-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في‮ ‬ذكرى‮ ‬المؤامرة‮ ‬الكبرى

في‮ ‬ذكرى‮ ‬المؤامرة‮ ‬الكبرى

في مثل هذه الأيام من سنة 1948 وقعت المظلمة الكبرى في تاريخ البشرية، ونُفّذت المؤامرة العالمية في حق شعب صغير آمن، فاقتُلع من أرضه، وطُرد من دياره، وشُرد في أركان الأرض على مرأى ومسمع من العالم كله، ليُغرس في وطنه -فلسطين- كيان جُمع أفراده من أطراف الأرض، وأُطلق‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الكيان‮ ‬المرقّع‮ ‬الأجزاء،‮ ‬المختلف‮ ‬الألوان‮ ‬والأهواء،‮ ‬اسم‮ »‬دولة‮ ‬إسرائيل‮«.‬

  • لقد حيكت خيوط هذه المؤامرة العالمية القذرة في مدينة »بازل« السويسرية في سنة 1898، حيث حشر أربعة ومائتا ممثل لجمعيات صهيونية من جميع أصقاع الأرض، تحت رئاسة اليهودي الصهيوني تيودور هرتزل، ومكروا مكرهم الذي واطأهم عليه طغاة العالم وبغاته، حيث اتفق -لأول مرة- قادة‮ ‬الدين‮ ‬الصالب‮ ‬وقادة‮ ‬الدين‮ ‬المصلوب‮ ‬على‭ ‬هذا‮ ‬الشعب‮ ‬الصغير‮ ‬المغلوب‮.‬
  • إن‮ ‬الظالمين‮ ‬بعضهم‮ ‬أولياء‮ ‬بعض،‮ ‬يأمرون‮ ‬بالمنكر‮ ‬ويفعلونه،‮ ‬وينهون‮ ‬عن‮ ‬المعروف‮ ‬وينكرونه،‮ ‬ولذلك‮ ‬تنادى‮ ‬أولئك‮ ‬الظالمين‮ ‬من‮ ‬شتى‮ ‬أنحاء‮ ‬العالم‮ ‬إلى‭ ‬فلسطين‮ ‬للاحتفال‮ ‬بمرور‮ ‬ستين‮ ‬سنة‮ ‬على‭ ‬تجسيد‮ ‬جريمتهم‮.‬
  • وكان في مقدمة أولئك الظالمين جروج ولكر بوش، الذي وجد في هذا الكيان السرطاني، المسمى »دولة إسرائيل« شبيها بدولته -الولايات المتحدة الأمريكية- فكلتا الدولتين قامت على أرض انتزعت من أصحابها، وأعطيت للشذاذ.
  • كما‮ ‬كان‮ ‬في‮ ‬مقدمة‮ ‬مهنئي‮ ‬هذا‮ ‬الكيان‮ »‬بابا‮« ‬الفاتيكان،‮ ‬رغم‮ ‬إيمانه‮ ‬بأن‮ ‬اليهود‮ ‬قتلوا‮ ‬ربه،‮ ‬أو‮ ‬ابن‮ ‬ربه،‮ ‬وصلبوه،‮ ‬وهو‮ ‬يعلق‮ ‬في‮ ‬جِيده‮ ‬حبلا‮ ‬من‮ ‬مسد‮ ‬يحمل‮ ‬صليبا،‮ ‬إيمان‮ ‬بهذا‮ ‬الصلب،‮ ‬وتذكيرا‮ ‬به‮.‬
  • وقد تقيأ ذلك »الجورج« كلاما تلوَّث منه الماء والهواء، وولّت فِرارًا من نتانته الحيوانات العجماء، دل على انحطاط في الأخلاق بشيع، وسفول في السلوك السياسي وضيع، وجهل بتقلبات التاريخ وأدواره شنيع، حيث يصدق عليه قول الشاعر:
  • مَن‮ ‬لم‮ ‬يعِ‮ ‬التاريخَ‮ ‬في‮ ‬صدره‮    ‬لم‮ ‬يدرِ‮ ‬حُلوَ‮ ‬العيش‮ ‬من‮ ‬مُرِّه
  • وبالرغم مما تفوه به ذلك المغرور من كلمات تقطر سما، وتفوح حقدا على أمتنا الإسلامية، ممثلة في حماس، وحزب الله، وإيران، وسوريا، فإنني -والله- ما أبهت له، وما تألمت منه، وما كنت أنتظر منه غير ذلك، ولو تأملت منه قولا طيبا لكنت من المعتوهين، فأنا -بفضل الله- أحفظ ما جاء في كتاب ربنا في أمثال هذا الكنود الحقود، ومنه قوله -عز وجل-: »ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل إليكم من خير من ربكم«، وقوله -سبحانه-: »إن تمسسكم حسنة تسؤهم، وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها«، وقوله تعالى: »كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا‮ ‬فيكم‮ ‬إلاًّ‮ ‬ولا‮ ‬ذمة‮«.‬
  • ولكن الذي آلمتني، وأطار النوم من عيني، وأجّج النار في صدري هو أن ينتقل ذلك الطاغية العالمي، الذي ضجت من طغواه الأرض والسماء، من فلسطين إلى أرض الحرمين الشريفين، إمعانا في الاستهتار، ومبالغة في الاحتقار، ليجد القوم قد فرشوا له الزرابي، وأعدوا له الولائم، مما‮ ‬ذكرني‮ ‬بقول‮ ‬الشاعر‮ ‬معروف‮ ‬الرصافي‮:‬
  • قضوا‮ ‬أعاريب‮ ‬أقحاحًا‮ ‬وأعقبَهم‮   ‬خلفٌ‮ ‬هُمُ‮ ‬اليوم‮ ‬لا‮ ‬عربٌ‮ ‬ولا‮ ‬عجمُ
  • وبقول‮ ‬الشاعر‮ ‬اليمني‮ ‬عبد‮ ‬الله‮ ‬البردّوني،‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يمنعه‮ ‬فقدان‮ ‬بصره‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬يرى‮ ‬ببصيرته‮ ‬ما‮ ‬لا‮ ‬يراه‮ ‬ذوو‮ ‬العيون‮ ‬السليمة،‮ ‬وهو‮:‬
  • عروبة‮ ‬اليوم‮ ‬أخرى‮ ‬لا‮ ‬يَنِمُّ‮ ‬على‭ ‬‮  ‬وجودها‮ ‬اسمٌ،‮ ‬ولا‮ ‬لونٌ،‮ ‬ولا‮ ‬لقبُ‮ ‬
  • وآلمني أشد الألم أن ينتقل ذلك »البوش« -مرة أخرى- إلى أرض عربية، بل إلى »أم الدنيا« ليجد »كبيرها« وحرمه في استقباله بالأحضان الدافئة والورود الجميلة، مع ذلك فإن هذا »البوش« لم يقدر لمضيفه ذلك الاستقبال الحار، فأحرجه بما قاله في شرم الشيخ، ولم يعقب عليه، في حين سارع »هامَانه«، أبو الغيط، للاستئساد على الفلسطينيين العزل، محذرا لهم من الاقتراب من معبر رفح، قائلا: »سنكسر عظام كل من يقتحم معبر رفح«، علما أن الفلسطينيين لم يقتحموا معبر رفح للذهاب إلى شرم الشيخ للاستمتاع بمن تتمرغ على شواطئها من غواني، ولا لإشاعة الفواحش، ولا لاحتساء أم الخبائث، ولكن اقتحموه بحثا -بما لا يملكونه من دراهم معدودة- عن قليل من الغذاء، يقيمون به أصلابهم، ويصبّرون به صغارهم، وعن شيء من الدواء، يخففون به آلامهم، ويعالجون به أسقامهم.
  • لم تقم لليهود قائمة في فلسطين بسبب شجاعتهم، فهم أجبن خلق الله، حتى إنهم قالوا لموسى -عليه السلام- »اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون«، فهم أحرص الناس على حياة، وإن اضطروا إلى قتال لا يقاتلون إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، وما تشجُّعُهم في حروبهم مع الدول‮ ‬العربية‮ ‬إلا‮ ‬بسبب‮ ‬استيقانهم‮ ‬بأن‮ ‬وراءهم‮ ‬أمريكا،‮ ‬ومن‮ ‬يأتمر‮ ‬بأمرها‮ ‬من‮ ‬بقية‮ ‬الدول،‮ ‬وقد‮ ‬تأكد‮ ‬ذلك‮ ‬عدة‮ ‬مرات،‮ ‬حيث‮ ‬أمدتهم‮ ‬أمريكا‮ ‬بأحدث‮ ‬أنواع‮ ‬الأسلحة،‮ ‬وأشدها‮ ‬فتكا،‮ ‬خاصة‮ ‬الطيران‮.‬
  • فإن قال قائل منهم: إن ذلك المدد تعويض عن الفرق في العدد بين أبناء إسماعيل وبين أبناء إسرائيل، اقترحنا ما سبق للإمام محمد البشير الإبراهيمي أن اقترحه على الغربيين، حيث كتب يقول: »احشدوا إلى فلسطين جيشا من الصهيونيين من نبتِ الشرق أو من غرس الغرب، ولا نشترط إلا أن يكونوا صهيونيين، ونَكِلُ إليكم عدده، ونحشد نحن بإزائه جيشا من العرب، ولكم علينا أن يكون أقل من جيش اليهود عددا إلى الثلثين، على شريطة واحدة وهي أن يكون سلاح الفريقين متكافئا في أنواعه وأصنافه، وألوانه وأوصافه، ثم اضمنوا لنا البحر أن لا يقذف بمدد، ونضمن لكم الصحراء أن لا يتسرب منها أحد، ولتبقوا أنتم، ويهود العالم، وعرب العالم نظَّارة متفرجين، لا إعانة ولا إمداد، ولا هجرة ولا جهاد، ثم نفوّض إلى الجيشين حل المشكلة بالموت في ميقات يوم معلوم، فإن غلَب الصهيونيون سلمنا في فلسطين، وآمنا بالوطن القومي، وزدنا على ذلك تحية وسلاما، وتهنئة وإكرما، وإن غلَب العرب كان الجُعْلُ متواضعا يزينه الرجوع إلى الطبيعة وهو بقاء فلسطين عربية، تُظِلّ اليهود الأصلاء بالرعاية والحماية، وتُجلي اليهود الدخلاء الذين نجمعوا مع قرن الصهيونية، ودخلوا فلسطين، باسمها، وعلى صورتها ودعوتها، إنها -كما ترون- مقامرة تنطوي على مغامرة، وإن فيها لكثيرا من المحاباة لليهود، ومع ذلك فقد رضينا ورضي العرب.. أقولها وأنا مسلم، والمسلمون يسعى بذمتهم أدناهم، وعربي، والعرب هم الذين وضعوا كلمة الشرف للعالم وأفهموه معناها« (البصائر ع 30 في 5 أفريل 1948).
  • وقد تحداهم الإمام الإبراهيمي، فقال: »فإن لم تفعلوا -ولن تفعلوا- فاعلموا أن أشنع ما يسجله التاريخ تألب أمم على أمة، وانتصار أقوياء لباطل، وإن أقبح ما تقع عليه العيون جانٍ يتجنى، وظالم يتظلم« (المصدر نفسه).
  • ومن شك في مقامرة الإمام الإبراهيمي فليتذكر ما فعلته الفئة القليلة من حزب الله في عام 2006 بذلك الجيش الصهيوني العرمرم، المدجج بأحدث أنواع الأسلحة الأمريكية، المزودة بأدق الصور عن مواقع مجاهدي حزب الله التي زودته بها الإدارة الأمريكية، ولولا الطيران الصهيوني‮ ‬لأصبح‮ ‬ذلك‮ ‬الجيش‮ ‬المعدود‮ ‬من‮ ‬أقوى‭ ‬الجيوش‮ ‬العالمية‮ ‬هُزْءَ‮ ‬الهازئين،‮ ‬وسُخرية‮ ‬الساخرين،‮ ‬ولضُرب‮ ‬به‮ ‬المثل‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬بعد‮ ‬الجيش‮ ‬الفرنسي‮.‬
  • إنه‮ ‬ما‮ ‬أقام‮ ‬هذا‮ ‬الكيان‮ ‬الصهيوني‮ ‬في‮ ‬فلسطين‮ ‬إلا‮ ‬أمران‮ ‬اثنان‮:‬
  • أولا‮: ‬اتفاق‮ ‬الاستكبار‮ ‬العالمي‮ ‬ممثلا‮ ‬في‮ ‬الولايات‮ ‬المتحدة،‮ ‬والاتحاد‮ ‬السوفياتي،‮ ‬والدول‮ ‬الأوروبية‮ ‬على‮ ‬إقامة‮ ‬هذا‮ ‬الكيان،‮ ‬ذلك‮ ‬لتحقيق‮ ‬هدفين‮ ‬هما‮:‬
  • *) تمزيق الوطن العربي والعالم الإسلامي بإنشاء هذا الكيان الذي »يباعد بين أجزاء الإسلام لئلا تلتئم، ويقطع أوصال العروبة كيلا تلتحم(1)«، ثم جعل هذا الكيان قاعدة دائمة ومتقدمة للغرب تمكنه -لأطول فترة ممكنة- من السيطرة على هذه المنطقة المسماة »محور التاريخ«.
  • *) التخلص من اليهود الذين كان يطلق عليهم مصطلح »جراد أوروبا«، حيث كانت المسألة اليهودية في صلب الاهتمام الأوروبي، بسبب العداء الديني بين الفريقين، وبسبب سوء أخلاق اليهود، وقد أدى ذلك كله إلى ارتكاب عدة مجازر ضد اليهود، ما جعل كثيرا منهم يفرون إلى المغرب العربي،‮ ‬إلى‮ ‬الأجزاء‮ ‬الأخرى‭ ‬من‮ ‬الدولة‮ ‬العثمانية،‮ ‬وإلى‭ ‬العالم‮ ‬الجديد‮.‬
  • ثانيا: خيانة حكام العرب: حيث كانوا »للغرب مطايا ذُلُلا، وأدِلة أذِلَّة«، فاتخذهم آلات وصنائع يضمن بها مصالحه، ويحقق بها أهدافه، وما تزال دار لقمان على حالها، بل ربما كان بعض حكم الأمس أفضل من أكثر حكام اليوم، الذين لا يهمهم إلا البقاء في الحكم ولو على حساب‮ »‬شرفهم‮« ‬و‮»‬كرامتهم‮«‬،‮ ‬ولا‮ ‬أتحدث‮ ‬عن‮ ‬شرف‮ ‬أوطانهم‮ ‬فهم‮ ‬أول‮ ‬الدائسين‮ ‬عليه،‮ ‬ولا‮ ‬أتكلم‮ ‬عن‮ ‬كرامة‮ ‬شعوبه‮ ‬فهم‮ ‬أول‮ ‬العابثين‮ ‬بها‮.‬
  • وأكتفي بضرب مثل واحد على خيانة أولئك الحكام، وهو أن الجيش الأدرني عندما دخل حرب سنة 1948، كان يشرف على وحداته 48 ضابطا إنجليزيا كبيرا، يدينون بالولاء لبلدهم إنجلترا (3)، ويمالئون الصهاينة، إن لم يكن أكثرهم من الصهاينة، ولم يكن فيه إلا خمسة ضباط عرب، لا لعدم‮ ‬وجود‮ ‬ضباط‮ ‬عرب،‮ ‬ولكن‮ ‬لأن‮ ‬بريطانيا‮ ‬ووكيلها‮ ‬في‮ ‬الأردن‮ »‬الملك‮« ‬عبد‮ ‬الله،‮ ‬الذي‮ ‬سماه‮ ‬الإمام‮ ‬الإبراهيمي‮ »‬الباشاغا‮« ‬عبد‮ ‬الله،‮ ‬وقرينه‮ ‬من‮ ‬شياطين‮ ‬الإنس‮ ‬جْلُوبْ‮ ‬باشا‮ ‬أرادوا‮ ‬ذلك‮.‬
  • لقد ابتلى الله العرب والمسلمين بمحنة فلسطين ليعلم الخبيث من الطيب، وقد تبين خبيثنا، وهم هؤلاء الذين خانوا الله والرسول والمؤمنين، وألقوا بالمودة لأعداء الإسلام والمسلمين، واتخذوهم أولياء، وشَرَوا فلسطين بثمن بخس، ويبنون بكل ريع آية يعبثون، كما تبين طيبنا، وهم‮ ‬هؤلاء‭ ‬المجاهدون‮ ‬الصابرون‮ ‬المرابطون‮ ‬في‮ ‬غزة،‮ ‬والضفة،‮ ‬وفلسطين‮ ‬المحتلة‮ ‬في‮ ‬1948،‮ ‬وجنوب‮ ‬لبنان،‮ ‬وجميع‮ ‬الرافضين‮ ‬للمخطط‮ ‬الأمريكي‮ ‬والأوروبي‮ ‬في‮ ‬عالمنا‮ ‬الإسلامي‮.‬
  • إن أولى الناس بفلسطين، وأحق شعب بالحياة هو هذا الشعب الفلسطيني الأبي، والقليل العدد، العديم العُدَد والمدد، الذي تحالف عليه بغاة العالم وطغاته، وتكالب عليه القريب قبل الغريب، ومع ذلك يأبى أن يعطي الدنية في دينه، وعرضه أو يساوم على وطنه.
  • لقد‮ ‬أكرم‮ ‬الله‮ ‬هذا‮ ‬الشعب‮ ‬الفلسطيني‮ ‬إذ‮ ‬ابتلاه‮ ‬بأكبر‮ ‬مؤامرة‮ ‬عالمية،‮ ‬وسيكرمه‮ ‬عما‮ ‬قريب،‮ ‬إذ‮ ‬سيجعل‮ ‬على‮ ‬أيدي‮ ‬مجاهديه‮ ‬نهاية‮ ‬الحلم‮ ‬الصهيوني،‮ ‬وسيتحرر‮ ‬بفضل‮ ‬جهاده‮ ‬المسجد‮ ‬الأقصى،‮ ‬كما‮ ‬حرر‮ ‬أول‮ ‬مرة،‮ ‬فـ‮:‬
  • المسجد‮ ‬الأقصى‮ ‬له‮ ‬عادة‮    ‬سارت،‮ ‬فصارت‮ ‬مثلا‮ ‬سائرا
  • إذا‮ ‬غدا‮ ‬للكفر‮ ‬مستوطنًا‮   ‬أن‮ ‬يبعث‮ ‬الله‮ ‬له‮ ‬ناصرا‮ ‬
  • فناصِرٌ‮ ‬طهّره‮ ‬أولا‮  ‬وناصِرٌ‮ ‬طهّره‮ ‬آخرا
  • إن احتفالات اليهود وأوليائهم من »العرب« والعجم بمرور ستين سنة على اغتصاب فلسطين، ذكرتني بالاحتفالات التي أقامتها فرنسا في سنة 1930 بمرور قرن على احتلالها للجزائر، فكانت تلك الاحتفالات هي بداية العد التنازلي لنهاية الحلم الفرنسي في الجزائر، وستكون -إن شاء الله‭-‬‮ ‬هذه‮ ‬الاحتفالات‮ ‬الصهيونية‮ ‬كأختها‮ ‬الفرنسية‮.‬
  • ولا يعرّنكم تقلب اليهود في فلسطين، متاع قليل، ثم يلقون غيا، فقد تقلب فيها قبلهم الصليبيون سنين عددا، ثم ولوا مدبرين، وتقلب الفرنسيون في الجزائر قرنا وثلثه ثم أخذتهم الصيحة، وإن اليهود وأوليائهم لم يتخذوا عند الله عهدا أن يكونوا بِدعًا من الظالمين.
  • إن الصراع في فلسطين ليس صراع أيام، ولكنه صراع أعوام، وهو ليس صراع شهور، ولكنه صراع عصور، فليضحك الصهاينة، وأولياءهم قليلا، فسيأتي اليوم الذي يبكون فيه كثيرا، ولن يجدوا منا رحمة، لأنهم لم يتركوا في قلوبنا مثقال ذرة من رحمة نحوهم.
  • أما أنتم يا إخوتي المرابطين في فلسطين فإنني أتصور ما تكابدونه، وأعلم أن هذه الكلمات وهي نفثة مصدورء لن تجلب لكم نفعا، ولن تدفع عنكم نقعا، ولكنني -وربي- آلم كما تألمون، وأرجو من الله ما ترجون، وأستيقن نصره الذي وعد كما تستيقنون، وهو معكم، ولن يتركم أعمالكم وجهادكم،‮ ‬فاصبروا،‮ ‬وصابروا،‮ ‬ورابطوا‮ ‬فإنكم‮ ‬منتصرون،‮ ‬ذلك‮ ‬وعد‮ ‬الله،‮ ‬وهو‮ ‬وعد‮ ‬غير‮ ‬مكذوب،‮ ‬ولعنات‮ ‬الله‮ ‬على‭ ‬كل‮ ‬خوان‮ ‬أثيم‮.‬
  •  
  • ‭*‬‮ ‬الدين‮ ‬الصالب‮ ‬هو‮ ‬اليهودية،‮ ‬والمصلوب‮ ‬هو‮ ‬المسيحية،‮ ‬حيث‮ ‬يزعم‮ ‬الجميع‮ ‬أن‮ ‬المسيح‮ ‬ـ‮ ‬عليه‮ ‬السلام‮ ‬ـ‮ ‬صُلب‮ ‬
  • 1‮) ‬آثار‮ ‬الإمام‮ ‬الإبراهيمي،‮ ‬ط‮. ‬دار‮ ‬الغرب‮ ‬الإسلامي‮ ‬ج3‮ ‬ص‮ ‬438‮.‬
  • 2‮) ‬أحمد‮ ‬حسن‮ ‬الزيات‮: ‬وحي‮ ‬الرسالة‮ ‬ج1‮. ‬ص‮ ‬113
  • 3‮) ‬انظر‮ ‬أسماء‮ ‬أولئك‮ ‬الضباط‮ ‬ومهماتهم‮ ‬في‮: ‬صالح‮ ‬مسعود‮ ‬أبو‮ ‬يصير‮: ‬جهاد‮ ‬شعب‮ ‬فلسطين‮. ‬بيروت،‮ ‬دار‮ ‬الفتح‮. ‬ص‮ ‬393‮ ‬ـ‮ ‬394‮.‬
  •  
  •  
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!