رياضة
فضيحة كروية جزائرية في قلب القارة السمراء

كل ملاعب الأندية التي تواجه الجزائريين من العشب وبالمقاعد إلا ملاعبنا!

الشروق الرياضي
  • 5499
  • 17
ح.م

عندما تكون حالة الكرة الجزائرية وبُناها التحتية أقل من حالة الأفارقة فمعنى ذلك أننا بلغنا مركزا متأخرا ليس إقليميا وإنما قاريا، والجزائريون الذين يتابعون بحماس واهتمام مغامرتي فريقي الجزائر شبيبة الساورة وشباب قسنطينة في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، وسيتابعون لاحقا مغامرة نصر حسين داي في كأس الكاف في دور المجموعات لاحظوا وسيلاحظون بأن كل الأفارقة شمالا وجنوبا تفوقوا على الجزائريين بملاعبهم المعشوشبة طبيعيا والمغروسة مدرجاتها بالمقاعد المريحة للمناصرين كما هو الحال في كل دول العالم.

ففي بشار التي تمتلك موارد مالية كبيرة، كانت مباراة شبيبة الساورة بالنادي الأهلي المصري مخجلة فعلا، لأن ملعب بشار من العشب الاصطناعي، وهندسته سيئة جدا، والمخرج الذي قدم المباراة على الأرضية وعلى قنوات بي.إين.سبورت القطرية، وجد صعوبة في تصوير المباراة، وكان السياج الطويل معرقلا وجزءا من المباراة التي شاهدها العالم وتأسف لحالة الملعب، أما أنصار الساورة، فلأن الملعب من دون مقاعد ولا وجود للتذاكر الإلكترونية ولا حتى للمقاعد العادية، فإنهم عانوا وجلسوا على الحجارة الإسمنتية لمدة فاقت الثماني ساعات في عذاب لا يوجد في العالم مثيلا له، وكان فريق الساورة في لقائه الأول ضمن دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا، قد واجه فريق سيمبا المنتمي لبلد أقل إمكانيات من الجزائر وهو تنزانيا، في العاصمة دار السلام، على ملعب جميل في هندسته، إذ هو عبارة عن طابقين في كل أرجائه وبالمقاعد المريحة للمناصرين من دون أن نشاهد كرسيا واحدا مكسرا، إضافة إلى الحالة الجيدة لأرضيته المعشوشبة طبيعيا، ولاحظ رفقاء يحيى شريف الفارق الكبير بين ملعبهم في بشار وملعب دار السلام، وسيلاحظون الفارق أيضا بين ملعبهم وملعب فيتا كلوب الكونغولي في عاصمة الكونغو الديمقراطية كينشاسا وهو تحفة معمارية مدرجاته بمقاعد جميلة ومريحة للمناصرين، وأرضيته من العشب الطبيعي الجميل، مع الإشارة إلى أن كينشاسا لم تشهد منذ عقود أي حدث كروي كبير، كما سيلاحظون الفارق أيضا بين ملعبهم وأي ملعب سيستقبلهم فيه النادي الأهلي المصري، سواء في برج العرب في الإسكندرية أو أي ملعب في القاهرة، خاصة وأن مصر بصدد التحضير لاستقبال الأفارقة في شهر جوان القادم عندما تحتضن منافسة كأس أمم إفريقيا.

وحالة شباب قسنطينة لن تختلف عن حالة شبيبة الساورة، فقد كان من المفروض أن يلعب السنافر مباراتهم الأولى أمام النادي الإفريقي في الملعب التحفة برادس في العاصمة التونسية، وحتى تنقلهم إلى سوسة قدم لهم ملعبا مريحا للمناصرين وهو أحسن من ملعب حملاوي الذي فاق عمره الأربعين سنة، ومازال برغم هذه السنوات مزروعا بالإسمنت المضر بصحة المناصرين الذين جلسوا على نفس المقاعد في سنة 1975، ومازالوا في سنة 2019، ولا نقطة جيدة فيه سوى عشبه الطبيعي، وحتى ملعب الإسماعيلية أحسن بكثير من ملعب الشهيد حملاوي وفي كل شيء، أما الملعب الخاص بمازيمبي فهو يقدم الكونغوليين في صورة حضارية راقية، إذ لا يوجد أي سياج بين الأنصار واللاعبين وتجري المباريات في روح رياضية عالية.

وستجد النصرية نفسها في نفس الحسرة في مواجهة الزمالك المصري، الذي له أكثر من خيار في اللعب في مركبات رياضية رائعة مثل ملعب ناصر أو الكلية الحربية أو ملاعب الإسكندرية، والمباراة ستجري في الربيع القادم عندما يكون التحضير لأمم إفريقيا قد وصل إلى أيامه الأخيرة، وكل الملاعب في حالة جهوزية، وحتى ملاعب كينيا عندما تواجه غورماهيا أو أنغولا عندما تواجه أتليتيكو بيتروليوس هي أحسن من ملعب 20 أوت الذي من عادة النصرية استقبال ضيوفها فيه، وأحسن من ملعب 5 جويلية الذي قد تُكمل فيه مغامرتها الإفريقية، والذي صار يبدو في منتهى القدم، خاصة أن أنغولا نظمت كأس أمم إفريقيا عام 2010 ونجحت بامتياز، كما أن كينيا استعدت لاحتضان كأس أمم إفريقيا ثم انسحبت، وربحت بعض الملاعب الجميلة، كما هو الحال بالنسبة للكاميرون التي سُحب منها تنظيم كان 2019 ولكن بعد أن بنت عددا من الملاعب الجميلة.

ب. ع

مقالات ذات صلة