-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في مدينة عين امليلة

في مدينة عين امليلة

في يوم الخميس الماضي توجَّهْتُ تلقاء مدينة عين امليلة المجاهدة تلبية لدعوة كريمة من فضيلة إمام “مسجد الصحابة” رضي الله عنهم، واللجنة المساعِدة له في تسيير هذا “المسجد المُرَكَّب”، لأنه مسجد رَحْبٌ يضم عدة مصالح تـتميز بالسعة والجمال، وهو أبرز مَعْلَمٍ ديني، ثقافي، عمراني.. في هذه المدينة، بل في ولاية “أم البواقي”، ولم أَرَ مثله فيما تشرفتُ بزيارته من مساجد في الجزائر، والفضل في ذلك يعود بعد الله –عز وجل- إلى فضيلة الإمام، المندمج مع الناس، الدال على الخير، الفعال للمعروف، مما أكسبه ثقة الناس واحترامهم، وهذا ما يفتقده كثيرٌ من الأئمة الذين عرفتهم.

وصلْتُ المدينة قبيل العصر فتوَجَّهْتُ صحبة السيد الإمام إلى “مسجد أول نوفمبر”، وقبيل الصلاة طُلِبَ مني إلقاءُ كلمةٍ، فَدَنْدَنْتُ حول معنى حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- القائل لا تدخلون الجنة إلا بالإيمان والحُبِّ في الله.. ثم زرنا “المسجد العتيق” الذي زاره الإمام المرتضى عبد الحميد ابن باديس.

وبين العِشَاءَيْن تشرفت بإلقاء درس في المسجد الصَّرْح “مسجد الصحابة” الذي ذكّرني اسمُه بكتاب لأحد علماء الجزائر، الشيخ محمد العربي التّبَّاني: “دَرْءُ السَّحَابَة في الرَّدِ على مَنْ سَبَّ الصحابة”، وهم طائفة تزعم أنها هي “المؤمنة” وهي قائمة على لَعْنِ صحابة رسول الله وأزواجه أمهاتنا، رضي اللهُ عنهم وعنهن، وكان موضوع الدرس الذي اقترحه فضيلة الإمام هو “عوامل تمتين الوحدة الوطنية” الحريص عليها حتى ظننت أنه يؤمن ببيت الشعر القائل:

سلامٌ على كُفْرٍ يُوحِّد بيننا    وأهلا وسهلاً بعده بجهَنّمِ

فالذين يرون أن التفرق الديني والعرقي واللغوي “قوة” هم “من الدَّواب” الذين لا يعقلون، فلا قوة حقيقية إلاّ في الوحدة، وأهمها الوحدة الدينية، والحمد لله الذي أنعم على الجزائريين بهذه الوحدة التي يعمل “جنود إبليس” لتمزيقها بدَعْوَى أن “الاختلاف بجميع أنواعه قوة”، وهو عين الضعف والاندثار، وعين السَّفَاهَةِ والاستحمار.

وفي صباح الجمعة زرتُ صحبة السيد الإمام “مدرسة العرفان” التي أَدارها في فترةٍ الشاعرُ الصالح المصلح محمد العيد آل خليفة، وكان من معلميها الشيخ محمد ابن العابد الجَلاَّلي، الذي وَسَّمَه الإمام ابن باديس بوصف “المعلم المثالي”. ورغم أن اليوم كان يوم جمعة فقد جاء السيد مدير المدرسة من مكان بعيد وفتح لنا المدرسة فتجوّلنا في بعض جوانبها، ومنها مكتب الشيخ محمد العيد. والمدرسة مزيَّنة بحكم جليلة في لغة جميلة.

ومن مدرسة العرفان توجهنا إلى منزل “آل ابن مهيدي” حيث وُلد المجَاهِدَانِ الشهيدان محمد العربي الذي لا يشبهه من الشهداء إلا قليل، حتى سمّاه الأعداء الفرنسيون “قاهر الألم”، وأخوه محمد الطاهر.. وتشرفت بأداء فريضة الجمعة في مسجد”الإمام محمد البشير الإبراهيمي” بمدينة عين كرشة، وهو مسجدٌ واسع مما يدل على كرم أهل المنطقة الذين ينفقون على بيوت الله، فتبدو أكبر وأفخم… ثم رجعنا إلى “المدرسة القرآنية” الواسعة والجميلة فَذَكَّرْتُ في قاعة المحاضرات فيها بأخطار “التنصير” على وحدتنا الدينية والوطنية، وَوُجُوبِ التصدي له بكل الوسائل العلمية والمادية.. وكانت نهاية اليوم درساً بين العشاءين في مسجد أبي بكر الصديق، رضي الله عنه.

وفي صباح يوم السبت توجهتُ إلى مدينة المسيلة لحضور فعاليات اليوم العالمي للغة العربية، وتوعية مَن لا يحتاجون إلى توعية في مساندة مجاهدي غزة وفلسطين وإعانتهم، وتكريم الفائزين في عدة مسابقات؛ في الشعر، والقصة، وأنشطة أخرى، وذلك في قاعة المكتبة الرئيسة بإشراف السيد مدير الثقافة في الولاية والسيد رئيس شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الآمرة بكل خيرٍ، الفعَّالة له ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!