-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كرتنا تتقدم إلى الوراء

ياسين معلومي
  • 1955
  • 0
كرتنا تتقدم إلى الوراء

كل بداية موسم كروي تطل علينا الوزارة والاتحادية ومختلف الرابطات المتواجدة بالجزائر ببيانات وقرارات تؤكد فيها أن الموسم الجديد سيكون أحسن من سابقه، ولن يسمح أبدا لأي فريق مهما كان مستواه والدرجة التي يلعب فيها أن يتجاوز القانون، لأنه معرض إلى عقوبات في الحقيقة لن تطبق إلا على الضعفاء والمساكين، الذين لا حول ولا قوة لهم في المحيط المتعفن الذي أصبح يسود الكرة الجزائرية.

 حيث أصبح بيع وشراء المقابلات والتساهل في نتائجها حتمية لا يستطيع أي مسؤول أن يوقف مهازلها، التي تحدث أسبوعيا حتى أصبحت موضة يتبعها كل رؤساء الأندية لإنقاذ أنفسهم من مقصلة الإقالة تارة، والسقوط تارة أخرى أمام سكوت مبهم للمسؤولين على الرياضة في الجزائر، الذين يعلمون مثلما نعلم ويعرفون مثلما نعرف أن بطولتنا ليست نزيهة، البطل والأندية الصاعدة والساقطة لم يحددها أبدا الميدان، بل المحيط المتعفن ورجال الفساد، الذين يتلاعبون بنتائج المباريات، واللوبي الخطير، الذي ظهر في السنوات الأخيرة مهمته شراء ذمم الحكام المساكين الذين يدخلون مال الحرام إلى بيوتهم.. هذه هي كرة القدم، التي يتنقل إلى ملاعبها أسبوعيا آلاف الأنصار المساكين غالبا ما يعودون إلى بيوتهم خائبين ومتيقنين أن المباريات التي يشاهدونها يوميا في الملاعب الأوروبية تختلف عن تلك، التي يروها بأعينهم في “الإسطبلات” عفوا الملاعب الجزائرية التي لا تتوفر على أدنى الشروط، فلا ماء ولا مراحيض ولا أكل، فهل يعقل أن تفتح الملاعب أبوابها عشر ساعات قبل بداية مقابلة في كرة القدم..؟ غير أن المسؤولين المزيفين لا يتنقلون إلى الملاعب، بل يفضلون شاشة التلفاز أو المنصة الشرفية، ولا يهمهم المناصر البسيط، الذي عيبه الوحيد أنه يحب فريقه ويشجعه رغم أنه لن يشاهد أبدا فنيات تشبه تلك التي نراها لدى ميسي ورونالدو، هذا جزء من الحقيقة السائدة في ملاعبنا، يجب أن نتقبلها ونعمل على مكافحتها وعلى الأقل التقليل منها، لأنها تشكل خطرا كبيرا لن يجد له “العباقرة” حلولا رغم أنها كثيرة.

لا أفهم كيف بالبطولة الجزائرية، التي تلعب أسبوعيا وعلى مدار السنة تقريبا، وبتحضيرات وتدريبات وأموال طائلة لا تستطيع أن تغذي مختلف المنتخبات الوطنية بلاعبين قادرين على تشريف الكرة الجزائرية.

إن كل الذين ينشطون في ملاعبنا مستواهم محدود جدا بدليل أن ولا واحد منهم تمكن من الاحتراف في الملاعب الأوروبية، أو تألق بشكل ملفت للانتباه حتى أصبحنا نلجأ إلى اللاعبين مزدوجي الجنسية أو الأفارقة الذين لا يقدمون شيئا لكرتنا التي أصبحت “تتقدم” إلى الوراء، وشتان بين ما كانت تقدمه كرتنا خلال الإصلاح الرياضي، وما تقدمه حاليا، إلى درجة أن الكثير من الأنصار لجأوا إلى القنوات الأجنبية بحثا عن المتعة الكروية والفرجة التي افتقدوها في ملاعبنا.

أتمنى لو يأخذ أي مسؤول كروي مهمة إصلاح الكرة الجزائرية محمل الجد، لأنها حقا في خطر، لأن نتائج المنتخب الوطني للأكابر ما هي إلا الشجرة التي تغطي غابة المشاكل، فهل لعباقرة الكرة كلام في الموضوع، أم سيفضلون الاكتفاء بـ”الريع الكروي”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • خليل

    ولكن النتائج تكذب ماتقول في السنوات الماضية كانت فرقنا تخرج من الادوار الاولي في بطولة افريقيا ولو تاخرنا مافاز سطيف بالبطولة الافريقية ولما تاهل اتحاد الجزائر للنصف النهائ ولما تاهل الفريقالجزائري مرتين متتاليتين لكاس العالم يبدوا انك ترتدي نظارة عكسية فاعكسها ترى الامور كماهي في الواقع واذكان التقدم الى الخلف يكسبنا نتائج احسن فاليحيا التقدم للخلف

  • عبد اللّطيف ك.

    أنا أعرف الكرة ( التلّومة ) هي رياضة تلعب ( بضمّ التاء ) بالأقدام بمساحة من أرض واسعة في جوّ تملؤه الصداقة و المحبّة من المتريّضين دون مقابل في أوقات الراحة و العطل الأسبوعية القصيرة
    لا أجد في مثل هذه اللعبة أي دعوة للشكوة أو التذمّر أو البلبلة في أوساط الشعب
    الرياضة كما نعلم هي صحّة و لياقة بدنية للصغار و للكبار أين ما كنّا نعهده سابقا من عدو ريفي و دراجات هوائية و سباق خيل و.. أم أنّ خلط المال بها جعلها أحد المكاسب مكان المصانع و الفلاحة و التسيير الحسن للمؤسّسات ـ الأمر فيه إنّة ـ،

  • الاسم

    قال روسفور الحافلة للراكبين الواقفين افونسي لور يرحم والديكم خخخخخ