-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قضية تحت الصفر

الشروق أونلاين
  • 1254
  • 0
قضية تحت الصفر

سالم زواوي

الإقتتال الدائر بين الفلسطينيين داخل ما يسمى بالأراضي الفلسطينية وصل إلى مرحلة الحرب الأهلية القذرة بين أبناء الشعب الواحد في مشروع وطن لم تكتمل ملامحه بعد وقد لا تكتمل على الإطلاق، ليس بسبب السياسة الإسرائيلية الأمريكية فحسب ولكن أيضا بسبب مواقف الفلسطينيين من بعضهم البعض والصورة المشوهة التي أصبحوا يصدرونها للعالم صباح مساء عن نضالات الشعب الفلسطيني وعذاباته ومعاناته وطموحاته وتطلعاته المشروعةلقد أصبحت شوارع الضفة الغربية وقطاع غزّة مسرحا لمناظر مؤسفة عن فصائل الثورة الفلسطينية وعناصرها تتساقط كالذباب تحت نيران “القوات الصديقة” كما يقال.

ومن المؤسف أن منظمة فتح، التي تتهم غريمتها حماس بالتطرّف وإفساد عملية السلام، وتنادي بمواصلة استعمال الحجارة والأطفال ضد الترسانة الإسرائيلية من أجل استرجاع الحقوق المسلوبة وإقامة الدولة الفلسطينية ـ على الرغم من أن التاريخ لا يخبرنا بأي دولة قامت على الحجارة التي يقذفها الأطفال ـ هي نفسها فتح التي تستعمل اليوم أفتك الأسلحة النارية الخفيفة والمتوسطة التي يزودها بها الجيش الإسرائيلي والأنظمة العربية العميلة ضد حماس وكل مظاهر حكومتها الشرعية المنتخبة من طرف الشعب الفلسطيني وبالتالي ضد قطاع واسع من الشعب الفلسطيني أو ضد أغلبيته التي انتخبت هذه الحكومة بطريقة ديمقراطية لا غبار عليها.

وهذا بعد أن كانت العناصر “الفتحوية” تكتفي في السابق بوضع أقراص البث الإليكتروني التي تدل الطائرات الإسرائيلية على أمكنة تواجد قادة الثورة الفلسطينية المسلحة وزعمائها السياسيين قصد تقطيع أجسادهم بواسطة الصواريخ الموجهة مثلما فعلت مع الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي والكثير من مقاومي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وعناصر سرايا القدس من فتح ذاتها وغيرها.

إن ما يحدث اليوم من اقتتال دام في هذه الأرض الممزقة نتيجة تمسّك بعض الفلسطينيين بوهم السلاح الإسرائيلي الأمريكي وما يحققه من فوائد مادية للأشخاص ليس والمجموعات ليس إلا، هو بصدد القضاء على آخر الصور الجميلة التي ارتسمت للعالم عن الحق الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية والمعاناة الفلسطينية على مدى عقود من الزمن.

ولذلك، فإن ما يحدث هو أكبر وأمر من نكسة 1948، لأنه يقضي على آمال الأجيال وتنزل الإحباط بأكثر النفوس صلابة وإيمانا، ويعود بالقضية على نقطة الصفر أو ما دون الصفر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!