-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قمة دول… “الانحياز”

الشروق أونلاين
  • 2271
  • 0
قمة دول… “الانحياز”

من يصدّق الآن بأنه توجد في العالم دولا غير منحازة ؟.. بل من يصدّق بأنه كانت أيضا في السابق دولا غير منحازة ؟.. في عالم توجد فيه حاليا قوة عظمى واحدة أجبرت كل الأمم على أن تنحاز لها وتأتمر بأوامرها..

  • فإذا كانت محاولة جواهر نهرو وبروز تيتو وجمال عبد الناصر” في بعث دول غير منحازة لمعسكرين كانا في أوج الصراع فيما بينهما لم تزد المتجبّرين سوى تجبر، فإن الوضع الآن أكثر تعقيدا، لأن مشاركة “الحكومة العراقية” هو خير دليل على أن القمة الحالية فيها الكثير من المنحازين للقوة الكبيرة الوحيدة في العالم ولا ينقص الاجتماع سوى الولايات المتحدة الأمريكية التي من المفروض أن كل الدول المشاركة في شرم الشيخ غير منحازة لسياساتها الظالمة، خاصة في العراق الذي أجبرت أهله على سياسة ارتأتها هي، والشرق الأوسط الذي ترسم خارطته هي..
  • لا جدال في أن المواضيع المطروحة للدراسة في قمة عدم الانحياز هامة جدا مثل التغيرات الجوية والأزمة الاقتصادية والإرهاب.. ولكن بقاء المنظمة بذات الإسم هو الذي صار يطرح نفسه الآن، خاصة عندما نجد دولا مشاركة لا تجد حرجا في الاعتراف بأنها منحازة لأمريكا ظالمة أو مظلومة.. رغم أن أمريكا لا يمكن أن تكون مظلومة.
  • في دول الغرب، كل المنظمات القديمة تم وضع لمسات كثيرة على سطحها ولبّها ومنها ما تمّ إلغاؤها نهائيا أمام التغيرات التي حدثت بعد انهيار المعسكر الشرقي وارتداء دول شرق أوربا القبعة الغربية، لكن دول العالم الثالث مازالت تناضل بالسيوف في زمن “الميغ” وتكتب بقلم الرصاص في زمن “الكمبيوتر”، والكثير من قممها هي في الأصل “حضيض سياسي” لم يعد من جدوى منه كما يحدث في جامعة الدول العربية التي أنشئت من أجل لمّ الشمل العربي وتوحيده على كلمة واحدة، فتحولت من “جامعة” إلى “مفرقة” للصف العربي وأحيانا تنتهي بنسف للعلاقات ما بين دول عربية كثيرة تمكنت هذه الجامعة العربية من تحقيق فرقتها أكثر من العدو الصهيوني.
  • الدول المشاركة في قمة منتجع شرم الشيخ قارب عددها المئتين ومنها ما شارك في القوة العسكرية التي وصلت بها الولايات المتحدة إلى أفغانستان والعراق والكثير من الدول المشاركة كانت ضمن فريق “الصم البكم” الذي كان شاهد “ماشافش حاجة” في مجازر قانة وغزة إن لم نقل أنه كان منحازا مع الجلادين.. وهو ما جعل أمريكا لا تمنح أي اهتمام ولا حتى فضول لقمة شرم الشيخ مادامت تذهب أينما شاءت، لأن “خراجها” عائد إليها.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!