الجزائر
تصب الأحد عن طريق ديوان حقوق التأليف

فنانون يصفون إعانة الوزارة بالإهانة ويطالبون باحترام كرامة الفنان

زهية منصر
  • 10295
  • 9
ح.م
وزيرة الثقافة مليكة بن دودة

وجه عدد من الفنانين انتقادات إلى وزارة الثقافة، جراء القرار التي اتخذته بتكليف الديوان الوطني لحقوق التأليف بتقديم مساعدات للفنانين في هذه الأوقات الصعبة. ويعود احتجاج الفنانين إلى الطريقة التي تمت بها العملية، التي اعتبرت إهانة في حقهم.

قال المخرج المسرحي شوقي بوزيد: “كفنان جزائري لا أعترف بالمؤسسة المسماة ديوان حقوق التأليف، لسبب واحد، أنها لم تعترف بوجودي، وأنها صورية”. ويضيف شوقي بوزيد قائلا: “كيف نملك حقوقا ولا قانون يحمينا (قانون الفنان)؟!! أنا ليست لي بطاقة أنتسب من خلالها إلى هذه المؤسسة، ولي الكثير من الأصدقاء والزملاء من الفنانين هضمت حقوقهم منذ سنوات، مع أنهم يملكون البطاقة… حتى في عز الأزمة العالمية يتم إهانة الفنان الجزائري، المؤسسة التي لا تنتج، ومع هذا، تقوم بالرعاية، تركيبتها خطأ في خطإ”.. وختم المخرج قائلا: “لو كانوا يحترمون كرامة من يمتلكون البطاقة… لكانوا اتصلوا بهم عبر هواتفهم.. الأرقام موجودة في الملف، أو صب الأموال في حساباتهم الموجودة في الملف كذلك… لكنهم فضلوا إهانة الفنانين”.

الفنانة نضال، من جهتها، اعتبرت ما قام به الديوان إهانة للفنان، “لأن الوزيرة أسدت تعليماتها لمؤسسات لا تعمل وقت الحجر الصحي”. وتضيف الممثلة نضال، نقلا عن عدد من زملائها الفنانين: “يقول بعض الفنانين الذين رغم الحجر الصحي وبحكم الحاجة غامروا بأرواحهم وقصدوا باب الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، لم يجدوا إلا موظف الاستقبال وسجلا، مطلوب منهم أن يسجلوا فيه أسماءهم، واشترطوا أن يكونوا يملكون بطاقة الانتماء إلى الديوان”. وتساءلت المتحدثة لماذا هذا التلاعب بكرامة الفنان، وماذا عن الفنانين المقيمين خارج العاصمة، ولماذا تصر وزارة الثقافة منذ عهود على إذلال الفنان وإهانته، وتسويق صورته أمام الناس على أنه متسول مسكين، لا حول له ولا قوة، إلا بما تتصدق به عليه؟؟ المؤسسات الثقافية التابعة لوزارتها أغلقت أبوابها. إلى أين يتجه فنانون لا دخل شهريا لهم، ومنهم من شارك في أعمال تلفزيونية ومسرحية ولم يتقاضوا أجورهم منذ أمد بعيد.” وتؤكد المتحدثة: “كان أجدر بالوزارة أن تطالب المنتجين بإعطاء كل ذي حق حقه”. وفي السياق ذاته، أردفت نضال تقول: “لماذا لم تطلب الوزارة من كل المؤسسات أن تتعامل مع الفنان بطريقة تحفظ له كرامته؟. لماذا لم تفكر في التواصل مع الفنانين إلكترونيا قبل أن تفضحهم جماهيريا؟؟؟ ومجموع الفنانين الجزائريين عبر كل الولايات لا يتعدى أصابع اليد؟؟؟”.

من جهة أخرى، حملت نضال بعض الفنانين مسؤولية ما وصل إليه القطاع والمنتسبين إليه قائلة: “ومع ذلك أقول أمام الله والتاريخ: من الفنانين للأسف الشديد من لا كرامة لهم فعلا وهؤلاء من نهان ونذل باسمهم ونحن أبرياء منهم”.. طوابير على باب لوندا بديدوش مراد وكان يجب أن يعتصموا ويطلبوا استقبال الوزيرة للاستفسار عن هذه الإهانة وليست الإعانة، ولماذا كثير من الفنانين يسكتون عن سرقة بعض المنتجين لمستحقاتهم والتأخر في دفعها إليهم أحيانا ما يفوق العامين؟؟؟”.

واعتبرت نضال أن “وزارة الثقافة تتغذى على عرق الفنان وتعمل بأسمائهم، ووجودها مرتبط بوجود الفنان في الساحة وكذلك كل المؤسسات التابعة لها. يجب علينا أن نتحد من أجل استعادة كرامتنا المهدورة .في ظل مديرين وإطارات لا علاقة لهم بالثقافة ولا حتى الإنسانية”. واعتبرت نضال أن وضع قانون يحمي الفنان وتنظيم القطاع وفق معايير معنية وقانونية هو السبيل الوحيد لضمان كرامته.

نفس النظرة تقاسمتها مع نضال المخرجة والممثلة تونس آيت علي، التي قالت إن هناك مشكلة كبيرة في ما يتعلق بوضع الفنان والمساعدة الاجتماعية التي تقدمها “لوندا”.. وتضيف تونس قائلة: “في العالم أجمع هناك منظمات تحمي إبداعات الفنانين في مختلف المجالات، ولكن وفق شروط ومستندات داعمة، نعرفها جميعا، ويكفي حسب المتحدثة اتباع الخطوات المعروفة والتوقف عن صناعة الجدل، الذي يعود حسب الفنانة إلى مشكلة اتصال بين الفنان والمؤسسات. وضربت تونس مثالا بجيراننا في تونس، وكيف سيرت وزيرة الثقافة هناك العملية والمؤسسات الواقعة تحت إدارتها بشفافية ومن دون حديث زائد ولا جدال.

من جهته، السينمائي جمال محامدي، اعتبر طلب الديوان من الفنانين ملء الاستمارة في عز الحجر الصحي إهانة، وقال موجها كلامه إلى وزيرة القطاع: هل وصلت الرداءة والإهانة إلى هذا الحد؟ كيف تطلبون من الفنانين ملء الاستمارات وتقديم بطاقات الانتساب؟ أين هي الرقمنة التي تتحدثون عنها؟ أين هي شبكات الربط التي استنفذت الملايير؟ وأين هي المعلومات والبيانات التي يتوفر عليها ديوان حقوق المؤلف؟ ثم أنتم تعلمون أن جل الفنانين غير منتسبين إلى حقوق المؤلف، ألم يكن من اللائق الاعتماد على بطاقات الفنان فحسب؟ أليس من العبث والإهانة على المباشر أن تطلبوا مثل هذه المعلومات وهي لديكم مكدسة؟ إذا كانت نيتكم إعانة الفنان، فافعلوها في صمت، وإلا فلا داعي لها أصلا”. وواصل جمال محامدي قائلا: “كم لديكم من عدد الفنانين مقارنة مع الدول الأخرى، 17 ألفا؟ هل هذا كثير في نظركم. راجعوا عدد الفنانين في بقية الدول لتدركوا أنها نسبة لا تساوي شيئا يذكر”.

للإشارة، تنطلق اليوم الأحد عملية توزيع الإعانات الموجهة إلى الفنانين عبر ديوان حقوق التأليف، كما أعلنت عنها وزيرة القطاع في إطار الإجراءات المتخذة لمجابهة الآثار المترتبة على كورونا.

مقالات ذات صلة