الرأي

قضايا العالم في حبل غسيل البيت الأبيض

ح.م

كسر الرئيس جو بايدن عقدة فشله المتكررة في الوصول إلى البيت الأبيض رئيسا، وهو الهدف الأقصى الوحيد المتحقق بعد هزيمة الرئيس دونالد ترامب في انتخابات رئاسية رافقتها الشكوك، وأثارت الشارع الأمريكي المنقسم على نفسه.

قضايا العالم في ملفات مفتوحة بمكاتب مستشاري البيت الأبيض، لم يتخذ بشأنها أي قرار واضح، قضايا مرحلة من عهد رئاسي سابق، وعد جو بايدن بإعادة مراجعتها، وإيجاد الحلول الأنجع لها من وجهة نظره المؤجلة لحد اللحظة.

ماذا يريد الرئيس جو بايدن تحقيقه لهذا العالم؟

بدت الولايات المتحدة الأمريكية في أضعف حالاتها، وهي تضع قضايا العالم في حبل غسيل معلق بين طرفي أسوار البيت الأبيض، في طقس بارد، وموسم اقتصادي في أردإ حالات الكساد المترافق مع هجمة فيروس كورونا التي جردت القوى الكبرى من عظمة قدراتها وأفقدتها حصانتها من اختراق أي خطر محتمل.

بنيامين نتنياهو رئيس وزراء “الكيان الإسرائيلي” حليف أمريكا غير القابل للجدل، هو نفسه لم يرق له هذا البرود في سياسة دولة عظمى، وأبلغ جو بايدن بخطاب صريح ميله لاتخاذ قرارات مصيرية لها انعكاس على الأمن العالمي دون الرجوع إلى البيت الأبيض.

وما يشغل تل أبيب الآن هو الملف النووي الإيراني المعلق في دائرة الحيرة التي تلف حياة جو بايدن الرئاسية، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى الإعلان رسميا بقوله: “إنني سأمنع إيران من حيازة السلاح النووي باتفاق أو من دونه، ونحن لن نترك امن إسرائيل بيد أحد”.

تلكؤ أمريكي سيدفع “الكيان الإسرائيلي” إلى ارتكاب حماقة لا يقوى جو بايدن على احتواء مخاطرها إقليميا وعالميا، وهو المقيد بإستراتيجية أمريكية لا يمتلك أدوات تنفيذها.

دول الشرق الأوسط تترقب بتساؤل مطروح: ماذا سيفعل جو بايدن في احتواء أخطر التحديات بأقل الأضرار؟

تل أبيب لم تضع في حساباتها خيارات أخرى غير الخيار العسكري في غلق الملف النووي الإيراني من دون العودة لخيار التفاوض، وهو الخيار الذي يتحاشاه الرئيس جو بايدن الباحث عن مخرج دبلوماسي تعترضه العراقيل، وضغوطات بنيامين نتياهو الذي يرى “أن الأمرين اللذين سيبطئان سعي إيران للحصول على الأسلحة النووية هما تهديد عسكري حقيقي وعقوبات شديدة”.

أزمة تتفاقم وعواقبها تنذر بالخطر، ومازال جو بايدن يراوح في خيار دبلوماسي لم يحرص على تهيئة مستلزمات تفعيله فوق أرض قابلة للحياة، وتوافقه مع دول الاتحاد الأوروبي لا يمده قوة في اتخاذ القرار الأنسب أمام ضغط ورؤى “تل أبيب”.

مازال فريق جو بايدن، يعمل خلف أبواب مغلقة، دون الكشف عن خططه وبرامجه، وآثر تأجيل الحوار مع دول الشرق الأوسط، التي تنتظر أنظمتها اتصالا رئاسيا بين لحظة وأخرى لمعرفة ما يدور في الذهن الأمريكي، وما عليها فعله في أحداث مرتقبة تعني أمنها القومي الجوهري.

حجاب غير أصولي ارتداه جو بايدن، منع الرؤية لما ستؤول إليه الأحداث في زمن قريب في ظل طقس أمريكي بارد..!

مقالات ذات صلة