فيروس كورونا يقتل من جديد في الجزائر

عاد فيروس كورونا ليقتل من جديد في الجزائر، بعد هدنة استمرت عدة أشهر نتيجة استقرار الوضعية الوبائية، وبعثت الحصيلة الرسمية التي أعلنت عنها وزارة الصحة، مساء الجمعة، القلق في نفوس المواطنين، حيث تضمنت وجود 3 أشخاص في العناية المركزة ووفاة شخص واحد.

 بداية عودة وفيات كوفيد19 إلى الواجهة في المشهد الصحي، تنذر ببلوغ وضع يتطلب المزيد من الحذر والحيطة والعودة الفورية إلى الإجراءات الاحترازية، برأي عديد المختصين الذين يطلقون في كل مرة صافرات الإنذار لتجنب ارتفاع المنحى الوطني وبلوغه سقفا عاليا قد يدخل الأطقم الطبية في ضغط كبير يعيد إلى الأذهان سيناريوهات سابقة سجلت في الصائفة الماضية كانت تنبعث فيها رائحة الموت من كل مكان.

جيجيك: نوصي بجرعة رابعة لمن تجاوز تلقيحه 6 أشهر

وفي هذا السياق، أفاد البروفيسور رضا جيجيك عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا بالجزائر بأننا متوجهون لموجة خامسة تدريجيا فنحن في بداياتها، بعد نحو 6 أشهر من الاستقرار نشهد في شهر جويلية الجاري تفاقم الحالات وللتقليل من حدتها لابد من العودة إلى الإجراءات الوقائية “الكمامة والتباعد الجسدي وتعقيم الأيدي”، من أجل تجنب مرض الجميع دفعة واحدة.

وأفاد البروفيسور جيجيك بأن الفيروس المسيطر في الجزائر هو نفسه المسيطر في أوروبا ويتعلق الأمر بالمتحور الفرعي لأوميكرون “BA5” وفق ما أكدته تحاليل معهد باستور، فرغم بساطته إلاّ أنّه قد يتسبب في وفيات تتعلق بتعقيدات الفيروس وليس الفيروس نفسه وهي حالات لا تخيف-علميا- لأنها موجودة حتى في الأنفلونزا الموسمية التي تقتل هي الأخرى.

ويشير المختص إلى أن من أهم خصائصه سرعة الانتشار التي تزيد عن سابقه وأقل ضراوة من المتحوّر الأصلي يمس الجهاز التنفسي العلوي “الأنف والحنجرة” ولا يمتد إلى القصبات الهوائية، أما أعراضه فهي الصداع وسيلان الأنف والحمى آلام المفاصل، حيث تستمر تلك الأعراض من 5 إلى 7 أيام ويتعافى بعدها الشخص.

وركّز المتحدث على أهمية تحاليل الكشف لتأكيد الإصابة عن طريق المضاد الجيني، فقد لاحظنا تناسي وإغفال هذا الإجراء الذي كان يقدم نظرة عن الإصابات الحقيقية في الجزائر.

ولفت البروفيسور جيجيك الانتباه إلى مسألة أخرى تتعلق بتجدد الإصابة بالمتحور “BA5” بالنسبة لمن سبق لهم الإصابة في جانفي بالمتحوّر ذاته في سلالته “BA2” وهو ما يعني أن المناعة الطبيعية المشكلة لم تعد قوية بدليل ظهور المرض بعد 7 أشهر، وذلك بالنسبة للأشخاص غير الملقحين، مشيرا إلى مزايا التلقيح ومنافعه، حيث إنه يجعل الإصابة خفيفة وبسيطة.

ويتطلب تحقيق المناعة المرجوة من التلقيح 3 أسابيع على الأقل، فالإجراء وقائي وليس علاجيا.

وقال أيضا “تعودنا كل شهر جويلية تسجيل ارتفاع في الحصيلة مستحضرا ما حدث في جويلية 2021 وما يحدث الآن في جويلية 2022 وهو ما يعني -ربما – أننا نتوجه إلى فيروس كوفيد19 موسمي يسجل فترة أو فترتين في السنة بطريقة أخف تشبه الزكام قد لا ينتبه له الأشخاص.

قدمنا توصيات من أجل جرعة رابعة خاصة للأمراض المزمنة أو ممن تجاوز تلقيحهم 6 أشهر.

ملهاق: نتوجه تدريجيا نحو الموجة الخامسة إذا استمر التصاعد

بدوره أفاد الدكتور محمد ملهاق الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق في مخابر التحليلات بأن أعراض المتحوّر الجديد لأوميكرون أقل خطورة نسبيا من المتحوّر “دلتا” مشيرا إلى أن الاعتقاد بأن متحوّر “أوميكرون” غير خطير هو اعتقاد خاطئ.

وأكد ملهاق بأننا في بداية الموجة الخامسة ونسير فيها تدريجيا إذا استمر تصاعد منحنى الإصابات بوتيرة متزايدة والأيام المقبلة هي ما سيحدد ذلك، فقد سبق التحذير والإشارة إلى أننا في “هدنة” مع الوباء ولم نقض عليه نهائيا.

وأضاف الباحث أن كل المؤشرات والمعطيات العلمية “الداخلية والدولية” تؤكد بأننا نتجه نحو الموجة الخامسة، معلقا على تسجيل أول وفاة بكوفيد منذ 6 أشهر بالأمر الطبيعي الذي لا يجب أن يرعب المواطنين لأنه يتعلق حتما، بمضاعفات المرض على فئات هشة ضعيفة المناعة.

وأكد ملهاق أن تحديد درجة الفيروس يقاس بمعيار الخطورة والعناية المركزة والاستشفاء، حيث إن الأمر يخضع للمستوى المناعي للشخص، داعيا المواطنين إلى الوقاية والتلقيح خاصة أن 90 بالمئة من الوفيات غير ملقحة.

ويستند الباحث محمد ملهاق في رأيه إلى معطيات ودراسات علمية تؤكد بأن الفيروس سيتحول إلى لقاح موسمي يعمّر معنا لمدة أطول، كما أنّ الحماية والمناعة المكتسبة من التلقيح أعلى بكثير من المناعة الطبيعية عقب المرض التي تبقى غير مدروسة وترتبط بالشحنة الفيروسية، عكس اللقاح الذي حددت جرعته علميا ونسبة فعاليته.