-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كلّهم كوفي كودجيا؟!

الشروق أونلاين
  • 5086
  • 0
كلّهم كوفي كودجيا؟!

آخر ما يمكن توقعه من قمة للاتحاد الإفريقي أن تناقش موضوعا أو ملفا يتعلق بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، فما بالك بوضعه عنوانا رئيسيا خلال دورتها الحالية بأديس أبابا؟!

  • ماذا يمكن أن نتوقع من إفريقيا إلا الفقر والمرض والمجاعة والتخلف والاستبداد والانقلابات العسكرية والإبادات الجماعية والتحكيم الرياضي الفاسد؟! أليست هذه المواضيع أولى بمناقشتها بدلا من تضليل الشعوب بدلا من استغباء العقول، واختيار موضوع حساس وخطير، وبعيد عن نزاهة الحكام الأفارقة مثل تكنولوجيات الإعلام والاتصال؟! ألم يكن من اللائق أخلاقيا وسياسيا أن تقوم الأنظمة غير الديمقراطية في قمة أديس أبابا بمناقشة تكنولوجيات الاستبداد التي جعلت بعضها يبلغ عقودا من الزمن في الحكم دون انقلاب يسرع بإسقاطه أو زلزال شعبي ينهي وجوده؟ على من تضحك هذه الأنظمة السياسية والحكومات الإفريقية التي لم تستطع أن تنظم دورة رياضية ناجحة وعادلة في كرة القدم، وتبحث عن تطوير مجالات الإعلام والاتصال في بلدانها؟
  •  
  • الأمر مثير للضحك من هكذا قمم، تراوغ الشعوب وتخادع العقول، وتتغافل عن الحقائق، حين تناقش المواضيع الهامشية للتغطية على الأمور الجادة، فنراها تبحث ملف التغذية وهي تعاني من المجاعة، وتطرح إشكالية الديمقراطية وهي غارقة في الدكتاتورية والعسكرتارية، وتناقش قضية تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وهي قائمة أساسا على قيم الإعدام والانفصال؟
  •  
  • الأدهى والأمر أن بلدا مثل مصر يقترح على لسان رئيسه نقل التجربة التكنولوجية الرائدة لإفريقيا، وهو أمر مضحك شبيه مثلا بأن تقترح أنغولا نقل تجربتها الفاشلة في تنظيم كأس إفريقيا لبلد مانديلا في كأس العالم؟! أو أن تستعين الفيفا بدروس مستوحاة من التجربة الرائدة للكاف في شراء ذمم الحكام وكولسة المباريات؟
  •  
  • صحيح أن الموضوع جدي ولا يحتمل أمثلة من عالم الرياضة وكرة القدم تحديدا، لكن ماذا تنتظرون من قارة باعت أقدامها وعقولها معا، وسمحت للأجنبي بالاستحواذ على مُقدراتها دون احتلال ولا تدخل عسكري، وفاوضت هذا الأجنبي أيضا على سيادة أراضيها وسلطتها وقرارها السياسي والاقتصادي والثقافي؟ ثمّ، ألم يعد وجودنا كجزائريين داخل الاتحاد الإفريقي مجرد تأدية واجب دبلوماسي لا أكثر ولا أقل؟ حتى إفريقيا، النضال الأسود، انتهت، ولم يعد هنالك رموز تستحق أن يحترمها أحد داخل مثل هذا الاتحاد، وفي مثل هذه القمم التي تحولت إلى روضة للدكتاتورية وتبادل تجارب الأنظمة في قهر المعارضة والبقاء في الحكم أطول فترة ممكنة، أما للشعوب الإفريقية المغبونة رب يحميها، وفاتورة لا بد أن تدفعها.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!