-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قهرني القرآن

قهرني القرآن

أصدق كلمة قالها شخص علا في الأرض بغير الحق، واستحوذ عليه قرينه وأوحى إليه أن يقهر القرآن الكريم، فسلخ من عمره أكثر من نصف قرن، فكان كناطح صخرة ليوهنها ثم سلمت الصخرة وأوهى قرنه النّاطح.

قائل هذه الكلمة “قهرني القرآن” هو أحد كبار الضالين المضلين الصادين عن سبيل الله، إنه الدكتور إبراهيم خليل المصري الجنسية، الحائز على شهادة الدكتوراه في اللاهوت، من الولايات المتحدة الأمريكية في أربعينيات القرن الماضي.. وقد كلف من قبل أكابر الضالين أن يعمل على إضلال المسلمين في مصر والسودان، وقد أقبل على هذا بحماس ليس له نظير، فبذل جهدا كبيرا، وأنفق مالا كثيرا، وفي النهاية أزهق حق التوحيد باطل التثليث فدمغه.. فأعلن أنه لا إله إلا الله، وأن القرآن هو كلمة الله.. وما يسمونه “الكتاب المقدس” هو – كما أكد القرآن الكريم – مما كتبته أيدي بشر، ثم زعموا أنه من عند الله، وما هو من عند الله، وقد كثرت شهاداتهم على ذلك، ولكنهم يصرون على الحنث العظيم، ويرفض أكثرهم أن يقر بما أقر به هذا الشخص، والله يهدي من يشاء ممن علم في قلوبهم خيرا.

إن هذا القرآن الكريم هو منة الله امتن بها على عباده ليهديهم للتي هي أقوم، فمنهم من اهتدى، وأكثرهم ضل، لأن هواهم وشقوتهم غلباهم، فكانوا من الأخسرين، وهم يحسبون أنهم مهتدون.

لقد جن جنون أكابر القساوسة في مصر وفي خارجها عندما أعلن هذا الرجل إسلامه، واعترف أن القرآن قهره كما قهر أكابر الملإ من قريش، فقالوا بعدما عجزوا عن تحديه لهم بأن يأتوا بسورة من مثله: “لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون”، وراحوا “ينهون عنه وينأون”.. وهدد أولئك القساوسة هذا المهتدي بالقتل، بعدما لم يخضع لترغيبهم بما زين للناس من شهوات الدنيا..

ومن فضل الله على هذا الشخص أن أسلم جميع أفراد أسرته إلا امرأته كانت من الغابرين، ولست أدري إن اهتدت فيما بعد أم ظلت على ضلالها.

وقد قدر الله لي ان التقى أحد أبناء إبراهيم خليل في باريس أحد أيام 1987 وأخبرني أنه عاكف على ترجمة كتاب “في ظلال القرآن” للشهيد سيد قطب.

إننا نحن المسلمين نرتكب – إلا من رحم الله – جريمة في حق هذا القرآن، ذلك أننا نسمعه بآذاننا ولكننا لا نخشع له، ولا نقيمه في حياتنا، ولذلك فنحن في أسوإ حال، وأحط منزلة. وما أصدق قول الإمام القرآني محمد البشير الإبراهيمي: “يا أهل القرآن لستم على شيء حتى تقيموا القرآن”.

فاللهم وفقنا لإقامة هذا القرآن ونقيم به حياتنا في جميع الميادين، فنعود – كما كنا – شيئا مذكورا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!