الرأي

كشف النقاب عن مناقب التكشف

عمار يزلي
  • 2319
  • 0

الظروف التي‮ ‬تمر بها السلطة في‮ ‬عز شيخوختها،‮ ‬لا تبدو أنها تبشر بخير مع كل ما‮ ‬يحاط بها وبنا جميعا من محن‮! ‬حتى الدينار”زاد طاح‮” ‬رغم طيحته التي‮ ‬لم‮ ‬يقم بعدها أبدا منذ أن تفردخ‮!! “‬طاح الدينار‮” ‬بـ30‮ ‬‭%‬،‮ ‬وطحنا نحن معه بمثله‮! ‬فصارت الآن الحكومة على لسان سلال المسلول تتحدث،‮ ‬بل وتطالب‮ “‬بترشيد‮” ‬الإنفاق بما‮ ‬يعني‮ ‬التقشف تحسبا للدخول في‮ ‬الأنفاق‮!: ‬أين كان الترشيد قبل‮ ‬يوم الرشد؟ وكيف‮ ‬يمكن للترشيد أن‮ ‬يرشد إذا لم‮ ‬يجد خليفة راشدا‮ ‬يرشد إلى طريق الرشاد؟ من سيتقشف أو‮ ‬يسترشد؟ النهب؟ الفساد؟ العاملون عليه؟”المعلفة‮” ‬كروشكم؟ أم الشعب المزلوط الذي‮ ‬يعيش على الحليب المخلوط والمستورد المغلوط والاستهلاك الملهوط والسكوت المشروط؟ الشعب الذي‮ ‬اشترى سلمه الاجتماعي‮ ‬بفتات النفط المتبقي‮ ‬عن لهط الملهوطين من أباطرة‮ “‬الاستيوراد‮” ‬و”إضارة‮” ‬العتاد وساسة‮ “‬الفصاد‮” ‬وباعة الرماد وتجار السواد؟ باعة الخمور أم بانو القصور أم مرتكبو الفجور أم نباشو القبور أو متبرجو العطور أم أمن الحمائم أم أمانة الصقور؟ أسئلة توحي‮ ‬بأن زمن البحبوحة إلى زوال وأنه قد عاد زمن زروال مع بداية العنف و”التكشف‮” ‬ودخول الفتنة حيز التطبيق بقرار سابق‮: ‬فالشيخوخة شاخت ومالت وحان وقت جني‮ ‬حصاد موسم شراء سلم الأبطال الصمت بالمال وصمت الشماتة بالشحاتة وشمت أبواق النفاق على الفساق والسراق وسياسة طاڤ على من طاڤ‮.‬

نمت لأجد نفسي‮ ‬أحضر خطابا على لساني‮ ‬كرئيس وزراء وولاة،‮ ‬الوالي‮ ‬برتبة وزير والوزير”برتبة والو‮”: ‬أيها الناس،‮ ‬من كان‮ ‬يعبد الدينار فإن الدينار طاح،‮ ‬ومن كان‮ ‬يعبد الدولار فإن الدولار لا‮ ‬يطيح‮! ‬اللهم أشهد أني‮ ‬قد بلغت‮! ‬بلغت الدائنين بلا دين،‮ ‬والمدانين بلا ديون أن زمن‮ “‬التفرشك‮” ‬قد ولى وأدبر،‮ ‬وأن زمن البقرات العجاف قد أقدم وأخبر،‮ ‬فلا قمح بدون سنبلة ولا سنبلة بدون قمح بقي‮ ‬في‮ ‬المخازن،‮ ‬ولا بقي‮ ‬حولي‮ ‬عميل صادق ومخزني‮ ‬عادل من‮ “‬المخانز‮”! ‬لقد أكلوا وهربوا‮! ‬أخذوا الأموال وانصرفوا،‮ ‬بلوا بلاء حسنا ثم في‮ ‬الصحن بالوا،‮ ‬فأنا أعول عليكم‮ ‬يا شعبنا العظيم،‮ ‬أن تجوعوا وأن تأكلوا الفتات،‮ ‬خير لكم من أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا،‮ ‬اطلبوا العون من الله على توسيع الحال علينا وعليكم بأن‮ ‬يرتفع سعر النفط أكثر وأن لا تؤثر عودة إيران إلى السوق على مقدرات النوق وأن تجدوا في‮ ‬العمل بالفلاحة والملاحة ما‮ ‬يسمح لنا بتجاوز عثرة السباحة،‮ ‬لا تأكلوا إلا مرة في‮ ‬اليوم،‮ ‬ولا تشربوا أكثر من لتر في‮ ‬الأسبوع‮. ‬لا‮ “‬تدوّشوا‮” ‬حتى تتوسّخوا وإذا توسّختم فتيّمموا‮. ‬أطفئوا الأنوار وعيشوا في‮ ‬الظلام لتتعوّدوا على ظلمات القبر والله لا‮ ‬يبقي‮ ‬ولا‮ ‬يذر‮.‬

وأفيق أتصبب عرقا‮: ‬آآه هذا تبذير للماء‮! ‬ماء العرق‮!‬

مقالات ذات صلة