رياضة

كرة القدم ومبادئ القيادة

باري لوين
  • 920
  • 4

أنا من مشجعي كرة القدم، وأستمتع كثيرا بمشاهدة المونديال. وبالنسبة إلي، لم تكن الأهداف الرائعة التي سجلها الفريق الإنجليزي هي أفضل مشهد في مباراة إنجلترا، بل كانت لحظة مواساة المدرب الإنجليزي غاري ثساوثغيت للاعب كولومبيا ماتيوس أريب حين ضيع ضربة جزاء أروع مشهد في رأيي.
وتذكرني هذه الصورة بقصيدة “لو” (If) للشاعر البريطاني روديادكبلنغRudyoldKipling ، وهو ينصح شابا “بأن يتعامل مع النصر أو الكارثة بالطريقة نفسها.” فالتحلي بالشهامة عند النصر خير من النصر نفسه. أتمنى من الفريق الخاسر أن يتحلى بالشهامة عند الهزيمة.
أصبح ساوثغيت في روسيا معلمي في القيادة، قد تعلمت منه دروسا كثيرة مثل:
التعلم من الأخطاء (فقد ضيع ساوثغيت ضربة جزاء كلاعب في فريق إنجليزي في 1996)، والتحضير والتدريب القاسي والاستعداد النفسي (كانت المباراة ضد كولومبيا أول فوز لإنجلترا في ضربات الجزاء على الإطلاق)، والتركيز على تعليم الفرد وتطويره (فقد درب فريقا من لاعبين شباب).
العمل ضمن فريق واحد متماسك هو أيضا شيء رائع تعلمته من ساوثغيت. إن كرة القدم لا تعني اللعب بقسمين بل اللعب بفريق واحد. فقد رفض ساوثغيت أن يختار أحسن لاعب فردي، عندما طلب منه ذلك في نهاية المقابلة، بل أثنى على الجهود الجماعية للفريق. وفي السياق ذاته، قال المدرب الراحل لفريق ليفربول بيل شنكلي: “إن كرة القدم لعبة بسيطة، تقوم أساسا على رمي واستلام الكرة بين أعضاء الفريق. كما بينت الدراسات فِي مجال علوم الإدارة أن النجاح في القطاع المالي ليس نتيجة للقدرات الفردية للموظفين بل بفضل الجهود الجماعية للفريق أجمع.
لدي في مكتبي وشاح فريق اتحاد الجزائر (USMA) عليه شعار: “نحن متحدون وسنبقى متحدين”، وهو بمثابة تذكير لنا في السفارة بأننا فريق واحد وأن إسهامات كل فرد أساسية.
تعلمت من ساوثغيت أيضا فكرة تمكين الأفراد، فهو يشجع اللاعبين للتفكير بأنفسهم وإبداء روح المبادرة ضمن الفريق الواحد، والاهتمام بالآخرين. فهو يحث اللاعبين على قضاء وقت كاف مع عائلاتهم أثناء المنافسات للحفاظ على التوازن والتحلي بالمهنية، والأناقة في اللباس. وأن يكون الشخص شغوفا لكن عزيز النفس. وأن يتسم القائد بالثقة في النفس والوضوح في إدارة الفريق ما يوثر إيجابا على مردود الفريق.
وضوح الهدف– الطموح إلى الفوز، والاحتفال بالفوز. قال ساوثغيت بعد أول فوز له: “حتى لو كنا تعادلنا في المقابلة لكنت فخورا باللاعبين”.
وأخيرا، تعلمت منه تشجيع الجهود. يقول روديادكبلنغ في القصيدة نفسها: “لو كنت تستطيع ملء كل دقيقة حاسمة بستين ثانية تقوم فيها بكل ما عليك فعله، فسوف تملك العالم” وأنا على يقين من أن كل اللاعبين في المباريات القادمة سيعطون أقصى ما لديهم خلال 90 دقيقة. أتمنى من كل قلبي أن يفوز الفريق الإنجليزي بكأس العالم!

مقالات ذات صلة