جواهر
جميعها محجوزة إلى غاية سبتمبر والأسعار بين 15 و30 مليونا

قاعة الحفلات.. شرط من شروط الزواج في الجزائر

جواهر الشروق
  • 9779
  • 52
الارشيف

لازال الجزائريون يقبلون على الكماليات، بالرغم من شبح التقشف الذي ضرب عدة قطاعات، وشروع المواطنين في سياسة شد الحزام، حيث يتهافت الكثيرون من المقبلين على إقامة حفلات الزفاف على حجز قاعات أفراح فخمة، وإقامة عشاء فاخر بميزانية تقدر بالملايين، وهي الفرصة التي عرف أصحاب القاعات استغلالها من خلال رفع أسعار كرائها مع اقتراب موسم الأعراس.

الشروق وفي جولة استطلاعية قامت بها على أشهر قاعات الحفلات الموجودة في العاصمة، فوجئت بالتهاب أسعار قاعات الحفلات في عز التقشف، كما لاحظت حجز معظمها في أغلب المواعيد التي اقترحتاها على صاحب القاعة أو مضيفة الاستقبال.

بدأنا جولتنا بإحدى قاعات الحفلات المعروفة بعين النعجة، وكانت في استقبالنا إحدى السيدات على أساس أننا نريد كراء القاعة خلال شهر جويلية أو أوت فأخبرتنا أن كل تواريخ هذين الشهرين محجوزة، وعن السعر قالت إنه بلغ 15 مليون سنتيم لحفلة بعد الظهيرة فقط، أما مرافقته بالعشاء فيقدر بـ30 مليون سنتيم، وعن الإضافات التي يقدمونها، قالت إنهم يقدمون المشروبات مجانا.

وغير بعيد عنها، انتقلنا إلى قاعة أفراح أخرى والتقينا صاحبتها عند المدخل، أخبرناها بأننا نريد حجز القاعة في شهر جويلية أو أوت فأخذتنا إلى مكتبها وشرعت تتصفح أجندة التواريخ المحجوزة، قائلة أنه بقي تاريخ واحد في هذه المدة غير محجوز، لأن صاحبته اتصلت منذ أسبوع لتلغيه، وعن السعر قالت إن كراء القاعة بعد الظهيرة بمبلغ 13 مليون سنتيم، وأنهم لا يقدمون أي شيء مجانا ماعدا قارورات المياه المعدنية.

تركنا عين النعجة وانتقلنا إلى حسين داي، وعند دخولنا إحدى قاعات الحفلات التي كانت تحتضن حفل زفاف، استقبلنا مسيرها في مكتبه، مؤكدا لنا أن الإقبال على حجز القاعة مازال نفسه بالرغم من رفع تسعيرة الكراء التي كانت في وقت قريب حوالي ثمانية ملايين سنتيم، ها هي اليوم تصل إلى عشرة ملايين سنتيم، إلا أن الإقبال تزايد عليها، بالرغم من تخوفاتهم من سياسة التقشف التي ضربت البلاد وإمكانية أن يتخلى الجزائريون عن فكرة حجز قاعة حفلات لإقامة أعراسهم ومناسباتهم العائلية، إلا أن ذلك لم يثنهم عن إحياء أعراسهم في قاعات فخمة، مضيفا أن معظم التواريخ محجوزة من الآن، مع اقتراب موسم الأعراس، حيث سارع الكثيرون إلى حجز أهم التواريخ، بل إن الكثير من الأشخاص لم يتمكنوا من حجز القاعة في التاريخ الذي أرادوه أو القريب منه مباشرة، نظرا لحجز معظم التواريخ، خاصة تلك التي تتزامن مع نهاية الأسبوع.

وغير بعيد عن حسين داي، وفي بلدية باش جراح، استقبلنا صاحب إحدى قاعات الحفلات الشهيرة والمعروفة بفخامتها، وقال لنا إن أسعار كراء القاعة التي بلغت حوالي 20 مليونا، لم تقلّل من عدد المقبلين عليها لإقامة أعراسهم، بل إن الكثيرين يفضلون قاعات الحفلات نظرا للضيق وكذا تقليل الأشغال المنزلية التي ترافق خدمة المدعوين، وأكد مسير القاعة أن علب الحلويات التي يستعملها أصحاب الأعراس مازالت من الطراز الرفيع، والتي تتجاوز أسعار الواحدة منها 200 دج، مضيفا أن الجزائري لا يهتم بالتقشف حين يتعلق الأمر بـ”المظهر”، قائلا “المهم ما يحشمش روحو قدام ضيافو”.

وحسب إحدى السيدات التي التقيناها، قالت لنا إنها حضرت حفل زفاف منذ شهر تقريبا في هذه القاعة وفوجئت بالأطباق الفاخرة التي تم تقديمها في مأدبة العشاء، بالرغم من أن العائلة التي أقامت العرس ليست من العائلات الغنية، بل هي متوسطة الدخل.

مقالات ذات صلة