-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قمة الفظاعة

الشروق أونلاين
  • 2359
  • 0
قمة الفظاعة

سالم زواوي

يعقد بعض الرؤساء والملوك العرب اليوم، قمتهم العادية التاسعة عشر بجدول أعمال قديم يعود إلى سنة 2002، وأساس ما فيه هو عرض السلام على إسرائيل مقابل الأرض وبعض الحلول للقضية الفلسطينية في الجانب المتعلق باللاجئين والدولة المستقلة.. وعرض التطبيع مع إسرائيل بواسطة إقامة العلاقات الديبلوماسية المباشرة.المعروف أن نفس هذه المطالب كانت إسرائيل قد رفضتها جملة وتفصيلا، وقال عنها شارون سنة 2002 عقب قمة بيروت إنها لا تساوي حتى الحبر الذي كتبت به، كما يتخذ أولمرت اليوم، نفس الموقف الحاد والثابت ويُكلف كوندوليزا رايس بتبليغه إلى العرب في شكل تهديد إسرائيلي أمريكي لا يكاد يكون مغلفا، وهو – كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية صراحة – “أن يمد العرب أيديهم لإسرائيل دون أن ينتظروا شيئا”، ومعناه أن يعبّروا عن اعترافهم بإسرائيل أولا قبل نظر المسؤولين الإسرائيليين في مبادرتهم”.

فلماذا يعود القادة العرب اليوم، إلى طرح مبادرة أكل عليها الدهر وشرب، وردّت عليها إسرائيل بأنها لا تساوي حتى الحبر الذي كتبت به؟ ولماذا هذا الإلحاح على العودة إلى الوراء وممارسة سياسة النعامة، في حين يزداد الكيان الصهيوني كل دقيقة شراسة ويمضي في تنفيذ مخططاته الهدامة لحقوق الشعب الفلسطيني ومقدسات المسلمين، دون النظر يمينا أو شمالا أو الإهتمام بالتنديدات والشرعية الدولية؟ إن القادة العرب ليسوا فقط تلاميذ أغبياء لا يستفيدون من التاريخ ودروسه، لكنهم أكثر من ذلك، ينظرون إلى مصير الأمة العربية وما يعانيه 300 مليون عربي من تشرذم على يد “الكمشة” الصهيونية، من الزاوية الضيقة التي تخص مصالح كل ملك أو رئيس أو زعيم منهم في البقاء والإستمرار على كرسي السلطة والحكم.

وبعد أن كان هؤلاء يستمدون شرعيتهم من مناهضة “الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية” أصبحوا يستمدون هذه الشرعية من “تحقيق السلم مع إسرائيل ودعم أمريكا في مكافحة الإرهاب الدولي”. ولعل هذه الحقيقة هي التي غيبت العديد من هؤلاء الزعماء عن هذه القمة تفاديا، كالعادة، لإحراج أمريكا ولو بمجرد بيانات اللوم والعتاب، وهو ما يفسر كذلك تهافت البعض الآخر بحماس على هذه القمة والإنتصار فيها لإسرائيل بغرض انتزاع المزيد من الشرعية الإسرائيلية – الأمريكية للسياسات الممارسة ضد الشعوب كالإنتخابات والإستفتاءات المزورة حول تعديل الدساتير وتجديد البرلمانات.

ولكن من جهة أخرى، يمكن التساؤل عما إذا كانت هذه الأمة التي قوامها 300 مليون فرد، لا تستحق هذا المصير وهذا الخذلان، لأنها أمة نائمة دون باقي الأمم يتحكم فيها أشرارها والفاسقون منها، وتنتظر أن ينهض الناس في نيوزيلاند والسويد وكوستاريكا للدفاع عنها، كما يحصل الآن من حين لآخر تجاه الحرب على العراق والتنكيل اليهودي بالشعب الفلسطيني؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!