-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في نقد السلفية والصوفية والإخوانية المعاصرة

محمد بوالروايح
  • 1987
  • 0
في نقد السلفية والصوفية والإخوانية المعاصرة

تبدأ الدعوات الدينية صفية نقية، ثم سرعان ما تكدرها الأهواء فتفسد طبيعتها وتحيد بها عن مسارها فتختل بنيتها وتهتز صورتها. لقد قامت الدعوة الإسلامية في العصر النبوي والتابعي على مبدأ “لست علبهم بمسيطر” فمن شاء دخلها ومن شاء رفضها واعتزلها، فرغم مظاهر الظلم التي طالت الدعوة النبوية إلا أنه كان يعامل خصومه وفق التوجيه القرآني: “ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى”. كان النبي صلى الله عليه وسلم مثالا للاستقامة ورمزا للعدل والمعاملة الإنسانية، وهذا ما شهد به “مايكل هارت” صاحب كتاب “الخالدون مائة أعظمهم محمد”، فقد شهد مايكل هارت بأن من أسباب نجاح دعوة نبي الإسلام هو تأسيسه للمنظومة الأخلاقية قبل تأسيس، الدولة فكان محمد صلى الله عليه وسلم بذلك قائدا إنسانيا عظيما تفوق على كل الزعماء التاريخيين الذين فشل أكثرهم في امتحان الزعامة لأنهم كانوا حريصين على إفناء الآخر بكل الوسائل وساموا مخالفيهم سوء العذاب وأسسوا امبراطوريات على أشلاء القتلى وادعوا بعد ذلك أنهم رواد وبناة حضارة.

وسارت الدعوة الإسلامية في عصر الصحابة والتابعين على هدي من الكتاب والسنة واستمر هذا إلى نهاية العصور الذهبية الثلاثة كما جاء في الحديث: “خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، فلما انقضت هذه المرحلة المباركة طفقت مظاهر الانحراف تدب في الدعوة الإسلامية وظهر على الساحة الدعوية دعاة يواظبون على قيام الليل ولكنهم لا يتورعون في استحلال دماء المسلمين وترويع الآمنين في جنح الليل، وتردت الدعوة الإسلامية أكثر بظهور حركات جهادية تكفر المجتمع وتكفر الجميع وتدعي لنفسها العصمة ووقع المجتمع الإسلامي في حيص بيص وأمر مريج وكثر الهرج والتهريج.

إن المتأمل في واقع الدعوة الإسلامية المعاصرة يجد عجبا فقد تخلت هذه الدعوة أو كادت عن المرجعية الإسلامية أو خلطتها بمرجعيات لا تمت إلى الإسلام بصلة ففشلت فشلا ذريعا لأنها أرادت الجمع بين الهداية الربانية والديمقراطية الزائفة وهو جمع متعذر لأنه جمع بين الأضداد. ينطبق هذا الكلام على الدعوات الإسلامية التي فضلت دخول المعترك السياسي لإيمانها بأن الدين سياسة والسياسة دين وبأن الفصل بينهما يعني اتهام الإسلام بالانعزالية وإقامة الدين والغفلة عن إقامة الدنيا، كما ينطبق هذا الكلام على الدعوات الإسلامية التي ابتعدت عن معترك السياسة ولكنها استوت مع سابقتها في إبهات صورة الإسلام والحيد عن هدي السنة.

إن الدعوة الإسلامية المعاصرة بحاجة إلى مراجعة عميقة، ولا يكون لهذه المراجعة معنى إلا إذا عرضناها على ميزان الكتاب والسنة وقارنا صورتها الحالية بصورتها في مرحلة التأسيس، وقد اخترت ثلاثة نماذج دعوية لأنها الغالبة على الساحة الإسلامية وهي الدعوة السلفية والدعوة الصوفية والدعوة الإخوانية.

أولا: في نقد السلفية

  • من سلفية “الولاية الإيمانية” إلى سلفية “الولاية المذهبية”:

إن السلفية الحقة هي السلفية التي يقوم ميثاقها الدعوي على إقرار الولاية الإيمانية التي يشير إليها قوله تعالى: “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر”، وما تقتضيه هذه الولاية من واجب التناصح والتسامح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واعتبار المسلمين جماعة واحدة تجمعها عقيدة التوحيد وتميزها الوحدة بين أعضائها على اخنلاف مذاهبهم ومشاربهم.

تبدو السلفية المعاصرة جماعة معزولة لأنها تعتقد أنها الجماعة الناجية وأنها على هدي الكتاب والسنة وأما ما عداها فتيارات صوفية ضالة أو فكرية شاذة لا تلتقي مرجعيتها مع الكتاب والسنة، وبالتالي فإنها تعامل معاملة الفرق الضالة ولو ادعت الإسلام وزعمت الانتساب إلى السنة. تعني السلفية ببساطة اتباع الكتاب والسنة واتباع السلف الصالح وهذا الوصف ليس خاصا بجماعة السلفيين بل هو وصف لكل المسلمين، فلا أتصور مسلما موحدا-إلا من سفه نفسه- ينأى بنفسه عن الكتاب والسنة أو يحيد عن منهج السلف الصالح. تجد في كتابات السلفيين تحيزا لافتا للنظر إلى الجماعة المذهبية على حساب الجماعة الإيمانية وهذه من مساوئ السلفية التي أغرت بها غيرها فنعتوها بأقبح النعوت وعدوها جماعة”كهفية” لا تتعايش مع محيطها ويمكن لأي مطلع على كتابات وخطابات هذه الجماعة أن يدرك هذه الحقيقة التي انتهينا إليها من دراستنا لما يمكن تسميته “الظاهرة السلفية”. لقد تجدّد السلوك الانعزالي لجماعة واصل بن عطاء في الجماعة السلفية، فهي جماعة قليلة الارتباط مع الجماعات الإسلامية الأخرى إلا ما كان من جنسها ويدعو بدعوتها ويتبع منهجها، فكل المسلمين في نظر أكثر السلفيين خارجون عن جادة الكتاب والسنة إلا من تدارك منهم نفسه وراجع أفكاره ووضع بده في يد الفرقة الناجية. لقد انقسم التيار السلفي إلى “سلفيات” كثيرة بعضها سلك منهجا علميا فسمي ” السلفية العلمية”، وبعضها جمد على أقوال وفتاوى شيوخ السلفية فسمي “السلفية المشيخية” وبعضها نحا منحى خطيرا مخالفا للكتاب والسنة فسمي ” السلفية الجهادية”. ليس كل السلفية مستهجنة أو انعزالية وليس كل السلفيين على هذا الشكل فبعضهم لديه سعة نظر ورحابة صدر وقد لمست هذا في أقوال بعض مشايخ السلفية ممن علموا حقيقة الانتساب إلى السلف الصالح فعملوا.لقد تعرضت السلفية لهجوم عريض من خصومها وفيما كتبه هؤلاء عن السلفية ما يؤخذ وما يرد لأنه رغم اختلافنا مع إخواننا السلفيين إلا أننا لا نتخذ من هذا الاختلاف مطية للطعن فيهم والتهوين من شأنهم فمن السلفيين قوم كرام وعلماء عظام لا يشق لهم غبار.

  • من سلفية عصمة النص إلى سلفية عصمة الشيخ:

نتفق مع إخواننا السلفيين في القول بعصمة نصوص الكتاب والسنة لأنهما وحي إلهي منزل والوحي المنزل لا بعتريه الزلل، فقد قال الله تعالى عن القرآن الكريم: “كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد”، وقال عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: “وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى”. إننا نقف مع إخواننا السلفيين ضد الدعوات المسمومة والحملات المغرضة التي تستهدف الكتاب والسنة أو تدعو إلى رفع العصمة عنهما، ونشد على أيدي إخواننا السلفيين في معركتهم ضد خصوم الإسلام الذين لا يتورعون عن الطعن في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه المهديين ويقودون حملة مسعورة ضد الأيدي المتوضئة، ولكننا نختلف مع إخواننا السلفيين في التعصب المذموم للشيخ ومخالفة مقولة مالك: “كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر”، قد يرد بعض إخواننا السلفيين بأن هذا الكلام مبالغ فيه ولكن علمنا بعلاقة السلفيين بشيوخهم يؤكد ذلك ولا ينفيه، فقول شيوخهم يعلو على كل قول وفتواهم أولى بالاتباع وكأن شيوخهم يفتونهم على الكتاب والسنة وغيرهم يفتيهم على التوراة والإنجيل !!. إن توقير الشيخ لا ينبغي أن يتحوّل إلى تعصّب والتعصّب لا ينبغي أن يتحوّل إلى ما يشبه العصمة فليس في الإسلام عصمة لأحد وهو نسيج رباني فريد بعيد عن المسيحية الكاثوليكية التي تقول بعصمة البابا وعصمة الكهان والرهبان.

ثانيا: في نقد الصوفية

  • من صوفية الرهبة إلى صوفية الرهبنة

التصوّف هو مسلك من مسالك العارفين ومعرج من معارج المتوسمين إلى الله سبحانه وتعالى، فليس هناك من عرف الله سبحانه وتعالى حق المعرفة كما عرفه المتصوفة، ومناجاة رابعة العدوية لله سبحانه وتعالى في هذه الأبيات تؤكد أن صلة الصوفي بالله صلة عميقة، تقول رابعة العدوية رحمها الله: أحبك حبين خب الهوى وحبا لأنك أهل لذاكا .. فأما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواكا.. وأما الذي أنت أهل له فكشفك لي الحجب حتى أراكا..فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاكا. إن حب العبد للمعبود وحب المعبود للعبد حقيقة أكدها القرآن الكريم: “يحبهم ويحبونهم”، ولكن حب الله سبحانه وتعالى لا يعطي للمتصوف حق تجاوز حدوده البشرية والمطالبة بكشف الحجب فهذه الفكرة تجعل التصوف ينتقل من الرهبة المشروعة إلى الرهبنة المذمومة. إن كشف الحجب لا يتأتى لبشر وهو غير رؤية الله سبحانه وتعالى فقد جاء في القرآن الكريم: “وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته”. لا ينبغي للتصوف أن يتحوّل إلى شكل من أشكال الرهبة التي يرفضها الإسلام كما قال الله تعالى: “ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها”.

  • من صوفية الخوف إلى صوفية التطرف

إن العبد المؤمن مأمور بالخوف من الله سبحانه وتعالى ومن وسائل إدارك ذلك تجنب المحرمات والبعد عن الشبهات، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: “تعصي الإله وتدعي حبه هذا لعمري في القياس بديع لو كان حبك صادقا لاتبعته إن المحب لمن يحب مطيع”. إن الخوف من الله أمارة من أمارات الإيمان فقد قال الله في حق من اتصف بذلك “يخافون يوما تتقلب فيه الأبصار”، ولكن الخوف من الله لا يعني أن يطلق الإنسان الدنيا ويتجنب المحرمات والطيبات ويعتزل في صومعة وينقطع إلى العبادة بلا فتور حتى لا يدرك الشر فيقع فيه فهذا تطرف واضح فالخوف الحقيقي من الله لا يكون إلا في وسط ملتهب مليء بالمغريات عندها تسبر حقيقة الخوف من الله سبحانه وتعالى وتسبر حقيقة الإيمان.

ثالثا: في نقد الإخوانية المعاصرة:

  • الإخوانية المعاصرة بين تعاليم المؤسس ونزعة التسييس

قرأت رسائل مؤسس جماعة “الإخوان المسلمين” الأستاذ حسن البنا وهي رسائل وضعت لرسم منهج هذه الدعوة في التعامل مع الدعوات الإسلامية الأخرى، ويؤكد حسن البنا في هذه الرسائل أن دعوته دعوة مستمدة من الكتاب والسنة وأنها دعوة سنية سلفية، وينفي أن تكون دعوته حزبا سياسيا أو جمعية خيرية أو شيئا من هذا القبيل وإن كان يعترف بأنها دعوة توازن بين العمل الديني والعمل السياسي، ولكن يبدو أن المخاضات السياسية والتحديات الكبرى التي مرت بها جماعة الإخوان المسلمين قد دفعها إلى إحداث تغيير في عقيدتها الحركية فانخرطت في العمل السياسي حتى النخاع وتحولت من حركة إصلاحية إلى حركة سياسية بامتياز وقد دفعت بسبب مواقفها السياسية ثمنا باهظا في عقر دارها وخارج أراضيها. في اعتقادي أن حركة الإخوان المسلمين كان بإمكانها تفادي كل هذه المتاعب السياسية لو أنها بقيت محافظة على خطها التأسيسي الذي رسمه حسن البنا وابتعدت عن التجاذبات السياسية التي سببت لها كثيرا نت الصداع وأقحمتها في حمأة الصراع، لقد جاء في رسائل حسن البنا أن جماعة “الإخوان المسلمين” ليست جماعة حزبية وقد أصاب في ذلك لأن كثيرا من مآسي الحركات الإسلامية قد تأتت من فرط التحزب وحرصها على كسب معركة الكرسي بأي ثمن والحرص على القيادة حتى ولو لم تتهيأ ظروفها أو كان إثمها أكبر من نفعها. ما أفسد الدعوات الدينية إلا حرص رجالها على مزاحمة العلمانيين واللادينيين والتحمس لتقديم حلول إسلامية للأزمات المجتمعية المتزايدة، ولكن المفارقة أن هناك فرقا بين تصور الحلول أو تصويرها وفق ما يرسمه الإسلام وبين تجسيدها في الواقع فكثير من الدعوات الإسلامية فشلت في هذا الجانب حينما عرضت على هذا المحك فلا هي استطاعت التمكين لمنهجها ولا هي استطاعت تأمين نفسها من السهام التي تستهدفها.يقول حسن البنا في إحدى رسائله: “فدعوة الإخوان دعوة بيضاء نقية غير متلونة بلون، وهي مع الحق أينما كان، تحب الإجماع، وتكره الشذوذ وإن أعظم ما مني به المسلمون الفرقة والخلاف، وأساس ما انتصروا به الحب والوحدة. ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها”.

  • أين الإخوانية المعاصرة من مبدأ “نعمل فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه”؟

هذا مبدأ ركين من المبادئ التي أسس عليها الفكر الإخواني وهو يحدد العلاقة بين أتباع الجماعة وبين مخالفيهم من المذاهب والاتجاهات الأخرى، هذا من حيث التصور ولكن من حيث التطبيق لم نجد لهذا المبدأ أثرا ولو تحقق ذلك لنأت حركة الإخوان المسلمين بنفسها عن “الشر المستطير” الذي جنته من معاركها الفكرية التي وجد فيها خصومها فرصة لمهاجمتها. إن كثيرا من الصراعات المذهبية والسياسية والاجتماعية لا يحسمها ولا ينهيها إلا هذا المبدأ فلو أن حركة الإخوان المسلمين وكل المسلمين طبقوا هذا المبدأ وعملوه بمقتضاه لحققوا أشواطا كبيرة في مجال الوحدة الإسلامية على كل الأصعدة ولكن للأسف حضر المبدأ شعوريا وتصوريا وعاطفيا وغاب واقعيا وتجني الأمة الإسلامية اليوم برمتها الثمار النكدة لهذا النكوص الجماعي عن هذا المبدأ.

  • الحاكمية في الإسلام تتحقق بالوئام وليس بالصدام:

لا نماري نحن المسلمين في أن الحكم لله “إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه”، ولكن هناك قضية ينبغي توضيحها وهو أن الحاكمية لم تستخدم بالمعنى الحركي الراديكالي عند أي مفكر كما استعملت عند سيد قطب، فقد تحدث سيد قطب وأفرغ وهو من أقطاب حركة الإخوان المسلمين عن الحاكمية على هذا المصطلح مسحة تشتم منها نزعة المغالبة على ضرورة جعله واقعا معيشا فالإسلام كما قال جاء ليحكم وليشرع لا أن يعيش في بيئة جاهلية -على حد وصفه- تناهض الإسلام، تعترف بأنه دين الحكمة ولكن لا تعترف له بالحاكمية. لقد جعل سيد قطب مبدأ الحاكمية من ركائز فكره الدعوي التغييري حتى قيل إنه أي سيد قطب يمثل الاتجاه الثوري داخل حركة الإخوان المسلمين فالحاكمية في تصوره لا تتحقق إلا بمنازلة ومغالبة الآخر وهذا يفضي بالضرورة إلى الصدام. يعجبني أسلوب سيد قطب في التفسير الذي تعلوه مسحة أدبية رائعة ويعجبني نظره الثاقب في آي القرآن خلافا للسطحية التي نعهدها من بعض المفسرين ولكنني تمنيت لو أنه خفف اللهجة بشأن الحاكمية لأسباب ثلاثة: السبب الأول هو أن الدعوة بالحكمة في القرآن تسبق الدعوة إلى الحاكمية، والسبب الثاني أن منهج الإسلام في الحكم يقوم على إيجاد الفرد المسلم والمجتمع المسلم وحينما يتحقق ذلك تتجسد الحاكمية الإسلامية في أبهى صورها، والسبب الثالث أن هناك كثيرا من الدهماء قد تلقفوا مصطلح الحاكمية على علاته على غير هدى وبصيرة واتخذوه ذريعة لتكفير المجتمع وتمزيق أوصال الأمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!