-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الدراما السورية عدنان أبو الشامات لمجلة الشروق العربي

كان طموحي أن أصبح مثل عمر الشريف الذي كنت أعتبره نموذجي كممثل

طارق معوش
  • 1995
  • 0
كان طموحي أن أصبح مثل عمر الشريف الذي كنت أعتبره نموذجي كممثل
تصوير : سعد الدين داوود

أحب دوره كثيراً في مسلسل «عن الخوف والعزلة»، لكن معظم محبي الأعمال الدرامية السورية في الجزائر يعرفونه بـ «أبو ديبو»، الشخصية التي قدمها بمسلسل «باب الحارة». يؤكد هو كلامي أيضا ويبدي استغرابه، فذلك في رأيه لم يكن أجمل أدواره.

الفنان السوري عدنان أبو الشامات، من مواليد دمشق، عشق الفن والتمثيل منذ الصغر، فكان أول ظهور له في السينما في فيلم جسر الأشرار، بعمر 6 سنوات، وفيلم مقلب حب. شارك بعدة مسلسلات تلفزيونية ناجحة، نذكر منها دقيقة صمت، حارة الشيخ، مرايا، الدبور، ما ملكت أيمانكم، الهروب.. وغيرها من الأعمال القوية.

فهو فنان مميز بثقافته… باطلاعه… بتجربته الواسعة… وبفكره الحر. عرف التمثيل مبكرا، تركه ثم عاد إليه، ليحقق فيه نجاحاً يتوقع من فنان بقدراته وموهبته وخبرته.

نجم الشاشة السورية عدنان أبو الشامات يفتح قلبه لمجلة الشروق العربي.

كان طموحي أن أصبح مثل عمر الشريف الذي كنت أعتبره نموذجي كممثل

 دخلت عالم الفن في سن مبكرة، بعدها جاءت فترة انقطاع طويلة، سافرت خلالها إلى الخارج، يقال إنك كنت تطمح إلى العالمية آنذاك.. بعدها رجعت إلى سوريا لتحقق ما لم تكن تتوقعه من نجاحات..؟

– بدأت التمثيل حين كنت في السابعة من عمري، اشتغلت بالإذاعة والتلفزيون والمسرح. كان طموحي عندما كان عمري 12 عاماً أن أصبح مثل عمر الشريف، الذي كنت أعتبره نموذجي كممثل. سافرت إلى فرنسا لدراسة الإخراج السينمائي، وكان عمري حينها نحو 20 عاماً، ما عطلني ومنعني من إتمام مشروعي وحلمي هو عدم إتمامي بعض الأوراق الرسمية، ولذا، رفض تجديد جوازي، وواجهت مشكلة كبيرة في الخارج. لم أشأ العودة إلى سورية كي لا أخدم بالجيش، ولذلك كان يجب أن أبقى في الخارج، وأدفع بدلا نقديا إلى الحكومة السورية. هكذا انتهت مشاريعي بالنسبة إلى الفن، إذ كان يجب أن أشتغل وأكسب لقمة عيشي، لأتمكن من دفع البدل. اشتغلت بالتجارة وعشت في فيينا، وكونت أسرة مع سيدة نمساوية. بعد طلاقي، أردت أن أرجع إلى حلمي. عدت إلى سورية في 1997. وعلى الرغم من أن هناك أشخاصاً في المجال الفني يعرفونني، فإن عملية الدخول مرة أخرى إلى هذا المجال صعبة؛ فاستغرقت 3-4 أعوام، حتى بدأ المخرجون يعرفونني. ربما خدمتني اللغات العديدة التي أتحدثها، وهي الإنجليزية والفرنسية والألمانية، والعربية طبعاً، وقليل من الإيطالية والإسبانية.

 تجربة الغربة، بم عادت عليك في المجال الفني إلى جانب ما اكتسبته من لغات عديدة.

– الغربة تجعل لك خاصيتك. تغربت في عدة بلدان، النمسا وسويسرا وإيطاليا والسعودية. ليس هناك شك في أن الغربة تطور الشخصيات والملكات؛ ففي الغربة تلتقي جنسيات لا تلتقي بها في وطنك، وتختلط مع أشخاص لا تعرف عنهم أي شيء، وخصوصاً الأوروبيين، الذين يحملون أفكاراً جاهزة عنا، كما نفعل نحن. لكن حين تغوص في المجتمعات المختلفة وتعرف تفاصيل حياة الناس، تتغير نظرتك إلى الأمور وتختلف، وكذلك نظرتك إلى نفسك وإلى ثقافتك وإلى الآخر، كما تتغير مفاهيم كثيرة لديك، وتصلح أو تثبت. الغربة، مثلها مثل أي تجربة في الحياة، تتبعك بجوها وبمحيطها وبالمجتمع الذي تعيش فيه، لكنني دائما أقول إن أول خطوة تخطوها في الغربة تجعلك غريبا أينما حللت، فأنا حاليا أشعر بالغربة في سورية، فحين أتحدث بمنطق الأشياء أجد نفسي بعيداً عن أصدقائي وإخواني. الغربة أعطتني خصوصية، وأعتقد أنه لكي يصبح الفنان محبوبا، يجب أن تكون له خصوصية معينة، وأن يكون لديه ما هو غير موجود لدى غيره. الحمد لله أن أعطاني شيئاً خاصّاً، وأنا أحاول أن أثبت وجودي من خلال هذه الخصوصية.

كيف هي سورية الآن؟ وهل تأُثرت الدراما السورية والفن والفنانون عموماً بالأزمة؟

– سورية سيئة، ليست بخير إطلاقاً، تعيش مأساة ربما لم تعشها بتاريخها، خاصة بزمن فيروس الكورونا اللعين. نتمنى أن ينتهي هذا الكابوس، وينتهي هذا القتل والاستنزاف اليومي لكل الحياة والبشر والحجر والشجر. الدراما مثلها مثل غيرها تتأثر بكل شيء يحدث حولها، ولكن دائما مطلوب من الدراما أن تتأثر أكثر من غيرها، وتعبر عن هذا الأمر على التلفزيون. لكنني أرى أن ما قد يكتب عن الأحداث في سورية لم يأت وقته بعد، لو حاولنا أن نقدم شيئا الآن، فلن يكون فيه أي نضج أو بعد نظر، ولا فهم عميق لما يحدث. برأيي، بعد سنوات، قد يظهر عمل يقدم وجهات نظر مختلفة، يشرح ما يحدث وكيف ولماذا يحدث.

أما الفنانون، فنحن كمجتمع لديه حد أدنى من الثقافة، ومعتاد أكثر على الحوار والديمقراطية والخلاف الديمقراطي. فإن الخلافات بيننا بسبب انتماءاتنا المختلفة، لا تتعدى كونها نقاشات حامية، لكن ما عدا ذلك ترجع الأمور إلى مسارها.

لا يمكن فصل أي حياة بشرية عن الحياة السياسية بأي مكان

 كيف ترى إقحام الفن والفنانين في السياسة، هل ترى بأنه من الصحيح تدخل الفنانين في الأزمات التي تعاني منها الشعوب؟

– أي فنان هو أيضاً مواطن، ومن حقه إبداء وجهة نظره، أو التحزب في أي جهة ضد أخرى، بحسب رؤيته. الفن وأي شي يعمله الإنسان في حياته هو سياسة، حتى السكوت هو نوع من السياسة، فلا يمكن فصل أي حياة بشرية عن الحياة السياسية بأي مكان.

ذكرت في أحد لقاءاتك أنك ترفض المشاركة في الأعمال التاريخية، وأرجعت الأسباب إلى أمور كثيرة، منها أن هناك تلفيقاً في مضمون الأفكار التاريخية.. هل تجد فعلاً أن هذه الأعمال لا تنقل التاريخ بشكل صحيح؟

– نحن العرب نحب أن نعقم تاريخنا، ونحب أن نظهر من كانوا في الماضي، بغض النظر عن قيمتهم التاريخية أو الدينية، كقديسين. وأنا أرى بأن كل إنسان له أخطاؤه وعثراته، ونحن على ما يبدو شعوب تكره أن ترى ماضيها بإيجابياته وسلبياته. شاهدت أعمالاً تاريخية تتحدث عن شخصيات معينة، ووجدت كيف تم حذف أحداث معيبة أو سيئة في تاريخ هذه الشخصية، لمجرد إبراز الشخصية من دون أخطاء. ولكن هذا لا يعني أنني رفضت كل الأعمال، بديليل أن أرشيفي يشهد على ما أقوله.

 كيف تتعامل مع موضة الدراما المعاصرة الجريئة؟

– أؤيد هذه الدراما، على أن تخضع لشروط معينة، أهمها أن يكون توقيت العرض مختلفاً، فمناقشة هذه القضايا تهم الأشخاص الكبار في السن. وبالتالي، يمكن وضع شارة تحدد العمر المناسب لمشاهدتها، ولكن لا بد من التنويه بأن الغزو الخارجي الذي يأتينا من الدراما الأخرى يحوي كل ما هو فج، والطامة الكبرى أن مجتمعاتنا تتقبله. وبما أن الدراما التلفزيونية تدخل كل بيت، أرى بأن من الضروري أن تكون هناك ضوابط اجتماعية وأخلاقية تحكم هذه الظاهرة، خاصة أننا نفتقر إلى سينما تمكّننا من طرح الموضوعات الجريئة، فغياب السينما يجعلك أكثر جرأة في الدراما التلفزيونية، وقد تخرج عن المألوف في زحمة الموضوعات الاستهلاكية، ما يجعلك تتمرد على رتابة الدراما، أو تذهب باتجاه الموضوع الجريء. وفي غياب السينما، نحن محرومون من هذه الجرأة.

 الأعمال المعاصرة الجريئة التي تؤيدها وتطرح موضوعاتها للكبار فقط… هل تعتبر جرأتها حقيقية أم تهدف إلى التسويق والبزنس؟

– لنكن صرحاء، فهذه المعادلة تتضمن أحياناً جانباً تسويقيا، ولكن في مجتمعاتنا، كما تجد الأبيض تجد كذلك الأسود، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هناك ما نُخبئه دائماً عن مجتمعاتنا؟ أرى بأن المشكلة لا تكمن في طرح هذه الموضوعات على الشاشة، وإنما في كيفية معالجتها بطريقة فنية راقية وهادفة، فتكون للعمل فائدة في تسليط الضوء على مشكلة مهمة… وإن كانت جريئة، ولكنها تحمل هدفاً، فمن دون هدف فإنك تسوق مادة استهلاكية سيئة.

مما نراه اليوم من فضائح عبر السوشيل ميديا أحمد الله عل أنني فنان ولست فنانة

مؤخرا، أظهرت اهتماما ملحوظا بموقع التواصل الاجتماعي ‘الفايس بوك’، ما الذي غير نظرتك تجاه ما يطلق عليه ‘بالإعلام الجديد’، خاصة بعد الهجومات التي طالتك بسبب سخريتك من بعض الفنانين؟

– بالنسبة إلى كلمة سخرية، أرفضها، لأنني وضحت هذه النقطة سابقا، بخصوص كلامي عن تامر حسني وعمرو ذياب، وعمليات التجميل التي تغير من ملامح الرجولة.. وكان هذا مجرد رأي، وبنفس الوقت مزحة، والبعض دونها على أساس أنها مقصودة… أضف إلى هذا، أنا بصراحة لم أكن لفترة سابقة أؤمن بفعالية الفيسبوك كوسيلة اتصال مؤثرة، لكن تجربة بعض النشطاء غيرت قناعاتي وجعلتني أؤمن بدوره، ولو بأضعف الإيمان. وانطلاقا من هذا، عبرت أكثر من مره ومن خلال صفحتي، عن وجعي وأحلامي وقناعاتي.

 أفهم من كلامك أنك مع عمليات التجميل للفنانين الرجال؟

– أبدا.. للمرأة ربما، ولكن للرجال على قراري، إنني ضدها. يكفي أنها تغير من ملامح الرجولة الحقيقة.

وماذا عن منشورك الأخير الذي رفضت فيه رفضا قاطعا الإساءة إلى الفنانات سواء السوريات أم غيرهن؟

– بكل بساطة، لأنهن نساء، ويجب عدم التطاول عليهن.. وما أراه اليوم من الفضائح التي تنشر عبر السوشيل ميديا، أحمد الله لكوني فنانا ولست فنانة، بسبب التعليقات المسيئة التي تطال الفنانات من بعض “عديمي الأخلاق”، بحجة أنه نقد، ولكن، بصريح العبارة، هو تجريح بالفنان وليس نقدا بناء.

 هل صحيح أن العلاقات هي التي تحكم الوسط الفني، وأن فرص العمل لأي فنان تقاس بعلاقاته الفنية ومدى تشعبها؟

– لا يمكنني نفي هذه الحالة، التي من المحتمل أن تلعب دورها في اختيار ممثلين وترشيحهم لأدوار دون غيرهم. لكن ما يمكنني قوله هنا، أن هذا الأمر ليس حالة سلبية، وقد تتعامل مجموعة، بعضها بعض، بشكل أفضل. مثلاً، قد يختار المخرج من يتفاهم معه، فيأتي به إلى عمله، ولكن هذا لا يعني أن الآخر عدوه، فالساحة تتسع للجميع، كما أن الدائرة ليست مغلقة بالمطلق، فنحن على الدوام نرى تداخلاً في مشاركات الممثلين في الأعمال الفنية، ونرى وجوها جديدة، رغم وجود شلل معتادة على العمل مع بعضها البعض.

 كل من هو بالوسط الفني يتحدث عن المشكلات والحروب التي تعرض لها، ماذا عنك؟

– أنا شخص مسالم بطبعي، وليس لدي أي مشكلة مع أي كان، يهمني الاجتهاد والعمل والتميز، وهذا ما يساعدني على إثبات حضوري بالشكل الصحيح، وفي النهاية البقاء للأفضل شئنا أم أبينا…

 يؤخذ عليك تقديم أدوار لا تليق بك في الفترة الأخيرة، هل السبب يعود إلى ضغوط الحياة أم إلى طبيعة العروض؟

– سأذكر مثالاً على ذلك، أم كلثوم غنّت ما يقرب من 200 أغنية، لكن ما حصد النجاح الباهر بينها واستقطب اهتمام الجمهور هو القليل فقط، كما أُخذ على عبد الحليم أنه غنّى بعض الأغاني الخفيفة، وهذا ما نلمسه منذ أن دخلنا معترك الحياة الفنية، التي لها علاقة بشركات الإنتاج، فإما أن أكون ضمن مشروع ناجح، أو فاشل، وهذه ليست مسؤوليتي، وأنا أحاول دوماً أن أتحاشى هذه الأمور، لكن أحياناً أُضطر إلى المشاركة في أعمال من الممكن ألا تنجح، وهي في النهاية مهنتي، ومن واجبي أن أقدّم أفضل ما عندي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!