الجزائر
المتفوقون سجلوا حضورهم في امتحانات "البيام" رغم انتقالهم المسبق:

قاعات بمترشح واحد وعودة قوية لـ”حروز” الغش

الشروق أونلاين
  • 2966
  • 3
أرشيف

سجلت مراكز الإجراء في اليوم الأول من امتحان شهادة التعليم المتوسط، قاعات شبه فارغة، جراء إسقاط “إجبارية” الامتحان بسبب أزمة كورونا، فيما عرفت حضورا مقبولا للمترشحين “النجباء” و”النوابغ” المتحصلين على معدل يفوق 15 من 20، مع عودة “الغش التقليدي”.

ولم يفوت تلاميذ السنة الرابعة متوسط، الذين لم يسعفهم الحظ في تحقيق معدل الانتقال إلى المستوى الأعلى، امتحان شهادة التعليم المتوسط الذي انطلق الاثنين ولافتكاك القبول بالسنة أولى ثانوي، حيث وقفت “الشروق” خلال جولة استطلاعية ببعض مراكز الإجراء بالقبة وحسين داي وبلوزداد، على حضور للممتحنين “الراسبين” المتحصلين على معدل أقل من 9 من 20، إذ التحقوا في الساعات الأولى رفقة أوليائهم، بعد ما أعطت وزارة التربية تعليمات لمديريها الولائيين، لاستقبال التلاميذ بدءا من الساعة السابعة صباحا والسماح لهم للالتحاق بقاعات الامتحان، شريطة التقيد بالبروتوكول الصحي للوقاية من تفشي فيروس كورونا.

وفي الموضوع، قال مدير التربية للجزائر شرق، لحبيب عبيدات، أن نسبة حضور المترشحين الحاصلين على معدل أقل من 9 من20، بلغت 90 بالمائة، مقابل تغيب نسبة 10 بالمائة منهم، مؤكدا بأن مصالحه حرصت على تجهيز وتعقيم مراكز الإجراء البالغ عددها 70 مركزا، لاستقبال 23 ألف مترشح مسجلا على مستواها، فيما أكد بأن التقرير الأولي المرفوع لمصالحه، أشار إلى التزام وتقيد رؤساء المراكز بتطبيق البروتوكول الصحي الوقائي.

قاعات بمترشح واحد وأخرى فارغة تماما

وسجلت عديد مراكز الإجراء، غيابات بالجملة في اليوم الأول من امتحان “البيام”، إذ عرفت بعض القاعات حضور مترشح واحد فقط، فيما عرفت مراكز إجراء بولاية البويرة غيابا كليا للمترشحين، بسبب “اختيارية” الامتحان، ونظرا لتخوفهم من المتابعات القضائية، اضطر عديد الممتحنين اعتماد الغش التقليدي “الحروز” بعد أن كانت قد تلاشت بسبب التكنولوجيا، التي سهلت على الممتحنين “الغش الإلكتروني”، وضبط في السياق بعض الأساتذة الحراس مترشحين متلبسين باستخدام القصاصات، في حين تم ضبط بحوزة بعض المترشحين هواتف نقالة ذكية.

ومر اليوم الأول من امتحان شهادة التعليم المتوسط بردا وسلاما، على وزارة التربية الوطنية وعلى مديرياتها الولائية، حيث لم تسجل الوصاية أي تسريبات أو نشر للمواضيع على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “الفايس بوك”، عكس السنوات القليلة الماضية، باستثناء بعض الأساتذة الذين بادروا بنشر أسئلة مادة اللغة العربية على صفحاتهم الشخصية بعد مرور ساعة كاملة..

مواضيع الامتحانات “أثلجت” صدور المترشحين

أفاد مؤطرون للامتحانات أن مواضيع الاختبار في مادتي اللغة العربية والعلوم الفيزيائية للفترة الصباحية كانت في متناول المترشحين والتي تناولت دروس الفصلين الدراسيين الأول والثاني، غير أنها مست بشكل كبير دروس الفصل الدراسي الأول. بالمقابل التزم رؤساء مراكز الإجراء بإرجاع “حافظات المواضيع” التي لم يتم فتحها بسبب وجود صفر مترشحين، إلى مديريات التربية المعنية، التي تقوم بدورها بتسليمها إلأى مراكز التجميع والإغفال.

جيوش من الأساتذة لحراسة كراسي فارغة

وصف العديد من المتتبعين لسير امتحانات شهادة التعليم المتوسط بسياسة “البريكولاج” كون الجهات المعنية لم تبذل أدنى جهد، رغم توفر الوقت، لإحصاء عدد التلاميذ المعنيين بهذه الامتحانات بعد ما ضمن أغلبهم انتقالهم إلى الطور الثانوي، وبالتالي تفادي التبذير بكل أشكاله، مع الإشارة إلى أن التساؤل يبقى مطروحا، بشأن مصير الوجبات الغذائية التي تم تحضيرها لكل المترشحين الغائبين.

وظلت أغلب مراكز إجراء امتحانات شهادة التعليم المتوسط شبه فارغة بولاية بجاية، أمام حضور مكثف للأساتذة الذين وجدوا أنفسهم في قاعات فارغة من التلاميذ، حيث قطع في هذا الصدد العديد من الأساتذة المجندين لهذه المناسبة، مسافات طويلة في ظل قلة وسائل النقل، قبل أن يجدوا أنفسهم يحرسون كراسي فارغة، في ظل غياب الأرقام الدقيقة للتلاميذ المعنيين بامتحانات “البيام” بعد قرار عدم اجباريتها. وفي الموضوع، شهد أحد المراكز حضور 120 أستاذ لتأطير الامتحان مقابل 20 تلميذا فقط، إذ نجد ثلاثة أساتذة لحراسة تلميذ واحد بالعديد من القاعات، فيما ظلت أخرى فارغة مقابل جيش من الحراس.

وحضر امتحان شهادة التعليم المتوسط بولاية الأغواط، في أول أيامه 2073 مترشحا، يتوزعون على 40 مركز إجراء، بينما غاب 8771 مترشحا في هذا الامتحان الاستثنائي، بنسبة غياب اجمالية بلغت 80.88 بالمائة. وبغرداية المجاورة للأغواط، كشف مدير التربية عمار طيباني، أن نسبة الغيابات 90 من المائة في بعض البلديات، من بينها بلديتا متليلي وسبسب. فبمتليلي حضر 66 مترشحا، من أصل 1096 مترشحا، أي بنسبة غياب فاقت 93 من المائة، فيما حضر 3 مترشحين بمركز إجراء الامتحان في بلدية سبسب من مجموع 94 مترشحا.

وفي شرق البلاد، سجلت بعض المراكز “صفر ممتحن”، كما كان الشأن في ولايتي سكيكدة وعنابة. بالمقابل، لوحظ أن كثرة الغيابات، ساعدت على ضمان التكفل الجيد، بالمترشحين والمؤطرين، من ناحية النقل والإطعام، فضلا عن إتاحة نجاعة البروتوكول الوقائي من كورونا.

تسجيل “صفر إصابات” بكورونا في اليوم الأول

نصبت، الاثنين، وزارة التربية لجنة تقنية، لمتابعة ومراقبة امتحان شهادة التعليم المتوسط، مهمتها معالجة وتسوية كافة المشاكل بصفة آنية، بالمقابل سجلت الوصاية في اليوم الأول صفر إصابة بالوباء.

قالت مصادر “الشروق” إن وزير التربية الوطنية محمد واجعوط، فوض الأمين العام للوزارة، بوبكر صديق بوعزة، مهمة قيادة “خلية الأزمة” والمتابعة لمجريات امتحان شهادة التعليم المتوسط، والتي تضم إطارات مركزية، مهمتها حل المشاكل الآنية بالاستناد على تقارير مفتشي التربية، التي يرفعونها للوصاية بشكل يومي، عبر النظام المعلوماتي للأرضية الرقمية، خاصة عقب استحداث “حسابات إلكترونية” لكل مفتش على المستوى الوطني، ليكونوا على اتصال وتواصل مباشر ومستمر مع وزير التربية الوطنية وإطاراته المركزية.

وأضافت المصادر أن وزارة التربية من خلال مديريتها التنفيذية، لم تسجل أي حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، كما لم تسجل أي حالة مشتبه في إصابتها بوباء كورونا سواء وسط الممتحنين أو وسط أفراد الجماعة التربوية، خلال اليوم الأول من اختبارات شهادة “البيام”، في حين تم تسجيل التزام تام لمراكز الإجراء بتطبيق البروتوكول الصحي للوقاية من تفشي الفيروس القاتل، أين تم فرض على الممتحنين ارتداء “القناع الواقي” قبل الالتحاق بقاعات الامتحان.

مقالات ذات صلة