الجزائر
الأحزاب والجمعيات تثمن قرارات الرئيس المعلنة في ذكرى 22 فيفري:  

.. قرارات حاسمة

أسماء بهلولي
  • 16063
  • 19
ح.م

أعربت الطبقة السياسية والمنظمات الوطنية الجمعة عن ارتياحها لقرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بحل المجلس الشعبي الوطني، وإقرار تعديل حكومي خلال الساعات المقبلة، وإطلاق سراح معتقلي الرأي، واعتبر رؤساء أحزاب أن ما تضمنه خطاب القاضي الأول للبلاد بمثابة “عربون إثبات تطبيق الوعود”، وخطوة أولى نحو تنظيف البرلمان من المال الفاسد ووضع حد للشبهات والتأويلات التي طالت المؤسسة التشريعية خلال الفترة الأخيرة.

رحب حزب جبهة التحرير الوطني صاحب الأغلبية البرلمانية بالمجلس الشعبي الوطني على لسان مستشاره الإعلامي محمد عماري، بالقرارات الصادرة عن رئيس الجمهورية في 24 ساعة الأخيرة، مؤكدا أن حل المجلس الشعبي الوطني سيسمح بانتخاب مجلس جديد، بعيدا عن الشبهات التي طالما رافقت العملية الانتخابية من خلال إبعاد الإدارة تماما عن العملية الانتخابية، بما يجعل نتائج الاقتراع القادم بعيدة عن الشبهات والتأويلات.

وبخصوص إطلاق سراح المعتقلين والمتابعين في قضايا رأي واستعمال مواقع التواصل الاجتماعي، وصف الآفلان القرار بـ”المهم”، داعيا في نفس الوقت ممثلي المجتمع برمته إلى التفاعل إيجابيا مع هذا الموقف “الذي يثبت رغبة الرئيس في التهدئة وإشاعة الطمأنينة، بغرض التفرغ جماعيا إلى معركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشكل تحديا ورهانا للجميع”-يضيف الحزب- .

من جهته، التجمع الوطني الديمقراطي، أكد على أهمية القرارات الصادرة من الرئيس عشية الذكرى الثانية للحراك، مؤكدا على لسان العربي صافي على أن حل الغرفة السفلى يصب في إطار تهدئة الجبهة الداخلية، لاسيما وأنه مطلب شعبي، كما أنه حل يندرج في مسعى تكييف المؤسسة التشريعية مع مقتضيات الدستور الجديد، خاصة ما تعلق بدعم الشباب لولوج العمل السياسي مستقبلا.

واعتبر في تصريح لـ”الشروق” أن إطلاق المساجين كان مطلب الطبقة السياسية وهو قرار من شأنه تقريب المسافات بين المعارضة والسلطة.

كما سارع عبد القادر بن قرينة إلى الترحيب بحل المجلس الشعبي تأكيدا على “الوعد السابق للرئيس بسبب شرعية البرلمان المعطوبة بالتزوير”، وقال رئيس حركة البناء في منشور له أنه يأمل من الرئيس أن يحل باقي المجالس المحلية ويدعو لانتخابات مسبقة.

من جانبه، يرى رئيس حزب “صوت الشعب”، لمين عصماني، أن موقف رئيس الجمهورية القاضي بحل الغرفة السفلى يأتي التزاما لما وعد به الجزائريين خلال حملته الانتخابية ببناء مؤسسات قوية.

واعتبر عصماني في تصريح لـ”الشروق” أن قرارات الرئيس تترجم الإرادة السياسية الفعلية في بناء مؤسسات شرعية بعيدة عن الشبهات، والأمر نفسه بالنسبة للتعديل الحكومي الذي جاء استجابة لمطالب الطبقة السياسية والشعب، على حد سواء.

بالمقابل، يؤكد حزب جبهة المستقبل أن القرارات الصادرة ترجمت الإرادة الفعلية لرئيس الجمهورية في التغيير، مؤكد أن حل المجلس والتعديل الحكومي المرتقب والعفو الرئاسي عن مساجين وتنصيب المرصد الوطني للمجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب دلالة على الانطلاقة الحقيقية لوضع معالم الجزائر الجديدة.

وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه حركة النهضة، التي أكدت أن التدابير والإجراءات والقرارات المتخذة من قبل رئيس الجمهورية من شأنها تمتين الجبهة الداخلية وإعادة بناء الثقة.

وأكدت الحركة في بيان لها على “بناء الخارطة السياسية على أسس ديمقراطية تتكافأ فيها الفرص وتتجسد فيها الإرادة الشعبية بإدخال تعديلات صلبة على قانون الانتخابات بإعطاء دور رقابي للأحزاب السياسية وممثلي المترشحين في اللجان الانتخابية، مع تخفيف شروط إعداد القوائم وتمديد مدة تحضيرها”.

من جهة أخرى، رحبت منظمة المجاهدين بالقرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في إطار ما وصفته بـ”إصلاح وجه المناخ السياسي الوطني ضمن الخطوات المتبعة برسم معالم الجزائر الجديدة، التي تمنح الشعب دورها باعتباره مركز اتخاذ القرار عن طريق انتخاب ممثلين حقيقيين عن إرادة المواطنين”.

واعتبرت المنظمة في بيان لها، أن قرار رئيس الجمهورية الأخير القاضي بحل الغرفة السفلى خطوة إيجابية ستمكن من انتخاب مجلس شعبي تمثيلي خال من أصحاب المال الفاسد، بالإضافة إلى التوقيت الذي اختاره القاضي الأول للبلاد لمخاطبة الشعب تزامنا مع اليوم الوطني للشهيد، وهو أمر رمزي يدل على مكانة هذه الذكرى لدى الرئيس، فضلا عن تزامنه مع عشية ذكرى انطلاق الحراك الشعبي المبارك، وفق المنظمة.

مكتب شنين: نحن مع الرئيس في مسار الإصلاح والتغيير

من جانب آخر، رحب رئيس المجلس الشعبي الوطني “المحل” سليمان شنين، بالقرار الصادر عن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بحل الغرفة السفلى للبرلمان، مؤكدا أن هذا القرار يندرج في إطار مواصلة الإصلاح والتغيير.

وقال رئيس المجلس سليمان شنين في تغريدة له، بعد القرار “أتقدم بخالص عبارات التقدير والامتنان لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لما لمسته منه من توجيه ودعم خلال فترة رئاستي للمجلس الشعبي الوطني وأدعو الله أن يوفقه في مواصلة مسار الإصلاح والتغيير”.

يأتي هذا بالتزامن مع عقد مكتب المجلس الشعبي الوطني، مساء الخميس، اجتماعا طارئا بعد إعلان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حل الهيئة، أين ثمن الخطوة ووجه رسالة شكر ووداع للنواب.

وجاء في بيان للمجلس “نثمن مضمون خطاب رئيس الجمهورية الموجه إلى الأمة وما تضمنه من إجراءات من شأنها المساهمة في تحقيق طموحات الشعب.. ونشكر النواب على مجهوداتهم ومواقفهم الوطنية”.

مقالات ذات صلة