-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المتضرّرون يطالبون بتحقيق قضائي

فلاحون ينتفضون بأدرار: بذور مغشوشة دمّرت الموسم

محمد الجزولي
  • 1648
  • 5
فلاحون ينتفضون بأدرار: بذور مغشوشة دمّرت الموسم
أرشيف

اشتكى فلاحون من عديد مناطق أدرار، تراجعا قياسيا في إنتاج الحبوب لهذا الموسم، مرجعين السبب إلى ما قالوا إنه بذور فاسدة استلموها من التعاونيات العمومية. وقال عدد من ممثلي المعنيين إن منتجي الحبوب تكبدوا خسائر فادحة، بسبب ضعف المردود، في مناطق مثل امقيدن، زاوية كنتة، تامست، فنوغيل وأوقروت وغيرها.

مصرين على أن الأمر سببه البذور التي تم استلامها من تعاونية الحبوب والبقول الجافة، التي قالوا إنها مغشوشة وغير معالجة، مشيرين إلى أن متوسط المردود لهذا الموسم تراوح ما بين 13 إلى 15 قنطارا في الهكتار، في حين قارب 60 قنطارا الموسم الفارط.

ونظم الفلاحون وقفة احتجاجية الأسبوع الفارط، أمام مديرية المصالح الفلاحية لولاية أدرار، مطالبين بفتح تحقيق قضائي في القضية، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الوضعية “التي ألحقت أضرارا بالغة بالاقتصاد الوطني”، على حد قولهم.

وأبدى المعتصمون أسفهم لتراجع الإنتاج بالولاية، التي كانت تصنف ضمن العشر الولايات الأولى في إنتاج الحبوب، متوقعين تدحرجها إلى المراتب الأخيرة هذه السنة، لافتين إلى التكاليف الباهظة التي تحملوها، خلال الموسم الفلاحي، من فاتورات الكهرباء واليد العاملة، وأقساط القروض البنكية، ناهيك عن الظروف المناخية القاسية، وغيرها من المشاكل التي واجهوها، ليصطدموا في الأخير بمردود ضعيف.

وإلى جانب التحقيق في القضية، وتحديد المسؤوليات، طالب المحتجون بتأخير مواعيد تسديد أقساط “قرض التحدي”، حيث إن فترة السداد حددت بسبع سنوات، ليطالب المتضررون بتمديد الآجال 3 سنوات إضافية.

كما طرحت خلال الوقفة الاحتجاجية، عديد المطالب الأخرى، من بينها رفع سعر شراء القمح الصلب من الفلاحين، الذي تستلمه منهم التعاونيات العمومية، بسعر 4500 دينار للقنطار، وهو سعر لا يراعي التكاليف الباهظة للإنتاج، بالولايات الجنوبية بحسبهم.

من جهته، قال الأمين العام للغرفة الفلاحية لولاية أدرار، إن مسألة فساد البذور تتطلب تقديم أدلة من طرف الفلاحين المشتكين، مرجحا أن تكون النتائج السلبية بسبب نقص الخبرة لدى بعض الفلاحين، حديثي العهد بالمجال، على حد وصفه. أما الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين بالولاية، فقال إن البذور معالجة ومصادق عليها، من طرف مخبر تحليل البذور بالعاصمة.

وتسلّم إلى الفلاحين في أكياس مغلقة، تحمل كافة البيانات، مثل درجة الجودة ومدة الصلاحية وغيرها. ولفت الاتحاد إلى أن تلك النوعية من البذور، استعملها كل فلاحي الولاية، و”هناك من حقق مردودية كبيرة”، بحسبه. وأرجع المصدر ذاته تراجع منتج هذا الموسم إلى عوامل طبيعية، من بينها الرياح العاتية التي تعرضت لها الولاية على مدار أربعة أيام، فضلا عن تفشي أمراض فطرية في المزروعات، وكذا نقص الخبرة لدى البعض في مجال التحكم في التقنيات، وطريق زراعة الحبوب. ونوّه الاتحاد بأنه سبق له المطالبة، بفتح معهد مختص في الفلاحة على مستوى الولاية، يناط به توجيه الفلاحين، ومراقبة المستثمرات على مدار الموسم، لضمان أحسن الظروف للعملية الإنتاجية، بما يمنع تكبد الاقتصاد الوطني خسائر فادحة.

أما وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، فنفت فرضية فساد البذور، وهو ما تم التأكد منه، من طرف المصالح المركزية لتعاونية الحبوب والبقول الجافة بالعاصمة، التي أكدت صلاحية البذور. وأضاف المصدر ذاته أن التحقيق جار في طبيعة المشكلة، وهذا بحسب ما ذكرته السيدة حموش، من خلية الاتصال بالوزارة، في اتصال مع “الشروق”، داعية الفلاحين إلى التعاون، لاكتشاف العوامل التي قد تكون وراء تراجع الإنتاج، بما يمنع تكرر الأمر مستقبلا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • عبد الرحمان بن مبروك إليزي

    من يحاسب المافيا في هذه البلاد في أحسن الأحوال فتح تحقيق لا نهاية له

  • محفوظ

    يعني القضية كلها التهرب من سداد القروض الممنوحة من طرف الدولة عن طريق البنوك الربوية، ما يسمى "قرض التحدي” !

  • zinedine

    كان أباؤنا وأجدادنا في الماضي يربون ويحفظون بذورهم بأنفسهم وحتى في عهد الإستعمار الفرنسي الغاشم كان الفلاحون الجزائريون يتقوتون بقمحمهم رغم أن أراضيهم قليلة جدا وفي مواقع زراعية سيئة بعد أن سيطر الإحتلال على الأراضي الخصبة! لأنهم كانوا يجيدون إختيار بذورهم ويعتنوا بها أعز إعتناء!

  • zinedine

    الفلاح الذكي الناجح لا يحتاج أن يشتري أو يُعطى بذوره من أي جهة لكنه يربيها وينميها ويخزنها ويختار أحسنها بنفسه من عائداته السنوية!!

  • Mohdz

    بلاد هاملة لامراقبة و لا شيئ في كل الميادين وين رايحين بها .