-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في خدمة الدّولة أم السّلطة!

في خدمة الدّولة أم السّلطة!

يبدو أن الحركية السياسية التي تسبب فيه نواب التكتل الأخضر ومجموعة الأحزاب التي تكتلت وأسست ما أطلقت عليه بالبرلمان الشعبي أقلقت البعض وجعلته يمتعض من هذا التعدد والتضارب في الاتجاهات والمواقف، لدرجة أن بعض التصريحات وضعت ذلك في خانة المساس باستقرار البلاد وأمنها.

في بلدان صغيرة يشتبك النواب بالأحذية وتنشب معارك بينهم وبين الوزراء لأن الأمر يتعلق بمصالح الشعب الذي انتخب هؤلاء بينما يريدونه في الجزائر برلمانا شكليا يسهر على تمرير مشاريع الحكومة وقراراتها بلا “مشاكل” لدرجة أصبح النائب البرلماني محل سخرية وتندر لأنه “ڤراڤوزيتحرك بما يمليه عليه المتحكمون في اللعبة السياسية.

من حق نواب التّكتّل الأخضر حمل اللاّفتات الحمراء، ومن حق أحزاب المعارضة الأخرى الاحتجاج بالطّريقة التي تراها مناسبة على نتائج الانتخابات، لأنها وبلغة الأرقام مجحفة في حقهم على اعتبار عدد الأصوات الكبير التي حصلوا عليها في مقابل العدد القليل من المقاعد في المجلس الشعبي الوطني.

المشكلة في الجزائر أننا أنتجنا نوعا خاصا من الممارسة السياسية، هذا النوع لا يعترف بالرأي المخالف ويرى في كل من ينتقد ويعارض بأنه يستهدف الدولة، بينما الذين “تفّهوا” البرلمان وأفرغوه من محتواه هم الذين استهدفوا الدولة لأنهم أضعفوا أهم مؤسساتها وحولوها إلى مجرد هيكل بلا روح.

الذين يعتقدون أن خدمة الدولة تكون بالانشقاق من أحزابهم والهرولة نحو السلطة مع أول إشارة، والذين يزكّون مشاريع السّلطة قبل أن تصل إلى البرلمان، والذين لا يفرقون بين السّلطة والدّولة هم من يستهدف الدّولة لا أولئك الذين ينتقدون السّلطة ويعارضون مشاريعها سلميا.

لقد استقال الشعب الجزائري من ممارسة السياسة منذ عشر سنوات، لأنه كان يرى ممثليه في البرلمان عاجزين عن فعل شيء للدفاع عن مصالحه وحمل همومه، ويبدو أن هذه الاستقالة لا زال مفعولها جار في ظل برلمان نصفه موالاة بلا وعي، وربعه معارضة بلا تأثير، والربع الآخر مذبذب في الاتجاهات والمواقف لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • عبد العزيز

    ان كان الامر كذالك فلما كل هذه الغرف والانتخابات فليحكم الحاكم بامره وليكف بيت المال شر التبذير

  • ABDOU. BIS

    الدولةليست السلطةوالسلطة لم تكون يوما ماهي الدولة.فالدولة عبارة عن مجموعةمؤسسات قائمة تخدم للمصلحة العامة في البلاد و لصالح كل العباد من دون تمييز بين ابناء الشعب الواحد ضمن اطار القوانين و النظم المسيرة لتلك البلاد اما السلطةفهي نظام يشكله مجموعةمن الناس يستخدم امكانات الدولةلصالح سياساتهم لتحقيق اغراضهم وتصفية معارضيهم سياسيا بكل الطرق الممكنة بمافي ذلك القوةوالقانون للدولةوالتي هي ملك الشعب لصالح السلطة المتسلطة لنيل من الشعب الذي هو اساس القرارا لتسيير مؤسسات الدولةوليس زمر السلطة من يقرر.

  • عميرة م

    الاختلاف رحمة لاجدال فيه بالبناء والفعالية وتلاقح الافكار الزبد للاحتكام والتنوير . وليس بخض الماء للحصول على الرغوة..

  • Algerien

    خدمة السلطة هي خدمة الدولة، فالدولة ليست ارض و تاريخ و شعب بل هي السلطة ايضا و لهذه الاخيرة اهمية قصوى في الحفاظ على إستمرارية الدولة و إستقلالها وسيادتها؛ و بالتالي يجب على الجميع تسخير انفسهم و الامتثال لكل ما ياتي من السلطة خدمة للمصلحة العليا للدولة.

  • أبو طارق

    إكتشاف رهيب يا صاحب التعليق رقم 1
    بالله عليك ضع هذا الدماغ العبقري الذي به إكتشفت التناقض في خدمة السلطة عفوا الدولة
    ...... مجرد إقتراح لا تغضب..... فلقد دعوت لك بالخير في ظهر الغيب

  • حر من مسيلة

    يبدو أن السيد غول بلغ مرحلة متقدمة من الغرور و الهذيان !!! فأصبح لا يفرق بين الدولة و السلطة !!!

  • جزائرية

    اللهم انصر ووفق كل من يريد للجزائر الخير ولشعبها الرقي والازدهار والعزة واخذل كل من يريد تحقيق مصالحه على حساب وطنه وشعبه

  • بدون اسم

    هناك تناقض، فإذا كان تكتلا أخضر فلم يحمل لافتات حمراء؟ لم لا يحمل لافتات خضراء؟ لم لا يغير الإسم إلى التكتل الأحمر ؟