-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قراءة في مستقبل قطاع التربية(2)

محمد سليم قلالة
  • 3276
  • 17
قراءة في مستقبل قطاع التربية(2)

2 : اختيار أفضل البدائل ليس التشخيص هو الأهم وإن كان مهما، إنما البدائل والاقتراحات هي التي ينبغي أن تناقش وتُثرى في أي مجال من المجالات وأولاها التعليم، ذلك أن البحث عن البديل هو غاية الغايات لكل غيور على مستقبل هذه البلاد وكل مقتنع بأن بها طاقات كامنة تنتظر باستمرار اللحظة التي تنفجر فيها لتُعيد بناء ما تم تحطيمه وتنطلق من جديد في أرحب الآفاق، تطرح بدائل المستقبل الواضح وتختار من بينها أفضل بديل.

ومن بدائل هذا المستقبل الواضح أن تُعطى الأولوية لفاعلية التكوين ولانسجامه مع شخصية المتعلم والمصالح العليا للبلاد، أن لا  نبقى نتحرك وفق منطق تسيير الأحداث اليومية القائم على رد الفعل بعيدا عن كل رؤية مستقبلية لما ينبغي أن نكون عليه.. همنا الوحيد أن تمر السنة الدراسية بسلام، وأن لا يعرف القطاع اضطرابات قد تعكر صفو السلطات العليا أو تتسبب في إشعال فتيل فوضى لا تنقصنا إلا هي.

إن من يعيش في الوسط الجامعي حتى نبدأ بأعلى هرم التعليم، يجد أن ما يتم تسخيره من إمكانيات، هي من أموال الشعب، وما يتم توفيره من ميزانيات، لا يُحقق أهدافه أو الغاية التي هو مسخر من أجلها البتة. إن المنشآت التي تُنجز، والأعداد الهائلة من الطلبة الذين يلتحقون كل سنة بالجامعات، ووسائل الدعم التي تُسخَّر، والآلاف من الأساتذة الذين يقومون بالتأطير، يشعرون في آخر المطاف أن كافة هذه الجهود إنما تذهب سُدى، لأن التكوين الذي يقدمونه لا يصل إلى المستوى المنشود، وأول الضحايا هم الطلبة الذين لا يتلاءم بتاتا المدى الزمني الذي يقضونه بالجامعة، والعناء الذي يتحملونه عند كافة المراحل ماديا ومعنويا، مع ذلك المستوى الذي يحصلون عليه في آخر المطاف. كلاهما يجد نفسه متحسرا، الطالب الذي أنهى دراسته بمستوى ضعيف والأستاذ الذي لم يستطع أن ينقل المعارف المتعلقة بتخصصه للطالب، ولكل أسبابه وتفاسيره.. 

السبب، أننا نفتقد لأفق واضح في مجال التعليم.

ماذا نريد منه؟

كيف ينبغي أن يكون ؟

ما هي الوسائل لتحقيق ما نريد؟

ومتى ينبغي أن نحقق ذلك؟

وعلينا أن نجيب بوضوح عن كافة هذه الأسئلة وبخاصة ذلك السؤال المتعلق بماذا نريد من التعليم؟

لأن الأسئلة الأخرى مُتعلقة بالوسائل بما نملك وما لا نملك، أو مُتعلقة بحقيقة الواقع الذي نعيش، أما سؤال ماذا نريد  فمتعلق بالمستقبل، بالرؤية، بالمنظور، بالأفق..  أفقنا لحد اليوم مازال غامضا؟ لم نستطيع توضيح معامله بالقدر الكافي على المستوى المتوسط والبعيد لنعرف إلى أين نحن ذاهبون. ومن غير تحديد الأفق في مجال التعليم تبقى كل الإمكانات التي نُسَخِّر من غير ذات فائدة، ونبقى كمن يحرث في البحر لا نُحقق الغايات التي من أجلها نُنفق أموالنا ونُجند إمكانيتنا، إلا إذا كنا، لا قدر الله، نعمل ليستفيد من هذه الإمكانات آخرون ممن وضعوا لأنفسهم أفقا ووضعونا ضمن إطار أفقهم، أي أن نعمل ضمن أفق الآخرين. ونريد عمدا أن لا تكون لمدرستنا وجامعاتنا أي آفاق…

لقد سألني أحد الأساتذة ممن لديهم باع في التعليم: هل نحن الآن بصدد الإصلاح أم إصلاح الإصلاح؟ وما هي خصائصه؟ أجبته بوضوح: مشكلتنا أننا لا ندري ماذا نريد ولا نريد لمن يدري أن يفعل ما يريد. أي لم نستطع الإجابة عن السؤال الأول لنتناول بقية الأسئلة بالتحليل تِباعا وفق ما تقتضيه قواعد المنهج والمنطق السليم.

ولكي لا أبقى ضمن التشخيص، أسمح لنفسي بأن أقدم إجابة مختصرة عن هذا السؤال:

إننا نريد من تعليمنا ثلاث غايات لكل جزائري وجزائرية: أن يكون إنسانا وفردا ومواطنا ..

ـ إنسان متوازن ضمن منظومة قيم منسجمة وغير مضطربة، يُقدّر ثوابته الوطنية ويُقدس قيمة العمل.

ـ فرد قادر على الإنتاج والابتكار والإبداع يؤمن بالعيش من جهده الفكري والعضلي ويرفض كل حياة طفيلية أو قائمة على الاتكال على الآخرين.

ـ مواطن متسامح يقبل التعدد والتنوع والتداول على المسؤوليات من أبسطها إلى أعلاها رافضا للعنف بجميع أشكاله وصوره محبا للتسامح والسلام.

يكفي في تقديري وضع هذه الغايات أمامنا  لضبط المستوى الأول من رؤيتنا الاستشرافية  في مجال التعليم، وهي بلا شك أهداف كبرى تحتاج إلى الكثير من التفصيل ليس هذا موضعه.

وإذا ما فرغنا من ذلك، واتفقنا على ما نريد من التعليم بمختلف أطواره ومستوياته، ننتقل إلى الإجابة عن السؤال الثاني:كيف ينبغي أن يكون تعليمنا؟ وهنا تطرح مسألة محور التعليم، هل يكون المكون والمتعلم أم الوسائل والإمكانات والمحيط الذي ينبغي توفيره؟ ولعلي لن أخرج في هذا المجال عن تجارب مختلف الأمم والشعوب التي استطاعت أن ترتقي بمجتمعاتها واقتصادها بما في ذلك المعاصرة منها. لقد أعطت الأولوية التامة للمعلم والمربي، ورسمت سياساتها التربوية على أساس أن يحتل المعلم مكانة مرموقة في المجتمع إن معنويا أو ماديا. وفي بلادنا ينبغي أن نعود إلى هذه الحال إذا كُنَّا بالفعل نريد إصلاحا ذي أبعاد مستقبلية أكيدة، أي أن يُصبح المعلم هو المحور الأساس في كل عملية إصلاح، لأنه لا يعقل أن نغير البرامج، ونبني المدارس، ونُحسِّن نوعية الطاولات والكراسي أو نُدخل حتى الألواح الإلكترونية والصبورة التفاعلية (إذا حدث ذلك)، والمعلم في المستويات الدنيا من حيث الحقوق الاجتماعية والمادية، وفي مستويات شبيهة لها من حيث مستوى التكوين القاعدي والتكوين المستمر والعطل العلمية وغيرها من الوسائل التي تبقيه باستمرار في قمة الأداء المعرفي والبيداغوجي. لا يمكننا أن نحل مشكلة نوعية التعليم بدون معلم نوعي يحظى بالأولوية في كافة المستويات. كيف بنا نريد أن نرتقي والمعلم في آخر الطابور؟ إننا لن نتمكن من ذلك بدون استعادته قيمته المعنوية والمادية في المجتمع، بدون شحذ همته ورفع معنوياته، وبدون أن تصبح مهنة تعليم الأفكار ونقل المعارف هي أرقى مهنة، وبدون أن يصبح صاحبها من سادة القوم في المجتمع. بدون هذا سيفشل أي إصلاح وأي إصلاح للإصلاح مهما كانت عبقرية القائمين عليه. ولدينا كما أسلفت في الأولين والآخرين عبرة.

تبقى مسألة الوسائل الأخرى، أي الإجابة عن السؤال الثالث، التي ستأخذ تبعا لهذه المنهجية والطرح بعدا آخر.عندما تكون الغاية محددة والإنسان الذي سيُكلّف بتحقيقها في الواقع مؤهلا لن تطرح أبدا مشكلة الوسائل وبخاصة ونحن لسنا بالبلد الفقير أو الذي ينطلق من فراغ. عكس ذلك سيحدد المعلم بنفسه الوسائل التي يحتاجها وسيستخدمها بكفاءة عالية وسيحافظ عليها أحسن محافظة، وسيقول لنا هو ما الذي يريده وما الذي لا يريده، وتتوقف الإدارة عن فرض وسائلها لغايات شيئية أو سياسية لا علاقة لها بالمهام التربوية (صفقات مشبوهة أو دعاية سياسية لوزير أو مسؤول). المعلم لا تهمه هذه أو تلك وسيحدد بذاته الوسائل التي يحتاجها ولن تستهلك أكثر من الميزانيات المخصصة لها اليوم وستصل إلى الصبورة التفاعلية في وقت أقل بكثير من الوقت الذي ستستغرقه الإدارة إذا أرادت بمفردها أن توفر هذه الوسائل.

وهكذا نندرج ضمن الرؤية الاستشرافية في مجال التعليم بحق، حيث تصبح الرؤية والإنسان سابقة للوسائل والإمكانات، عكس المنهجية المتبعة اليوم التي تنطلق من حساب عدد التلاميذ لتنجز الهياكل وتوفر الوسائل ثم تفكر في الإنسان تكوينا ووضعا اجتماعيا وحالة نفسية ومعنوية وقدرة على العطاء. وهو ما جعل المعادلة مختلة باستمرار.

يبقى المدى الزمني لتحقيق ذلك وموقع التلميذ، تلك مسألة أخرى، تحتاج إلى موضوع آخر بإذن الله. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
17
  • as

    ويكدس عليهم المواد تكديسا رهيبا إذ أنّ المادة التي كنا نحن فيما مضى ندرسها طوال السنة ويستفيض لنا الأساتذة شرحا وتحليلا ومع ذلك لا يكفينا الوقت لإنهاء البرنامج أصبحت في هذا النظام عبارة عن وحدات سداسية يسارع الأستاذ مضطرا إلى شرحها في عجالة لكي يتم فقط نصف البرنامج خاصة في السداسي الثاني الذي يبدأ من مارس إلى جوان بل لنقل إلى منتصف ماي
    ومع ذلك لا أغفر للطلبة لجوئهم إلى الغش في سبيل الحصول على النقطة التي أصبحت هي شغلهم الشاغل إلا أنه توجد عناصر ذات مستوى عالي جدا يتأسف الإنسان أنها في هذا النظام

  • as

    ولكن رغم ذلك ... ورغم شرحي المفصل لها، إلا أنّي بعد أن استلمت بحوثهم وجدت أني قد تحدثت في فراغ وأنهم لم يطبقوا أي شيء من الأمور التي شرحتها إلا من رحم ربي، لدرجة أن هناك مجموعة كبيرة نقلت البحوث من الانترنت ابتداء من المقدمة وصولا إلى الخاتمة، ثم يضيفون بعض الهوامش لخداع الأستاذ، ومنهم طالبة كتبت لي في مكان الهامش أنها نقلت المعلومات من محاضرة الأستاذ المحاضر وعندما واجهتهم بفعالهم تحججوا بضيق الوقت
    إذن حقيقة المشكل ليس في الوسائل ولا في الأساتذة وإنما في النظام الذي يحتم على الطالب أن يصبح آلة

  • as

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيكم أستاذ على هذا المقال الرائع والمميز في موضوعه وفي طريقة طرحه، أشاطركم الرأي في أنّ الوسائل ليست هي التي قد تغير من مستوى التعليم، وذلك من خلال تجربتي القصيرة والبسيطة التي قد تنعدم أمام تجارب من سبقني من أساتذتي الأفاضل
    فأنا قد درست خلال السداسي الثاني من السنة الفارطة ساعات إضافية وهي أول تجربة لي في حياتي إذ تحصلت على الماجستير وأنا الآن أواصل الدكتوراه
    أول مشكل واجهته هو ان الأقسام التي أدرس فيها تحتوي على سبورة طبشور وأنا عندي الحساسية

  • حكيم لمقارين

    لن نستطيع ان نتقدم اي خطوة في اي مجال مادمنا لا نتقبل النقد ولن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام مادمنا نغطي الحقائق مجاملةللمسؤول او خوفا على ضياع الكرسي ماذا يحدث لو قلنا الحقائق وخسرنا فردا او منصبا لكننا بذلك سنربح مستقبل أمة وهذا الأهم

  • حنتصالي

    هناك ازمة اخلاقية عصفت بكامل القطاعات واخرها قطاع التربية وهي ازمة فقدان" القيمة" دائما الجهذ المبذول تقابله قيمة مقابلة كالاوراق النقدية التى تقابلها قطع الزهبية والقيمة في المجتمع تبنى الوطن سهمها يرتفع و كذا المجتمع وفقدانها بناء الوهم او جمهوريات الكارتون اسهمها تتهاوى الى الحضيض

    لو كل مواطن يخرج من بيته وفي نيته ان يعطى جهد لوطنه ومجتمعه يمكن تقييمه في انجاز او خدمة او اي شيئ عينى او مادى لكانت الجزائر من ارقي الدول ويجب اشاعة هاته الثقافة السامية حتى يصفى ضميره و يرضى ربه

  • Riyad

    أستاذي الفاضل.اذا كان الأصل اعوج فكيف يستقيم الظل .سياسة اي بلد محترم منظومة متكاملة السياسة تكمل الاقتصاد و الاقتصاد يكمل التربية الخ و الرجل المناسب في مكانه و المنصب بحقه فبالله عليك وزيرة التربية لا تتكلم حتى الدارجة ورئيسها ابلغ من الجاحظ حيث أثرى اللغة العربية بمصطلحات جديدة فقافير فكيف تصبغ البيت و هو خرب منهار و قيد للبيع في سوق بارباس

  • حميد تيبازة

    خلاصة القول:
    إذا أسند الامر لغير أهله (بن غبريط، سلال.............)فانتظر الرداءة
    في كل شيء ،

  • عادل

    شكرا على هذا المقال الدقيق

  • مومو

    حدث بجامعة بسكرة
    شهادات ''الماجستير'' بمعدل 2/20
    18/10/2009 النهار أون لاين /نشيدة قوادري
    كشف محضر مداولات مسابقة الدخول سنة أولى ماجيستير للسنة الجامعية 2010/2009، في فروع الفيزياء، الكيمياء، الهندسة المدنية والري بكليتي العلوم الدقيقة وعلوم الطبيعة والحياة والعلوم والتكنولوجيا بجامعة ببسكرة، نجاح العديد من الطلبة بمعدلات تراوحت بين 2و 9 على 20، في حين تم وضع قائمة لمجموعة من الطلبة في الاحتياط، ومعدلاتهم لا تتجاوز 1,50. مقابل حصول بعض الطلبةعلى 0 نقطة في بعض المواد. وقد اتضح جليا بعد اطلاع '

  • مومو

    وزيرة التربية مجددة و تبحث في أسباب رقي التعليم و تحسين مستوى المدرس و المتمدرس كل يوم يمر إلا و هناك شيء جديد و مفيد، أعانك الله في مهمتك الشاقة و النبيلة. و في المقابل وزير ت.ع. يغط في النوم العميق و جامعات الجزائر تتذيل كل الترتيبات و التصنيفات العالمية و غالبا غير مصنفة .لا وجود لأثر الإصلاح و لا حتى مجرد التفكير فيه لا شيء جديد في التنظيم و التخطيط و التسيير ، إنه الجمود التام .و كأن السلطة راضية عن هذا الإنحطاط العلمي ولا ترضى أبدا بانحطاط الكرة. كان من المفروض أن تكون الجامعة قاطرة الإص

  • بدون اسم

    قلتم:" الطالب الذي أنهى دراسته بمستوى ضعيف والأستاذ الذي لم يستطع أن ينقل المعارف المتعلقة بتخصصه للطالب، ولكل أسبابه وتفاسيره.. "
    و قلنا "فاقد الشيء لا يعطيه"

  • خالد25

    نشكر الأستاذ سليم وأريد أن أطرح عليه بعض الأسئلة المحرجة أو المسكوت عنها ،وهي العلاقة بين أفق السياسة وأفق التربية ،وهل نتصور المدرسة كفضاء للإبداع والإبتكار والتفكير الحر داخل مؤسسات سياسية يخنقها الإستبداد والرأي الواحد والتزوير والرداءة ؟ ،وهل نتصور مدرسة الغد داخل إدارة بيروقراطية رديئة تعشش فيها المحسوبية والجهوية والفساد معدومة الرؤية والأفق ؟وأخيرا من أين نبدأ ؟وإن كان تكوين المربي هو المحور والأساس حسب الكاتب ، فالسؤال من يكوّن من؟و كيف نصوغ وضامين ووسائل التكوين الناجعة والمفيدة ؟

  • محمود

    تحية لك أستاذ قلالة
    التعليم روحٌ.ولا بد للأرواح من أجساد كي يتمّ لها الوجود العملي والنفعي.والجسد الواجب توفّره هو فضاء التطبيق المحوِّل.لا يمكن للعلم أن يزهر فضلا عن أن يزدهر إن نَشِر من أجل النشر لأنّه وسيلة مهما ظهر بمظهر الغاية.فهل تهيّأ في مجتمعنا من الماديّ والمعنويّ ما يستحقّ أن يكون مأوى لهذه الروح؟لا،بدون تردد.ولا أدري هل يدرك أهل الحل والربط خطورة الأرواح السائحة على اسقرار العقول وطمأنينة القلوب؟الحالة السويّة للعلم هي حين يسري في اتجاه مستقيم ويتخلّص من متاهات الدوران الفارغ.

  • بدون اسم

    يوم نكون أحرارا كالصينيين والأتراك يكون للتعليم معنئ .

  • الجزائرية

    تزود الجامعة الطالب بمعارف متنوعة تكون في مجال تخصصه.لكن المعرفة تظل مفتوحة وواسعة جدا ومصادرها متعددة من كتب وموسوعات ووسائل عصرية كالأنترنيت وغير ذلك قد تغني الطالب عن الجامعة إذا ركزنا على هذا الجانب أي المعرفة.. و بالتالي سيظل دور الجامعة هو تزويد الطالب بأكثرمن المعرفة..بمنهجية تفكير سليمة و آليات للبحث و اختيار المعلومة و كيفية البناء الفكري و التحليل و التعليل والمناقشة وبالتالي القدرة على تكوين رأي علمي مستقل مدعوم بحجج بعيدا عن التطرف و المغالاة و القدرة على اصدار حكم..أو إنتاج علمي راق

  • محمد لمين بنزعمية

    الإنفاق لا يعني بالضرورة إنجاح المنظومة التربوية وير دليل على ذلك مستوى الإنفاق السابق والحالي المتزايد كل سنة فالمنظومة التربوية الجزائرية تحتاج إلى فكر يكون بإجماع جميع الفاعلين في القطاع وهنا لا أعني النقابات بل الأكفاء من معلمين وأساتذة ومفتشين في كل الكستويات بالإضافة إلى مفكرين في التربية بنواحيها النفسي والإجتماعي وحتى علماء الدين التي نحن الآن بحاجة ماسة إلى موعظتهم أكثر من وقت سبق فالجزائر نهضت بعد العشرية في عالم تغير كل معالمه ومس المجتمع بالدرجة الأولى والمدرسة بالدرجة الثانية

  • إداري

    جزيل الشكر أيها الأستاذ على هذا المقال:
    فعلا فكرة الإصلاح في بلادنا اهتمت بالشكل والمادة والوسائل، دون الاهتمام بنوعية التكوين، وكيفية التلقين ولا بنفسية الملقن و المتلقن على حد سواء. ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر: نظرية الرقمنة ( l'informatisation ) التي تغنى بها المسؤولون على قطاع التربية منذ سنوات، والتي حصرت في توفير الحواسيب وإدخال الأنترنت في المؤسسات، دون توفر نظرة بعيدة المدى لتوفير المشرفين عليها، والكفيلين بمراقبة ماذا سيجني تلميذ الجيل الألي من هذه الوسيلة: أهو علم أم أشياء أخرى؟