جواهر
بعيدا عن مزاحمة الرجال وضغط العمل

كل صبع بصنعة.. الوجه الآخر لصحفيات جزائريات!

نادية شريف
  • 2873
  • 5

طلبنا منهن أن يضعن القلم والميكروفون والكاميرا جانبا، وأن يشاركن معنا ويفتحن صندوق هواياتهن وإبداعاتهن في مجال الطبخ والخياطة والطرز والرسم، وغيرها من المجالات كي نكسر الملل الذي فرضه الحجر المنزلي ونحقق بعض التقارب في ظل كثرة الانشغالات، ولنعزز بعض الروابط الاجتماعية والعلاقات، ونتبادل بحلول الشهر الفضيل أجمل الوصفات، وأيضا لتغيير تلك الصورة النمطية التي التصقت بالصحفيات على أن أيديهن “مكسرات”، فكانت استجابتهن سريعة، وكأنهن كن يبحثن عن محطة يتوقفن فيها لأخذ الأنفاس ومواصلة التضحيات..

هن إعلاميات من مختلف الوسائل والمؤسسات، اجتمعن في “كل صبع بصنعة” ليبرهنّ للعالم بأن حرفتهنّ ليست فقط الجري وراء الأخبار وتحقيق السبق ومقابلة الشخصيات، بل هي إبداع من نوع آخر فجّره الحجر واحتوته مجموعة باسمهن.. لهن ومن أجلهن.. ومن هنا ولدت واحدة من أقوى المجموعات، وكأنها خلية تحوي أنشط النحلات..

هكذا كانت البداية..

لأنني أعشق دوما سرد البدايات، ولأن الحلم الجميل يبدأ بخطوة، أريدكم أن تكونوا على دراية بفكرة المجموعة كيف ولدت، ومن هن المشرفات معي على تجسيدها والحالمات بضم كل الصحفيات المتفرقات في شعاب الحياة في ملتقى رقمي يتيح لهن الدردشة والتعارف وتبادل الأفكار في شتى المجالات..

كنت أنا والزميلة الصحفية سمية سعادة نبحث عن شيء نديره سوية.. نجسد فيه طموحاتنا وأهدافنا والكثير من مبادئنا.. ناقشنا عديد الأفكار ولم تر أي واحدة منها النور، إلى أن جاءها الإلهام وهي تتعبد في “محجرها” فتواصلت معي وطلبت رأيي في موضوع فتح مجموعة خاصة بطبخ الصحفيات وضم زميلة ثالثة معنا هي “فرح سراوي”.. وافقت دون تردد وناقشنا نحن الثلاثة جميع التفاصيل، كل واحدة منا تدلي بدلوها في الموضوع حتى خرجنا بفكرة مجموعة تستقطب جميع المبدعات، اخترنا لها اسم “صحفيات كل صبع بصنعة” في إشارة إلى المضمون والمحتوى الإبداعي الذي نصبو إلى إظهاره، ومحو الصورة السيئة اللصيقة بهذه الفئة..

أزيد من 2000 عضوة انضممن في ظرف قياسي

من اللحظة التي أطلقنا فيها المجموعة، شهدت إقبالا كبيرا من طرف الصحفيات.. كن يرسلن طلبات الانضمام بالعشرات ثم المئات، وها نحن في اليوم الخامس فقط من الانطلاقة نضم أزيد من 2000 عضوة، 90 بالمئة منهن صحفيات و10 بالمئة الباقية شخصيات نسوية من مختلف التخصصات، ارتأينا إدماجهن معنا لتعزيز أجندة العلاقات التي نحتاجها في مشوارنا العملي..
تحوي المجموعة الآن شخصيات إعلامية معروفة، بعضهن مذيعات من داخل الوطن وخارجه، وأخريات صرن نجمات، وتحوي أيضا صحفيات كادحات ومناضلات ومن أصبحن ربات بيوت، وكذا الطالبات والأستاذات الجامعيات..

تحوي الكاتبات والأخصائيات في علم النفس والاجتماع والمتخصصات في العلاقات الأسرية والزوجية ومدربات التنمية البشرية.. وكل هؤلاء رحبن بفكرة المجموعة أيما ترحيب واعتبرنها متميزة وفريدة، بل الأولى من نوعها التي نجحت في لم شمل الإعلاميات بعد أن فشلت عديد المحاولات لتجسيد مشاريع مماثلة على أرض الواقع..

ولعل من أجمل التعليقات التي رصدناها عن المجموعة والتي تكررت كثيرا هي “أخيرا أصبح للإبنة الضالة بيت”.. اختلفت الصيغ والتعابير لكن المعنى كان واحدا ومعبرا عن فرحة الصحفيات بهذا الفضاء المخصص لإبداعاتهن والذي جمع شتات شملهن بعد أن فرقت بين الكثيرات الظروف..

إدراج العنصر الرجالي غير وارد..

من جانب آخر، راسلنا الكثير من الرجال، خاصة من حقل الإعلام بطلبات الانضمام للمجموعة، ولحد الساعة لم نوافق على إدراجهم، رغم بعض الأصوات المطالبة بضمهم.. ولعل ترددنا الكبير نابع من حرصنا على التمتع بالخصوصية والشعور بالراحة بعيدا عن أعين المتطفلين، والفضوليين..

وحتى نكون صرحاء أكثر فإدراج العنصر الرجالي غير وارد مطلقا في الفترة الراهنة لأن هدفنا هو توسيع المجموعة لتضم جميع الصحفيات عبر العالم، فتكون بيتا لهن، وفضاء لإبداعاتهن، وشاطئا لأحلامهن وطموحاتهن، وأكثر من ذلك نقطة قوة باتحادهن وتآزرهن وتحديهن لجميع العراقيل.

مقالات ذات صلة