الجزائر
أصبحت فضاء بديلا للسمر والحديث عن السياسة والكرة

قاعات الشاي في انتشار واسع بباتنة وتواصل خطف زبائن المقاهي

صالح سعودي
  • 11780
  • 6
ح.م

تشهد أحياء مدينة باتنة انتشارا واسعا لقاعات الشاي التي يقبل عليها الكثير من الزبائن بحثا عن فضاء بديل للمقاهي، من أجل إقامة جلسات فردية وجماعية في الهواء الطلق، على وقع تناول الشاي والزنجبيل، وهي الظاهرة التي غزت مؤخرا وسط المدينة ومختلف الأحياء الشعبية لعاصمة الأوراس.

وفي جولة قامت بها “الشروق” لعديد الأحياء الشعبية بباتنة، فقد سجلنا تهافتا كبيرا للمواطنين على تناول الشاي في جلسات جماعية وأخرى فردية، مصحوبة بمطالعة الجرائد المقدمة لهم مجانا، فيما يلجأ آخرون إلى اقتناء الشاي بكميات معتبرة، لاستهلاكه في المنزل خلال الجلسات العائلية، أو تقديمه للضيوف في الأعراس ومختلف حفلات الأفراح، وهو ما أكده لنا العديد من البائعين والقائمين على قاعات الشاي في مختلف أحياء وشوارع باتنة، على غرار حي الشهداء وبوعقال ودوار الديس وكشيدة، وحي 1200 مسكن وبارك أفوراج بوعقال وشيخي، المدينة الجديدة حملة وغيرها، وهو ما جعل هذا النوع من الأفضية يتحول إلى شبه بديل للمقاهي المعتادة، مصحوبة بمنافسة غير معلنة لخطف الزبائن، خاصة في ظل تفضيل الكثير مقاطعة المقاهي المغلقة لتفادي جماعات المدخنين، في الوقت الذي اعتبر البعض أن قاعات الشاي لا تعدو أن تكون مجرد فضاء مكمل للمقاهي، ما يعطي الفرصة لاختيار المكان الذي يرتاح فيه كل شخص، أو يفضل الجلوس فيه خلال وقت الفراغ.

والملاحظ أن القائمين على قاعات تحضير وبيع الشاي عرفوا كيف يستقطبون شريحة واسعة من الزبائن في عاصمة الأوراس، بطرق بسيطة وبإمكانات مادية تبدو متواضعة، وسط تنافس على إقناع الزبائن بجودة الخدمات المقدمة بقواسم مشتركة، وفي مقدمة ذلك الشاي بالنعناع والعسل والزنجبيل، حتى يقع الزبون أسير الحضور المنتظم إلى المحلات التي كسبت شهرة  واسعة في طهي وتحضير الشاي. ومن خلال الوقفة الميدانية لـ”الشروق”، فإن أغلب مالكي هذه القاعات الناجحين في استقطاب عدد كبير من الزبائن ينحدرون من مناطق صحراوية، على غرار وادي سوف والجلفة وتقرت وتيميمون وأدرار وغيرها من مدن وولايات الجنوب الكبير، بالنظر إلى تاريخهم الطويل مع الشاي الذي يسجل حضوره في موائد السهر، ويعكس تميزهم بالكرم وحسن الضيافة.

وعلاوة على تحضير الشاي بأنواعه والزنجبيل، فإن القاعات المخصصة لهذا الغرض تعد فرصة للوافدين إليها لعقد جلسات هادئة يكون فيها القاسم المشترك هو الحديث في أمور السياسة وكرة القدم، إضافة إلى الغوص في الهموم المشتركة والأحداث اليومية وآخر المستجدات،كما يحرص الكثير على متابعة مباريات المنتخب الوطني والمنافسات الأوروبية عبر أجهزة التلفزيون التي تخصص لهذا الغرض، في جلسات تجمع بين الهدوء وحماس الملاعب في أحايين كثيرة.

مقالات ذات صلة