الرأي

في‭ ‬سبيل‭ ‬جمهورية‭ ‬دستورية

الشروق أونلاين
  • 4761
  • 2

أخيرا انتهت المشاورات المتعلقة بما يسمى بالإصلاحات السياسية في الجزائر وأغلقت آلية بن صالح أبوابها وكأنها لم تفتحها أصلا في نطر الرأي العام والمتتبعين، لأنها مرت بنفس الطريقة والأساليب التي تمر بها جلسات الاستماع التي تعقد للوزراء والمسؤولين خلال كل شهر رمضان في رئاسة الجمهورية أو مثل اجتماعات الحكومة ومجلس الوزراء، أو قل أنها مرت كما تمر جلسات إثبات الملاءمة من عدمها بالنسبة للاستثمار في فتح المخابز الجديدة والمقاهي وبيع الأشرطة الغنائية… ولكن الجديد في هذه اللعبة الجديدة للنظام من أجل إعادة رسكلة نفسه وأجهزته وهيآته وأشخاصه هو أنها لعبت على المكشوف وتحت أعين الصحافة الوطنية وحتى الدولية، فمواقف الأحزاب والشخصيات التي تداولت على هيئة بن صالح معروفة لدى العام والخاص موقفا موقفا، ومعروف كذلك أنها تصب في أغلبيتها الساحقة في مطلب التغيير السياسي الجذري أو شبه الجذري مثل التخلي عن النظام الرئاسي والتحول كليا إلى النظام البرلماني وحصر الرئاسة في عهدتين للشخص الواحد وحل البرلمان وانتخاب مجلس تأسيسي وفتح مجال الإعلام السمعي البصري، وهذه أشياء ومطالب لا يتصور أن يقبل النظام بتحقيقها ولو بنسبة ضئيلة، ومن هنا يطرح السؤال عما بإمكانه أن يفعل أو كيف سيتصرف تجاه هذه المطالب المكشوفة والمعروفة لدى العام والخاص وكيف سيكون التقرير النهائي للاصلاحات الذي سيطرح أمام الناس، وهل سيحمل الاقتراحات الحقيقية التي طرحها المتداولون أمام لجنة بن صالح، أم سيعتمد نفس الأسلوب الذي اعتمد حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬وكما‭ ‬كان‭ ‬الشأن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للميثاق‭ ‬الوطني‭ ‬ومراجعة‭ ‬الدستور‭ ‬خلال‭ ‬عدة‭ ‬عقود‭..‬

مقالات ذات صلة