جواهر
الشروق تفتح ملف زواج القاصرات

قاصرات يتزوجن شيوخا وكهولا أعمارهم تجاوزت 50 عاما

جواهر الشروق
  • 30726
  • 49

نهاد، كوثر وفتيحة فتيات في عمر الزهور قطفت براءتهن قبل الآوان، مراهقات في سن 15 و16 من عمرهن وجدن أنفسهن ربات بيوت، زوجات دخلن القفض الذهبي ..لكن القفص لم يكن بلون الذهب كان مجرد قفص سجن العصفورة الصغيرة وكسر البراءة فيها، فكان الطلاق بعد شهر و20 يوما. الشروق تفتح ملف زواج القاصرات.

 ..صحيح أن جداتنا وأمهاتنا تزوجن في سن مبكرة واستطعن تكوين عائلة  …لكن زمن الجدات كانت له براءته  الذي يختلف كثيرا عن زمن “الفايسبوك”  وضوضاء الحب والمشاعر.

نهاد ..تزوجت وهي قاصر ثم هربت من البيت

هي حكاية مؤلمة، فقد تزوجت نهاد في 16 من عمرها، وجدت نفسها ترتب مراسيم زواجها من ابن الجيران، تتحدث قائلة: لم أكن أعرف ما هو الزواج، بالنسبة لي كان مجرد “لعبة عروس”، لقد كنت سعيدة باللباس الأبيض لكني لم أكن أعرف ما هي مسؤوليات الزوج والعائلة؟

كل شيء تم بسرعة وساهمت عائلتي في تزويجي المبكر كوني توقفت عن الدراسة باكرا، لقد كنت أرى زملائي يذهبون بالمحفظة إلى الثانوية فيما كنت أنا أبحث عن مستلزمات العرس … وتمت الأمور بسرعة وجدت نفسي عروسا في بيت زوجي .. كل ما أتذكره من مرحلة زواجي أني عشت معه 15 يوما قبل أن تبدأ مشاكل الزواج، كان هو الآخر صغيرا في السن عمره كان 21 عاما، كلينا لم يكن على قدر مسؤولية الزواج.

 ..تراكمت المشاكل، وتحت ضغط المجتمع بعضهم راح يشوّه سمعتي لدى زوجي وهو لم يتحمل، لأجد نفسي مطلقة بعد 20 يوما وبالضبط بعد 23 يوما… كنت لم أبلغ السن القانونية بعد، كان عمري 17 عاما، فوجدت نفسي  قاصرا مطلقة وكانت بنات جيلي يحضرن أنفسهن لاجتياز امتحان البكالوريا، لحظتها كل شيء استيقظ في ذاكرتي، عرفت أني تركت دراستي ومستقبلي، فأردت العودة لمقاعد الدراسة ولو بالمراسلة لكن الوقت كان قد فات. لم يساعدني أحد، فبدأت العيون تلاحق المطلقة والقاصر في 17 من عمرها، تعرضت لعدد من المساومات في قريتي.

لم يتحمل إخوتي اسم طالق ولا حتى أمي وقفت إلى جانبي، فقررت الهروب من قريتي ومن عائلتي إلى أحد أقاربي في مكان بعيد حيث تركت كل شيء، حاليا ومنذ زواجي المبكر الذي خرب أحلامي وطموحاتي أجد نفسي مسجونة عند أقاربي وغير قادرة على الذهاب لعائلتي الصغيرة…نهاد عمرها الآن21 عاما، كل ما كانت تعرف عن الزواج أنه مجرد “لعبة بنات” أو “عشة” بلهجة سكان الشرق.

فتيحة …قاصر في 15 من عمرها تتزوج من كهل في 57 من عمره

أكثر القصص ألما التي وقف عليها برنامج “خط أحمر” حكاية قاصر عمرها 15 عاما، تحت ضغوطات المال وحاجة عائلتها، قررت والدتها تزويجها في 15 من عمرها من كهل عمره 57 عاما. الكهل أعجب بالمراهقة التي كانت وقتها تدرس بالمتوسطة، كان يزورها من حين لآخر، كل ما تتذكره فتيحة أن هذا الكهل الغني كان يغريها بالمال والمجوهرات والملابس ولم تكن تعرف عن الزواج ومسؤولياته أي شيء، بل حتى عريسها صاحب 57 عاما كانت تناديه “عمي السعيد”.

هذا الزوج المستقبلي كان في نظرها مجرد “عم “.. لكن العم المراهق الذي كان يزورها ويأخذها من المتوسطة مغريا إياها بالهدايا والأموال، أصبح عريسا فكان الزواج المبكر بحضور الإمام والشهود وبموافقة الأم التي باركت هذا الزواج معتقدة أن ابنتها ستعيش أياما سعيدة من هذا الرجل الغني.

العريس وبمجرد أن انتبهت الزوجة الأولى الكبيرة لزواجه من المراهقة بدأت تضغط عليه … فأراد أن ينسحب مقابل مبلغ من المال، تحت ضغط أولاده، لكن المراهقة كانت قد أصبحت حاملا. أمام هذا الوضع بدأ الشيخ يطالب والدة المراهقة “بإسقاط الجنين”. وتقول فتيحة: وجدت نفسي حاملا وأنادي زوجي “عمي السعيد”، توقفت عن الدراسة وراحت أمي تحدثني قائلة ” … أنت كبرتي، ستصبحين أما، لا دراسة ولا لعب بعد اليوم”.

توقفت المراهقة عن الدراسة وبدأ الزوج يأخذها لإحدى العيادات الخاصة مطالبا اياها بإسقاط الجنين بعد الورطة والفضيحة، لكن الأطباء رفضوا فقرر الاحتفاظ بالولد، دون تسجيله متنكرا لخطئه، لتجد فتيحة نفسها أمام متاعب أخرى لم تنته إلى يومنا هذا.

بعد المشكل الذي وقعت فيه فتيحة وتنصل زوجها من مسؤولياته ورغم حيازتها على عقد مدني يثبت الزواج بقرار من المحكمة ورغم حصولها على “تحليل “آ دي آن” من الشرطة العلمية والذي يثبت أن الابن هو ابن الزوج السعيد، إلا أن قضية فتيحة لا تزال تراوح مكانها في العدالة، فمتى تتحرك العدالة لتنصف الابن يونس، الذي لا ذنب له سوى أن والدته تزوجت قاصرا من رجل يكبرها بأربعين عاما، فتيحة واجهت زوجها في برنامج “خط أحمر” عبر مكالمة هاتفية لكن الزوج أنكر نسب الابن له معترفا بزواجه من القاصر لأن الزواج في نظره ليس عيبا ولا حراما.

كوثر … قاصر وحامل تطلب النجدة

ولكوثر قصة معاناة أليمة مع الزواج فهي وجدت نفسها، متزوجة دون السن القانونية أي في 17 من عمرها، كغيرها من المراهقات، اعتقدت أن الزواج مجرد “لعبة عروس”، فستان أبيض وطرحة، لكن النعيم الذي تصورته عن الزواج، انقلب إلى هموم ومشاكل جعلتها تتعرض للتهديد من قبل مجهولين كانوا يرغمونها على ترك زوجها والعودة إلى بيت والدتها.

كما عانت في زواجها حسب قولها من والدة زوجها التي لم ترحمها في أعمال البيت، لأن كوثر كانت مراهقة ولا تعرف تحضير عديد الوجبات ولا شغل المنزل، كل هذه الأمور جعلت كوثر لا تتحمل الحياة في بيت زوجها.

إلى أن وجدت نفسها تعود إلى بيت زوجها بإرغام من قبل مجهولين اختطفوها وأركبوها في سيارة أجرة مهددين إياها بالعودة إلى بيت والدتها، وحسب كوثر فإنها كانت تتلقى مكالمات هاتفية من قبل نساء كان زوجها على علاقة بهن يهددنها بطلب الطلاق.

من جهتها تقول والدتها إنها نادمة لأنها أوقفت كوثر عن الدراسة وزوجتها في سن مبكرة من رجل “سكير” مدمن خمر حيث عانت معه ومع عائلته الجحيم.

والدة كوثر تناشد السلطات حق ابنتها خصوصا وهي حامل .بسبب الضرب والاختطاف اللذين تعرضت لهما داخل بيت زوجها.

تفاصيل هذه الحكايات المثيرة تشاهدونها سهرة اليوم في برنامج “خط أحمر” على قناة الشروق العامة في تمام الساعة التاسعة ليلا.

مقالات ذات صلة