الماضي إلا أن الجهات المعنية لم تستوعب الدرس مع العلم أن عاصمة الهضاب مشهورة بإنتاج الحبوب ورغم ذلك لم تشكل قاعدة لتجميع المحصول وحلت محلها ظاهرة أصبحت تعرف بأزمة ما بعد الحصاد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!