الرأي

في سورية..كبكب الله صواريخهم

صالح عوض
  • 2315
  • 9
أرشيف

عدوان ثلاثي بقيادة فرنسا وبريطانيا وأمريكا على سورية.. وذلك بعد أيام قليلة على هجوم الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع سورية فماذا يريد الغربيون؟ وعن ماذا تعبر هذه الحملة الغربية على سورية في هذه المرحلة بالذات؟
إن سورية تفتدي الأمة كلها بخيرة أبنائها وبأمنها واستقرارها لكي لايمر المشروع “الأمريكصهوني” في المنطقة.. ولقد استطاعت أن تنال درجة القيادة بامتياز في معركة الوجود في مطاولة العدوان الكوني، وتمكنت من استعادة ألق بلاد الشام وبركتها في مواجهة ظلام الغرب وجريمته.
في الانطباع الأول يمكن الإشارة إلى حالة الإحباط الكبيرة التي تنتاب البيت الأبيض الأمريكي والبنتاغون جراء ما حصل أثناء الهجوم الأمريكي على سورية.. فلقد كانت الحملة الأمريكية الغربية تريد توجيه ضربة موجعة للمؤسسات الحيوية العسكرية والعلمية والسيادية في سورية، وجندت لذلك أكثر من 100 صاروخ مجنح وصواريخ جو أرض، وتم استهداف المنشآت السورية من قبل سفينتين أمريكيتين من البحر الأحمر وطائرات تكتيكية فوق البحر المتوسط وقاذفات “بي-1 بي” من منطقة التنف، ولم يسفر الهجوم إلا عن إصابة 3 أشخاص وهم المدنيون الذين أصابهم صاروخ تمكنت وسائط الدفاع الجوي السوري من تغيير اتجاهه لكي لا يصل إلى مطار عسكري قرب حمص.
71 صاروخا أمريكيا تم تدميرها في الجو، قبل أن تصل أهدافها وكانت هذه ضربة حقيقية للتقنية العسكرية الأمريكية، وأصبحت كل الأماكن الحيوية في مأمن من صواريخ أمريكا وهذا في حد ذاته يعتبر الانتصار الكبير الذي تحققه سورية في معركة الوجود.
استطاع الجيش السوري أن يعيد الثقة للجيوش العربية المقهورة إنه بإمكانها التصدي لصواريخ أمريكا واستطاع من خلال تطويره للأسلحة التقليدية أن ينتج صواريخ قادرة على إسقاط طائرة إسرائيلية متطورة وإسقاط أكثر من سبعين صاروخ تاماهوك بالغة التطور.. وهذا هو الانتصار الكبير الذي تحققه سورية.
وكما أن العملية العسكرية الأمريكية حققت فشلا ذريعا للعسكرية الأمريكية فإنها منحت سورية فضاء واسعا من الإسناد العربي والدولي وأحرار العالم حتى إن المواطنين الأمريكان انبعثوا اليوم في مظاهرات في واشنطن ضد العدوان الأمريكي، وفي الوقت نفسه أسقطت كل المقولات السابقة التي تدثرت بحقوق الإنسان والديمقراطية في محاربة الدولة السورية.. وهاهي دول الولاء مع الأمريكان تعلن تأييدها للعدوان الأمريكي كما جاء في تصريحات قطرية وسعودية أيدت تأييدا كاملا على حسب وصفها الهجوم الأمريكي.
كبكب الله صواريخهم عندما استيقظ الرجال الأشاوس في مرابض المدفعية والصواريخ متأهبين للعدوان الأمريكي فكان قدر الله باللطف على سورية والتصدي لطائرات أمريكا المجنحة ليكون الانتصار الأبلغ والأدق والأعمق دلالة.. كبكب الله صواريخهم ولم يعد البيت الأبيض بعد الآن يستطيع أن يقرر مصير بلداننا.
اليوم هو فاصل بين مرحلتين.. سورية اليوم ليست هي ما قبل سبع سنوات.. التردد السوري السابق تبخر مع لهيب المعارك، والتيبّس السوري السابق تفجر، وأصبحت سورية دولة عربية حرة القرار والسيادة كما لا تتمتع دولة أخرى.. واستطاعت سورية أن تستفيد من الدرس العراقي تماما عندما وسعت دائرة حلفاءها ونشطت كل فعاليات مقاومتها واستطاعت رغم محدودية قوّتها بالنسبة للعراق أن تطيل أيام الحرب مع أدوات أمريكا، وها هي تواجه أمريكا بقوة جيشها وخبرتها وبقوة حلفائها وأصدقائها، وهي الأن في مرحلة الانتصار على المجموعات المسلحة وعلى إرادة دول التخريب العربي وعلى الإرادة الأمريكية، إنما هي تؤكد للجميع أن زمنا قادما آت بنصر عزيز لفلسطين ومنعة حقيقية للأمة في مواجهة الغربيين الاستعماريين..

مقالات ذات صلة