منوعات
إهانة ما بعدها إهانة للمعوزين

قفة رمضان توزع في شاحنة القمامة بسطيف

سمير مخربش
  • 2854
  • 13
ح.م
شاحنة قمامة توزع قفة رمضان

قامت مصالح بلدية بني وسين بشمال ولاية سطيف بتوزيع قفة رمضان في شاحنة القمامة التي صالت وجالت بين أحياء المدينة وهي تحمل مواد غذائية للفقراء.
هذه القفة التي ارتبط اسمها بالعار والإهانة زادتها السلطات البلدية ببني وسين مهانة وذلا، حيث أقدم عمال البلدية بكل ثقة وارتياح على جمع القفة بما تحويه من سكر وزيت وقهوة وبقول ومختلف المواد فوضعت كلها في شاحنة القمامة ووزعت على المحتاجين تحت شعار غذاؤكم ترعاه أياد آمنة. فالشاحنة المخصصة لجمع القاذورات والفضلات والتي كانت تقوم بهذه المهمة بإتقان تحول نشاطها بقدرة قادر إلى وسيلة لتوزيع مواد غذائية إلى أناس يبدو أنهم تحت التصنيف البشري وصحتهم لا تعني أي شيء بالنسبة للمسؤولين، فالمهم أن تُسد أفواههم وترفع التقارير إلى الجهات المعنية على أن القفة وزعت على عدد هام من المعوزين في ظروف جيدة، وقد استبشر بها المواطنون خيرا وفرح المعوزون بهذه القفة الدسمة المدعمة بالبروتينات والفيتامينات. فلا تسألوا كيف وزعت المهم أنها وصلت والقائمون على العملية يركزون على الغاية ولا يهتمون بالوسيلة.
وقد شوهدت شاحنة العار وهي تتنقل بين الأحياء وسط دهشة المواطنين وعكست الصور مهزلة حقيقية أضيفت إلى قفة العار. وأما بالنسبة لرئيس البلدية، فقد قال إن العملية تمت من دون علمه، مشيرا إلى أن الشاحنة لا تستعمل حاليا لنقل القمامة والبلدية تملك شاحنة أخرى لحمل الفضلات. ليبقى التساؤل هل كان من الضروري نقل قفة رمضان في شاحنة القمامة حتى وإن كانت نظيفة، ألا يشكل اقتران هذه الشاحنة بالقمامة إهانة للمعوزين حتى وإن كانت جديدة.

مقالات ذات صلة