قضية الحكم غاساما تتحول إلى صراع كروي بخلفيات سياسية

تتجه فضيحة المباراة الفاصلة ما بين المنتخب الوطني أمام نظيره الكاميروني، لتأخذ أبعادا أخرى وتتحوّل إلى قضية رأي عام دولي، وهذا بالنظر للتطوّرات الأخيرة التي عرفتها الشكوى التي رفعها الاتحاد الجزائري ضد الحكم الغامبي باكاري غاساما على مستوى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ومن بعدها التصريحات النارية التي أطلقها الناخب الوطني جمال بلماضي ضد الحكم غاساما والتحكيم الإفريقي.

مع اقتراب موعد إصدار قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بشأن ملف مباراة الجزائر والكاميرون، بعد التظلم الذي رفعه الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بدأت الأمور تنحرف عن مسارها الطبيعي، وتتحوّل إلى صراع كروي بخلفيات سياسية، والتي قد تأخذ أبعادا أخرى في الأيام أو الأسابيع القادمة، وهذا بعد حرب البيانات التي انطلقت نهاية الأسبوع، والتي تبعتها ردود أفعال كثيرة من داخل وخارج القارة السمراء، على خلفية تصريحات الناخب الوطني، جمال بلماضي، الذي جدّد التنديد بالمجزرة التحكيمية التي قام بها الحكم الغامبي باكاراغاساما في حق المنتخب الوطني، والتي كانت وراء إقصائه وحرمانه من التأهل إلى المونديال.

وبالرغم من قوة تصريحات بلماضي الأخيرة تجاه الحكم غاساما، وانتقاده واقع التحكيم الإفريقي، فإن ذلك لا يبرر الحملة الشرسة التي شنت على المدرب الوطني، والتي بدأت بالبيان الذي أصدره النجم الكاميروني السابق، صامويل إيتو، اعتبارا أن المدرب الجزائري لم يتهم الكاميرون بأي شيء، ولكنه ركّز كل كلامه على الحكم غاساما.

ولا يفسّر الغضب الشديد الذي حمله بيان الاتحاد الكاميروني ضد بلماضي إلا شعوره بالحرج مما قاله الأخير على الحكم غاساما على وجه الخصوص، والتحكيم الإفريقي عموما، كما قد يعكس أيضا تخوّف المسؤولين الكاميرونيين من الأبعاد التي قد تأخذها هذه القضية، التي تتجه لتنتهي في أروقة المحكمة الرياضية الدولية “التاس” في حالة كان قرار “الفيفا” سلبيا ولا يستجيب لطموحات الجزائريين.

في نفس السياق، جاءت ردة فعل الاتحاد الغامبي لكرة القدم سلبية وخارج إطار اللباقة، وهذا من خلال البيان الذي أصدره هو الآخر، والذي طلب فيه الاتحاد الجزائري التبرؤ من تصريحات مدرب المنتخب الوطني في حق الحكم غاساما، فيما طالب الكاف والفيفا بمعاقبة المدرب جمال بلماضي بسبب فتحه النار على سوء تحكيم غاساما في مباراة الخضر أمام الكاميرون.

في سياق متصل، انساقت عديد الأصوات وراء الهجوم المعاكس الذي تعرض له المدرب الوطني جمال بلماضي، بسبب تنديده بمستوى التحكيم الإفريقي وبالفساد الموجود في كرة القدم الإفريقية، لتظهر هذه الحملة “وقاحة” بعض الأفارقة من لاعبين دوليين كاميرونيين سابقين في الدفاع عن الفساد وحكامهم الفاسدين، إلى هؤلاء،  انضمت بعض الأصوات الشاذة من العنصريين والإعلاميين الفرنسيين الذين لم تعجبهم صراحة جمال بلماضي.

وفي انتظار صدور قرار الفيفا بشأن الشكوى التي رفعها الاتحاد الجزائري ضد الحكم غاساما، من الممكن جدا أن تكشف الأيام القادمة الغطاء عن حقيقة ما حدث في مباراة الخضر أمام الكاميرون، والأطراف التي تقف وراء المهزلة التحكيمية التي كان بطلها الحكم الغامبي باكاريغاساما، سيما بعد التأكد من المسار الذي اختاره الأخير في تنقله إلى الجزائر، ومروره على المغرب وتونس قبل الالتحاق بالعاصمة الجزائرية.